حماس تطالب "سلطة أوسلو" بوقف المفاوضات مع دولة الكيان كرد طبيعي على مجازر غزة، وتعتقل كبار تجار المخدرات

الأربعاء 12 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 06 صباحاً / مارب برس - فلسطين - رندة عود الطيب - خاص
عدد القراءات 2980

طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفد السلطة الفلسطينية المفاوض مع "اسرائبل" بمقاطعة لقاء المفاوضات المقرر يوم غدٍ الأربعاء كرد طبيعي على التصعيد العسكري الصهيوني المتواصل للاحتلال في قطاع غزة الذي خلف اليوم " الثلاثاء" ستة شهداء وأكثر من 13 جريحاً.. وتوقعت حركة حماس على لسان نائبها المجلس التشريعي " د.سالم سلامة" أن تشهد الساحة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة تصعيدا عسكريا غير مسبوق في حال بدء الحوار الفلسطيني – الفلسطيني المرتقب بين حركتي فتح وحماس ..

والتقى أمس الاثنين (10/12 ) في القدس المحتلة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع ، مع وزيرة الخارجية الصهيونية " تسيبي ليفني" في جو سادته الإيجابية حسبما أكدت الإذاعة الإسرائيلية تمهيدا لإطلاق مفاوضات السلام التي اعتمدها مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة قبل أسبوعين بدعوة من الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وكعادة دولة بني صهيون في نقض كل اتفاق وإفشال كل اجتماع قامت الدبابات الصهيونية فجر اليوم " الثلاثاء" ولأول مرة بقطع طريق صلاح جنوب قطاع غزة.. وقطعت الدبابات الصهيونية الطريق بين مدينتي رفح وخان يونس من الجانب الشرقي لقطاع غزة ، وذلك في توغل هو الأوسع في قطاع غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي منه عام (2005) ، وقامت دبابات الاحتلال ومدفعيته بإطلاق النار وبشكل عشوائي والقذائف المدفعية على أراضي ومنازل المواطنين في المنطقة .. وجوبهت قوات الاحتلال الصهيوني بمواجهة عنيفة استشهد خلالها ستة مقاومين فلسطينيين وأصيب 13 فلسطينيا خلال تصدي المقاومة للتوغل الصهيوني المتواصل على جنوب وشمال قطاع غزة .. فيما اعترفت مصادر صهيونية بإصابة أربعة جنود إسرائيليين بجراح جراء إطلاق المقاومة الفلسطينية قذيفة مضادة للدروع على دبابتهم المتوغلة قرب معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة , وأشارت تلك المصادر إلى أنهم نقلوا إلى مستشفى سوروكا ببئر السبع لتلقي العلاج بعد احتراق الدبابة المتواجدين فيها، نتيجة ضربها بقذيفة "أر بي جي" من قبل المقاومة الفلسطينية.. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفتي "يديعوت أحرنوت و هأرتس العبريتين عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة فلسطينية قوية وصعبة.. وخلافا لتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي ، ايهود باراك حول اقتراب موعد تنفيذ عملية برية واسعة في قطاع غزة قال ضابط إسرائيلي كبير بان احتمالية تنفيذ مثل هذه العملية أصبحت بعيدة أكثر من ذي قبل لأنه ليس هناك ادني شك في وقوع عدد كبير من الإصابات والقتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في حال تم تنفيذ عملية واسعة لذلك يتوجب دراسة كيفية ومدى وحجم القوات التي يتم الدفع بها إلى داخل القطاع المكتظ بالسكان جيدا ؛ وأيد مصدر امني صهيوني آخر وصف بالكبير أقوال الضابط السابق الذكر وقال " بأن احد العوامل الأساسية التي تعرقل تنفيذ عملية واسعة في قطاع غزة هو الخشية من تكبد خسائر كبيرة قد تتجاوز خسائر الجيش الاسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية .

حماس : الصورة الحقيقية لطبيعة العلاقة مع المحتل الصهيوني هي صورة المجازر

وقالت حركة حماس معقبةً على العدوان الجديد: "إن ما يجري في قطاع غزة اليوم من عدوان هو الصورة الحقيقية لطبيعة العلاقة مع المحتل الصهيوني وليس تلك التي حاولت وسائل الدعاية تجميلها في مؤتمر أنابوليس .. وشددت الناطق باسم حماس في غزة " فوزي برهوم " على أن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة "يأتي في سياق التطبيق العملي لقرار دولة الاحتلال توجيه ضرباتها للمقاومة في قطاع غزة وزيادة التضييق عليه .. وأكدت حماس مضيها في معركة الدفاع عن الأرض والشعب الفلسطيني مها كلفها من ثمن، وتمسكها بخيار الشعب الفلسطيني "باعتبار أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لنيل الحقوق الفلسطينية".. ودعت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران / يونيو الماضي ، دعت كافة الفصائل الفلسطينية إلى "توحيد جبهة المقامة والتصدي للعدو المجرم بكافة أشكال المقاومة، والمضي قدما في الاستبسال لردع العدوان ووقف جرائمه المتكررة على الشعب الفلسطيني". 

من ناحيته قال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة حماس في بيان صحفي ((حصلت عليه مأرب برس)) : "إن ما يجري في قطاع غزة هو الصورة الحقيقية لطبيعة العلاقة مع المحتل وليس تلك التي حاولت وسائل الدعاية تجميلها في أنابوليس الذي ثبت فشله وعقم توجهاته".

وأشار النونو إلى أنه منذ عقد مؤتمر أنابوليس لبحث السلام المزعوم سقط أكثر من 33 شهيدا في الضفة الغربية وقطاع غزة وتوفى 35 آخرين مريضا بسبب اشتداد الحصار على القطاع ونقص الأدوية ومنع قوات الاحتلال الصهيوني السماح لمرضى غزة بمغادرة القطاع للعلاج في مستشفيات الدول العربية .

ودعا الناطق باسم حكومة هنية المفاوض الفلسطيني إلى مقاطعة المفاوضات مع دولة الاحتلال المقررة غداً وعدم توفير الغطاء السياسي لجرائمها وقطع أي اتصالات مع "قادة العدوان والإرهاب على شعبنا".

وقال الناطق باسم الحكومة المقالة : "من العار مصافحة تلك الأيدي الغارقة بدماء الأبرياء الفلسطينيين والموغلة منذ صباح اليوم في جرائم القتل جنوب وشمال قطاع غزة وتوزيع الابتسامات أمام عدسات الصحافيين إذ أن التحضير للقاء الغد بدأ فعليا منذ فجر اليوم في هذا العدوان الصهيوني الغادر".

حماس :مستعدون للحوار الغير مشروط ،والكرة باتت في ملعب الرئيس عباس

في غضون ذلك أكدت حركة "حماس" استعدادها لتسليم المقرات الامنية لأجهزة الأمن التي سيصار تشكيلها من خلال الحوار والتوافق الوطني، مشددةً على أنه قبل الحوار والاتفاق على تشكيلها وطنياً ومهنياً فلا مجال للحديث عن إعادة هذه المقرات.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي عممه المكتب الاعلامي للحركة على وسائل الاعلام :" إن موقف الحركة المبدئي هو استعدادها لتسليم الأجهزة الأمنية بعد تشكيلها عبر الحوار والاتفاق الوطني .

وبشأن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل للمملكة العربية السعودية، ولقاءه بوزير الخارجية السعودي ، الأمير سعود الفيصل، أكد أبو زهري على أن اللقاء غاية في الأهمية، وأنه يأتي في سياق التواصل بين حماس والقيادة في المملكة ، وأشار الناطق باسم حماس إلى أن القيادة في السعودية أكدت على حرصها على دعم الحوار الفلسطيني الداخلي وأنها ستبذل جهداً كبيراً في هذا الإطار، وبالمقابل حركة حماس أكدت جاهزيتها للشروع في حوار فوري مع حركة فتح إذا ما توفرت الجاهزية لديهم بهذا الخصوص، كما أعطى وفد الحركة تصوراً للمعاناة التي يتعرض لها الشعب جراء التصعيد والحصار الإسرائيلي.

وبين "أبو زهري" أن كل ما هو قائم بالنسبة للحوار بين "فتح وحماس " الآن هو مجرد مساعي عربية لحث الطرفين للجلوس على طاولة الحوار، مشدداً على أن حماس أبدت جاهزيتها ولكن ما يعطل الحوار هو رفض حركة فتح لهذه اللحظة ووضعها لعشرات الشروط التعجيزية، والآن الكرة كانت وما زالت في ملعب الرئيس محمود عباس.

شرطة حماس تعتقل 115 من كبار تجار المخدرات في غزة ، وتضبط كميات هائلة من المخدرات تقدر بأربعة ملايين دولار 

وفي موضوع آخر، أعلنت شرطة حركة حماس في غزة أنها ألقت القبض على 115 تاجر مخدرات كانوا يعملون في قطاع غزة منذ سنوات ، إضافة إلى مصادرتها لكميات هائلة" من المخدرات "تقدر قيمتها بأكثر من 4 ملايين دولار أمريكي..!! وقد أقدمت الشرطة في الحكومة المقالة أمس على حرقها ..

وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة ، المهندس ايهاب الغصين انه تم التحرز على الكميات المضبوطة من المخدرات، مشيراً إلى أن 115 تاجر مخدرات يعملون في القطاع منذ سنوات القي القبض عليهم وأودعوا السجن بانتظار المحاكمة.

وأكد الغصين أن المتورطين سيخضعون لقانون رادع إما الإعدام أو السجن المؤبد لحيازة المخدرات والاتجار بها, قائلا: "إن القانون الفلسطيني به ما يمنع هذه الجريمة الجنائية".

وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية المقالة أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة للحكومة المقالة سيطرت على 90% من الأنفاق التي يتم فيها تهريب المخدرات, "وهو ما أثنت عليه الحكومة المصرية، وبيّن الغصين أن هناك عمليات تهريب رصدت عبر معبر "ايرز الإسرائيلي " شمال قطاع غزة " وهو ما تسعى الشرطة المقالة للسيطرة عليه.