آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

الشيخ عبد الله الأحمر .. رجل وضع نفسه دوماً في مقام الأب المترفع عن الخوض في الصغائر

الجمعة 02 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 09 مساءً / مارب برس – سامي غالب
عدد القراءات 5873

صدرت مؤخراً مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبعنوان «قضايا ومواقف»، وفيه يعرض لمراحل مختلفة من حياته، مبرزاً أدواره في المعارضة والحكم، ومواقفه خلال الأزمات الكبرى التي عاشها اليمن منذ عقد الستينات.

بلغة متقشفة تصدر عن رجل وضع نفسه دوماً في مقام الأب المترفع عن الخوض في الصغائر، يمرصاحب المذكرات بوقار يليق بشيخ قبيلة حاشد، مرور الكرام على أبرز وقائع النصف الثاني من القرن العشرين. وإذ يتقشف يتخفف من غلواء الصراعات التي كان على الدوام طرفاً أصيلاً فيها، حتى يكاد القارئ يحسب الراوي مج رد شاهد عيان خلواً من أية تحيزات تجاه أي من أطراف الصراع وليس ذاك الشيخ الجامح في نزوعه إلى السلطة والسيطرة كما يظهر في مرويات مجايليه ومناوئيه، على اختلاف مذاهبهم.

على أن صاحب المذكرات يعلم أن شهادته لا تلبي توقعات القراء من رجل بسط ظله على الحياة السياسية، وما يزال، منذ عقود، فقد استبق قارئيه فيما يشبه الاعتذار، مصدِّراً كتابه بتوضيح مفاده أنه لم يكن مثل غيره مهتماً بكتابة يوميات أو منصرفاً إلى توثيق الأحداث، قبل أن يستطرد قائلاً: أنا شخصياً لم يكن عندي الهواية (بالتوثيق والتسجيل اليومي أو الشهري أو السنوي) والاهتمام، وأنا منذ عرفت حياتي (منغمساً) في أعمال ومشاغل، خاصة أو عامة، صغيرة أو كبيرة.

سبق للشيخ عبدالله أن أظهر هذا العذر في سياق تعليقه على مذكرات الشيخ سنان أبو لحوم الزاخرة بالوثائق والمراسلات، وبخاصة تلك المتصلة بنشاط الشيخ الأحمر في عقدي الستينات والسبعينات، إذ أشار إلى انغماسه في الدفاع عن النظام الجمهوري فيما غيره منهمك في تجميع الأوراق.

لا أسرار خطيرة تتكشف من المذكرات، لا نقضاً صريحاً لروايات سابقة، لا أبعاد جديدة تظهرها في شخصية الشيخ. عدا هذا، فإنه يتفانى في تظهير صورته النمطية لدى الرأي العام كشخصية محافظة انحازت على الدوام إلى البنية الاجتماعية التي طلعت منها، وقاتلت بضراوة من أجل منظومة قيمية أرادت تعميمها وطنياً.

وفي المذكرات يزهو الشيخ بقبيلة حاشد عند كل منعرج، ويتغنى بأجداده، وينوِّه بانحياز مشائخها وتجارها وأهليها إلى الثورة والجمهورية، مبدياً امتنانه لهم لوقوفهم معه في أوقات الشدة في سنوات معارضته للرئيسين السلال والحمدي.

في تقشفة يعمِّد الشيخ الأحمر الروايات المتواترة عن أدواره ومواقفه في المحطات الفاصلة، كما في أحداث أغسطس 1968، حيث الصراع جرى، طبق تصنيفه، بين فسطاطين: الجمهوريين بقيادة العمري واليساريين بقيادة عبدالرقيب عبدالوهاب. إذ لا يجد نفسه بعد 40 سنة ملزماً باعتماد التصنيف الأدنى إلى الإجرائية البحثية لطرفي الصراع: الجمهوريين المحافظين والجمهوريين الراديكاليين.

على أن أحداث أغسطس بما هي لحظة انجراح وطني ممتد لقوى سياسية واجتماعية أخذت طابعاً مناطقياً ومذهبياً يعرض عنه صاحب المذكرات.

وبالمثل يسكت عن تفاصيل معارضته للرئيس الحمدي الذي شكل خطراً وجودياً على البنية التي تصدى الشيخ للدفاع عن مضاربها وقيمها عند كل منازلة داخل الصف الجمهوري، ولاحقاً داخل الصف الوحدوي (الشمال والجنوب).

بيد أنه يسجل إدانته الصريحة للجريمة الشنعاء التي أودت بحياة الحمدي.

وبشأن اغتيال محمد محمود الزبيري، لا يتفذلك الشيخ الأحمر كما يفعل عديدون من مشايعي الزبيري، إذ يقطع بأن الجريمة من تخطيط وتنفيذ الملكيين.

وفيما يخص انتقال السلطة بعيد اغتيال الرئيس الغشمي، يثبِّت الشيخ الرواية المتواترة عن معارضته ترشيح المقدم علي عبدالله صالح للرئاسة، واضطراره لاحقاً إلى القبول بها تحت إلحاح القيادة السعودية المتحمسة للضابط الذي كسب الجيش إلى صفه.وقد أُستدعي الشيخ الى جدة لإثنائه عن موقفه. وأرسلت الرياض لاحقاً مبعوثين إليه وإلى غيره من المشائخ لإٍقناعهم «حتى تمت الأمور»!

مهما يكن، فإن الشيخ لم يلبث أن تحالف مع الرئيس الجديد في مواجهة القوى اليسارية والناصريين. وهو أسهب في إبراز إسهاماته وإسهام حلفائه الاسلاميين في تأمين نظام الرئيس علي عبدالله صالح في أحلك الظروف. وفي هذه الحقبة تتداخل شهادته برواية الاخوان المسلمين، وتالياً التجمع اليمني للإصلاح، لجذور التحالف الاستراتيجي الذي جمع اسلاميين اليمن بالرئيس صالح، ومحصولاته، فيما يشبه المن.

وعلى الجملة فإن مذكرات الشيخ الأحمر على تقشف صاحبها وشحة الأسرار فيها جديرة بالقراءة، ومدعاة لعرض أشمل وأنفذ لفصولها.

* النداء  

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن