في الوقت الذي كشفت نتائج دراسة صهيونية عن ارتفاع الأصوات وتزايد الأحاديث التي تدفع باتجاه ضرورة الحوار مع حركة المقاومة الاسلامية " حماس" .. وأن الكثير من قادة الأجهزة الأمنية الصهاينة السابقين أمثال (وزير الجيش الصهيوني الأسبق "بنيامين بن العيزر" ، ووزير الجيش الصهيوني السابق "عمير بيرتس" ، ومستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال " احتياط غيوارا ايلاند ") يتحدثون عن ضرورة الحديث مع حماس قائلين بأنه لا يوجد " لإسرائيل" أي خيار غير التحدث مع حماس وبشكل أساسي فيما يتعلق بقضايا الأمن وتبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة " جلعاد شاليط" ؛ في ذات الوقت وجهت حركة " حماس" رسالةً إلى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ، قالت فيها : "إن أي خطوة إيجابية نحو إيجاد حلٍّ للصراع لن تكون مجدية, طالما استمر التجاهل والحصار الامريكي للحكومة الفلسطينية المقالة المنتخبة ، التي يرأسها اسماعيل هنية ، قائد ا حركة حماس في غزة .. واتهم د. احمد يوسف ، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال ، اسماعيل هنية في رسالة وجهها إلى رايس , عبر وسائل الاعلام، اتهم الولايات المتحدة بتجاهل الفوز الساحق الذي حققته حماس في الانتخابات , معتبراً أن هذا التجاهل يُشكل إضراراً بالمصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة، كما سيؤدي إلى تعميق مشاعر العداء والكراهية ضد الولايات المتحدة في بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي كافة.. وجدد المستشار يوسف استعداد حركة حماس للحوار مع الولايات المتحدة وأوروبا "بهدف التعاطي الجاد مع القضايا التي تم تناولها في أنابوليس.

وقال مستشار هنية مخاطباً رايس : "إن نظرتنا للعلاقة مع الغرب- برغم خلافنا العقائدي- هي التعايش والتفاهم وليس التحدي والمواجهة، فنحن لسنا ضد الأمريكيين، ولا ضد الأوروبيين، ولا ضد أحدٍ من العالمين.. وحذر مستشار هنية الذي توقع أن تتجاهل رايس رسالته "امعانا في الموقف الأمريكي القائل بعدم التعاطي مع الارهابيين" حذر الولايات المتحدة من عواقب سياستها المنحازة لإسرائيل قائلا: "فهل لكم- سيدة رايس- توقع كيف ستكون ردة الفعل من قبل العالمين العربي الإسلامي تجاه مثل هذا النفاق الأمريكي الفاضح؟.

وذكّر المستشار " يوسف" الوزيرة رايس بالاحتلال الإسرائيلي الذي يسبب المعاناة للشعب الفلسطيني, وقال: "إن هناك احتلالا يا سيدة رايس.!! وإن الشعور الذي يدعيه الإسرائيليون بالموت وغياب الأمن مرجعه هذه المعاناة المزمنة من الاحتلال، وعليكم أن تتفهموا ذلك، إننا لا نلهث وراء اعترافكم بنا، لأننا نمثل الحزب المنتخب ديمقراطياً في الأراضي المحتلة، وإن هذا يملي عليكم ـ بالطبع ـ حسن الاستماع والتعامل مع جميع الأطراف المعنية في الصراع ونحن منهم.

مديرة في الأمم المتحدة تؤكد أن : عزل "حماس" يدفع بتحرك واضح نحو التطرف في المنطقة .. 

هذا وفي الوقت الذي أعلنت فيه كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية " حماس" عن استشهاد 30 ناشطا من عناصرها خلال الأسبوع المنصرم  في عمليات قصف جوية من الطائرات الصهيونية وبقصف مدفعي بصواريخ أرض أرض صهيونية ؛ قالت (كارين أبو زيد) مديرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) ": إن عزل حركة حماس شهد تحركا واضحا نحو التطرف في غزة بينما كانت أصوات معتدلين بدأت تظهر في حركة حماس في وقت سابق من العام ، وعليه تقول " ابو زيد " : سيكون من الأفضل أن نتحدث إلى حماس .

 وقالت مديرة ( الأونروا ) التابعة للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي : إن عملية سلام فلسطينية لا تشمل حركة حماس لن تكون قابلة للتطبيق؛ ولما سُئلت " أبو زيد" ما إذا كانت ترى أن عملية سلام لا تشمل حركة حماس ستكون قابلة للتطبيق ، ردت قائلة : "لا اعتقد أنها قابلة للتطبيق على الإطلاق واعتقد أن هذا هو ما يقوله الفلسطينيون أنفسهم بما في ذلك السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية .. وقالت مديرة ( الأونروا ) : إن هناك حاجة لمزيد من الضغط السياسي لتسوية الخلاف بين حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران / يونيو الماضي.

مبعوث الرباعية : المشكلة مع حماس بسيطة جدا ..ولا أحبذ قيام إسرائيل باجتياح غزة لإنهاء حكم حماس  

وسبق أن اعتبر مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط " " توني بلير " " رئيس الوزراء البريطاني السابق أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترسل إشارات قد تكون مفيدة بالنسبة لمسيرة السلام غير انه عليها أن تكون أكثر وضوحا بشأن نواياها.

وأضاف بلير "أن المشكلة مع حماس بسيطة جدا .. إن الحل الوحيد هو حل يقوم على دولتين أي دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية قابلة للحياة".. وأوضح "بلير " مبعوث اللجنة الرباعية التي تضم كلا من (الولايات المتحدة ، والاتحاد الأوروبي ، وروسيا ، والامم المتحدة) "المشكلة هي معرفة كيف سنتفاوض مع حماس حين تقول إن إسرائيل لا تملك الحق في الوجود".. وقال بلير : انه يقر بشرعية فوز حماس لكن المشكلة تكمن في رفضها الاعتراف بإسرائيل.. وأعرب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط ، عن اعتقاده بأن مؤتمر أنابوليس لن يعمل على تغيير كل شيء، ولكنه عملية تمّ إطلاقها وتستغرق وقتاً باجتماعات متابعة, وفي ما إذا كان هناك من يحبذ قيام إسرائيل باجتياح عسكري لقطاع غزة لإنهاء سيطرة حركة "حماس" عليها، قال بلير :"لا، لا أستطيع رؤية ذلك في المدى المنظور, إن الضمان للحيلولة دون ذلك هو إيجاد مسار متين للتفاوض السلمي".. وسبق أن أكدت حركة "حماس" في تصريح صحفي (( حصلت مأرب برس على نسخةً منه )) أن مهمة " توني بلير" كمبعوث للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط إن لم تكن قائمة على أسس شفافة ونزيهة واحترام جميع الأطراف، بعيدة عن سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، هي سياسة فاشلة ولن تفض إلى أي نتائج، وأي استثناء لحركة حماس وتجاهل لشريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني من اهتمام المنظومة الدولية تحكم على مهمة "توني بلير " بأنها تعتبر قفزة في الهواء، ولن تكون مدعاة لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة.

وتأتي هذه التصريحات للمسئولَين الدوليين ((كارين أبو زيد ،و توني بلير )) في وقت نشرت فيه وسائل الإعلام الدولية ، أن النائب البريطاني عن حزب الاحترام "جورج غالاوي " أوقف مقابلة كان صحافيان أميركيان يجريانها معه، واستدعى الشرطة لطردهما من مكتبه دفاعا عن حركة حماس .. وقالت النشرة : إن غالاوي دافع عن حماس، واعتبرها منظمة غير إرهابية بل حركة تحرر وطنية تهدف إلى تحرير بلدها من الاحتلال الصهيوني..

الجيش الصهيوني : قرار شن حملة عسكرية برية على غزة معقد ومتعلق بالمستوى السياسي

من ناحيته ، قلل رئيس الأركان في الجيش الصهيوني " غابي أشكنازي " من احتمالات شن حملة عسكرية على قطاع غزة في الفترة القريبة معتبرا أن قرارا من هذا النوع أكثر تعقيدا من مسألة رد على صاروخ فلسطيني محلي هنا وصاروخ هناك .. واعتبر أن قوات الجيش تدير حربا يومية من خلال العمليات التي تنفذها كل ليلة في قطاع غزة.. ، حيث تدخل إلى قطاع غزة قوات كبيرة من الجيش كل ليلة وتقوم بعمليات اغتيال بحق رجال المقاومة .. وتباهي رئيس الأركان في الجيش الصهيوني بقتل ثلاثين ناشطا من مقاتلي كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس .. 

هذا ونقلت مصادر صحافية صهيونية عن كبار المسئولين في الأجهزة الأمنية في الجيش الصهيوني قولهم : إن حركة المقاومة الإسلامية " حماس " تمكنت، على ما يبدو، من التغلب على مشاكل تكنولوجية كانت تقلل من مدى نجاعة الصواريخ المحلية التي تصنعها في غزة طوال عدة سنوات, وأصبح بإمكانها تخزين الصواريخ لمدة زمنية أطول، ما يتيح لها مراكمة كمية كبيرة من الصواريخ وإطلاقها بأعداد كبيرة " بالآلاف " عند الحاجة.

إلى ذلك قالت المصادر الأمنية الصهيونية : "إن إشارات تتزايد وتدل على أن حركة حماس ، بمساعدة إيران، على وشك تجاوز مدى 15 كيلومترا للصاروخ, وهذا التطوير التكنولوجي يضع عسقلان وعشرات المستوطنات الصغيرة في النقب الشمالي والغربي أمام خطر ملموس.

وقدر محللون عسكريون إسرائيليون سبب تأجيل إسرائيل المتواصل لاجتياح قطاع غزة بوجود معلومات استخبارية خطيرة وصلت مؤخرا لأجهزة الأمن الإسرائيلية؛ وكشف المحلل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "روني دانييل" النقاب عن وجود معلومات لدى المخابرات الإسرائيلية تفيد ( بوجود صواريخ فلسطينية قادرة على ضرب عسقلان بقوة في حال تقدم الجيش الإسرائيلي لاجتياح القطاع .. وبحسب التحليلات العسكرية الإسرائيلية التي قدمها التلفزيون الإسرائيلي فان المعركة القادمة ستكون قاسية وشديدة ومعقدة.