القذافي في فرنسا: احتجاجات كبري وصفقات أكبر

الثلاثاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 06 صباحاً / مارب برس - فيليب الفروي
عدد القراءات 3622

وصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الاثنين الي باريس في زيارة تستغرق خمسة ايام اثارت سيلا من الانتقادات حتي داخل الحكومة الفرنسية استقبله خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعلن عن توقيع عقود بـ عشرات المليارات من الدولارات .

واكد الرئيس الفرنسي المتهم باعتماد دبلوماسية دفاتر الشيكات ، انه طلب خلال اللقاء الاول الذي جمعه بالزعيم الليبي احراز تقدم علي طريق حقوق الانسان ، في وقت اثارت زيارة القذافي حملة احتجاجات في فرنسا. وهذه اول زيارة للقذافي الي باريس منذ 1973.

وقال ساركوزي امام الصحافيين ان فرنسا تستقبل رئيس دولة تخلي نهائيا عن حيازة السلاح النووي وقرر وضع مخزونه تحت مراقبة المنظمات الدولية واختار التخلي نهائيا عن الارهاب والتعويض عن الضحايا .

وقال ساركوزي الذي واجه انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة وجمعيات حقوق الانسان لاستقباله القذافي ان فرنسا هي التي فاوضت من اجل الافراج عن الممرضات والطبيب البلغار في تموز (يوليو) بعد اعتقالهم ثماني سنوات في السجون الليبية والا لكانوا ما زالوا في السجن .

كما اعلن ساركوزي ان عقودا بقيمة عشرة مليارات يورو ستوقع مع ليبيا خلال زيارة القذافي.

وقال ساركوزي سأوقع عقودا بقيمة عشرة مليارات يورو مع الطرف الليبي .

ووقعت فرنسا مساء الاثنين عقود تعاون بشأن مصنع لتحلية مياه البحر يعمل بمفاعل نووي و تعاون في مجال الاسلحة وعدد من العقود الاقتصادية .

واكدت ليبيا امس شراء 21 طائرة ايرباص للشركتين الافريقية والخطوط الجوية الليبية وذلك اثناء حفل في قصر الاليزيه بحضور الرئيس ساركوزي والزعيم الليبي.

وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي تحدث الجمعة عن شراء طائرات ايرباص بما يزيد عن ثلاثة مليارات يورو و مفاعل نووي مضيفا ان ليبيا تريد ايضا شراء العديد من التجهيزات العسكرية والتفاوض علي طائرة رافال القتالية.

وبعد نزوله من الطائرة في مطار اورلي، صعد القذافي في سيارة ليموزين بيضاء وانطلق موكبه المؤلف من مئة سيارة رسمية علي الفور باتجاه قصر الاليزيه.

وفرضت اجراءات امنية مشددة لمناسبة هذه الزيارة.

ووصل القذافي الي باحة قصر الاليزيه حيث استعرض ثلة من الحرس الجمهوري قبل ان يستقبله الرئيس الفرنسي علي سلم الاليزيه.

وانتشر قناصة لضمان امن الزعيم الليبي الذي رافقه عدد كبير من حراسه الشخصيين.

وتم توقيف حوالي ثمانين شخصا من معارضين او مؤيدين للزعيم الليبي كانوا يحاولون التظاهر في باريس.

واقيمت في الاليزيه مساء امس مأدبة عشاء علي شرف الزعيم الليبي علي ان يعقد لقاء جديدا مع ساركوزي الاربعاء.

وفي حين ما زالت لجنة برلمانية تحقق في ظروف اطلاق سراح الفريق الطبي البلغاري في تموز (يوليو)، تثير زيارة القذافي انتقادات حادة من المعارضة ومن داخل الحكومة نفسها.

وما عزز الاحتجاجات الوعود التي قطعها ساركوزي خلال الحملة الانتخابية باتباع دبلوماسية جديدة تراعي في الخصوص حقوق الانسان.

وقد زاد عليها امام البرلمان الاوروبي في تشرين الثاني (نوفمبر) بقوله ان كل من خاضوا تجربة التخلي عن حقوق الانسان من اجل الاستفادة من عقود لم يحصلوا علي العقود وخسروا في ساحة القيم .

وانتقدت وزيرة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان راما ياد بشدة زيارة القذافي.

وقالت ياد في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان ان بلدنا ليست ممسحة يمكن لاي زعيم، ارهابي كان ام غير ارهابي ان يأتي ويمسح فيها قدميه من دماء جرائمه مضيفة يجب ان لا تتلقي فرنسا قبلة الموت هذه .

ثم خففت من وطأة تصريحاتها وجدد الرئيس الفرنسي ثقته بالوزيرة المنتدبة لحقوق الانسان.

* القدس العربي