حماس تُحذر من عواقب مؤامرة خطيرة تستهدف اغتيال قادتها في غزة ، بالتنسيق مع أجهزة أمن سلطة أوسلو والاستخبارات الصهيونية

الإثنين 17 سبتمبر-أيلول 2007 الساعة 01 مساءً / مأرب برس/ فلسطين / رندة عود الطيب/ خاص
عدد القراءات 3358

حذرت حركة المقاومة الاسلامية " حماس" من عواقب مؤامرة خطيرة يجري الإعداد لها على عدة مستويات لقيادة حرب غير عادية على قادة حماس ، واتهمت الحركة الاسلامية التي تمثل غالبية البرلمان الفلسطيني "بواقع الثلثين " اتهمت قيادات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح في رام الله بالضلوع في هذه المؤامرة . وقال الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية ، الدكتور صلاح البردويل : إن ترويج بعض الأجهزة الإعلامية التابعة للتيار الأمني في السلطة الفلسطينية عن وجود خلافات بين وزير الخارجية السابق الدكتور محمود الزهار ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية يندرج ضمن هذه الخطة .

وقال البردويل في تصريح صحفي حصلت عليه ""مأرب برس""": الكلام عن وجود خلافات حقيقية بين الدكتور الزهار ورئيس الوزراء هنية لا وجود له على أرض الواقع، وهو كلام يأتي بالتزامن مع بدء الحملة الصهيونية لاغتيال بعض الشخصيات القيادية في حماس، والترويج لهذه الأخبار الزائفة معناها أن هنية والزهار كلاهما في أول القائمة المستهدفة. وأشار البردويل إلى أن ما يعزز من هذه المخاوف ليس فقط أن هذه الخلافات لا وجود لها داخل حركة حماس التي تلتزم الشورى وتحترم نتائجها، وإنما لأنها تتساوق وبداية الاحتلال لتحركات عملية لقيادة عمليات نوعية ضد قطاع غزة. وتابع الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية إسرائيل تريد قيادة عمليات نوعية ضد قادة حماس فهي تحتاج لهذه المقدمات الإعلامية حتى تستطيع تنفيذ عملياتها بطرق جديدة، كأن يتم اغتيال قادة حماس ليس عن طريق الطائرات والصواريخ وإنما عن قرب، وهذا لن يتم إلا بالتنسيق بين عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تروج لهذه الخلافات وبين الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية .

وكشف البردويل النقاب عن أن حماس وأجهزتها الأمنية كلهم يدرك حجم هذه المؤامرة ويتحسب لها، وأن الجميع على أتم الاستعداد لحماية قادة الحركة وأعضائها وشعبها، وقال: نحن ندرك تماما خطورة هذا المخطط ونحن له بالمرصاد، وسنضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه أن يقترب من قادة حماس السياسيين، وسنحمي قادتنا وشعبنا ولن نسمح لأي أحد أن يعبث بأمننا .

وعثرت القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس على عبوة ناسفة تزن 15 كيلو جراما وضعها مجهولون مساء أول أمس السبت "15/9" أمام مدخل المجلس التشريعي بمدينة غزة ؛ وقامت وحدة الهندسة التابعة للقوة التنفيذية بتفجير العبوة الكبيرة الحجم ، وحمّل اسلام شهوان الناطق باسم القوة التنفيذية حركة فتح المسؤولية عن الحادث, قائلا "إن العبوة التي تم تفكيكها مشابهة للعبوات السابقة التي تم تفجيرها بممتلكات وسيارات تعود لأنصار حركة حماس.

الأكاذيب والأراجيف تهيئ لارتكاب جرائم بحق رموز حماس

من ناحيته أكد سعيد صيام ، القيادي البارز في حركة حماس ورئيس كتلتها البرلمانية أن هناك تيار خياني داخل حركة فتح ما زال يعبث في الساحة الداخلية، ويتصدر ذلك من الأكاذيب والأراجيف وقصص الخيال التي تنسجها مواقع فتح الإلكترونية ووسائل إعلامها المختلفة، وكذلك نشر الإشاعات والأكاذيب. وشدد صيام على أن الحديث عن خلافات داخل حركة حماس وتهديدات بالقتل، كما ورد في مواقع حركة فتح يهيئ للقيام بارتكاب جرائم بحق رموز وقيادات حركة حماس ، وهذا ما تؤكده المعلومات الواردة من مصادرنا في الميدان .. وحذر صيام بقوة من المساس بأي من أبناء حركة حماس أو رموزها، وقال :" لن يكون أحد بمنجى من العقاب غير المسبوق .. وسبق أن نشر موقع فلسطين برس التابع لتيار القائد الفتحاوي " محمد دحلان " أخبار خطيرة في مجملها نقلا عن مصادر محلية في غزة أن زعيم حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية لا يغادر مخيم الشاطئ بغزة بعد احتدام المواجهات وحملات الاختطاف المتبادلة بين أنصاره من جهة وأنصار القيادي في حركة حماس محمود الزهار الذي وجه لهنية تهديدا علنيا بالقتل منذ عدة أيام بعد اتصالاه مع الملك السعودي ، عبد الله بن عبد العزيز واستعداده لمقابلة الرئيس عباس..

 وأضافت مصادر هذا الموقع "أن هنية أدى صلاة الجمعة الماضية في المسجد الغربي في المخيم على الرغم من إعتياده إلقاء خطب الجمعة في مساجد خارج مخيم الشاطئ" مشيرة إلى أنه كان ينوي إلقاء خطبة الجمعة الماضية في أحد المساجد شمال مدينة غزة لكنه عزف عن ذلك )).

قطع الأراجيف

وقطعا لهذه الأراجيف والشائعات التي يشتم منها رائحة الموت والاغتيال ، أدى أمس الأحد رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ووزير الخارجية السابق الدكتور محمود الزهار صلاة العشاء والتراويح معاً في مسجد مخيم الشاطئ الغربي بمدينة غزة، فيما بدا رد عمليا على الإشاعات حول وجود خلافات وتهديدات بين الجانبين.

وأم د . الزهار، وهو من القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المصلين في صلاة العشاء في مسجد مخيم الشاطئ بعدما قدّمه هنية الذي أم بدوره المصلين في صلاة التراويح.

وكانت وسائل إعلامية محسوبة على حركة فتح نشرت في اليومين الماضيين سلسلة من الأخبار، نفتها حركة "حماس"، حول صراع وتهديدات واقتتال وعمليات اختطاف بين أنصار هنية والزهار.

وعقب الصلاة ألقى الدكتور الزهار، الذي جلس إلى جانب هنية كلمة دينية قصيرة، وبعد انتهاء الكلمة تجمع عشرات المصلين حول القياديين للسلام عليهما وتهنئتهما بحلول شهر رمضان المبارك.

هنية يهاتف القادة العرب ويطالبهم بالتدخل لإنهاء الخلاف الفلسطيني ..

وأجرى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ، اسماعيل هنية عدة اتصالات هاتفية مع عدد من القادة العرب ، مهنئاً بحلول شهر رمضان المبارك ، وأبدى هنية خلال اتصالاته حرصه على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي وترحيبه بأي دور عربي لإنهاء الخلاف بين الأشقاء الفلسطينيين .. وأكد هنية في اتصالاته مع (( سيادة الرئيس اليميني ، علي عبد الله صالح، والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهده سلطان بن عبد العزيز ، وملك البحرين ، عيسى بن حمد آل خليفة، وأمير دولة الكويت، صباح الاحمد الصباح , والرئيس السوري ، بشار الاسد، ، والرئيس السوداني ، عمر حسن البشير، ووزير المخابرات المصري ، اللواء عمر سليمان)) ؛ أكد أن ما حدث في غزة مجرد خلاف بين أخوة وأشقاء، مشيدا بدور الدول العربية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف المحطات والمواقف المتتالية ..وطالب هنية الزعماء العرب بالتدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن ، مشددا على جدية الحكومة الفلسطينية في التوجه نحو الحوار والوحدة الوطنية لإنهاء جذور الخلاف في الساحة الفلسطينية وإعادة اللحمة لأبناء الشعب الواحد مجددا .. وشدد هنية على أهمية العمق العربي للقضية الفلسطينية ومتانة العلاقات الفلسطينية العربية, وجدد استعداده للحوار مع الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس من أجل ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي, معربا عن ترحيبه بأي دور عربي لانهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي،وشدد هنية على متانة العلاقة بين الحكومة والدول العربية ..وأكدت حركة حماس أن طلب هنية من قيادات عربية مثل قادة السعودية واليمن وقطر والكويت والبحرين التدخل من أجل حلّ الأزمة الفلسطينية، يأتي من قبيل وضع القادة العرب أمام مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية، وقال: نحن لا نريد الفتنة ولا نريد الحرب الأهلية، ونريد أن نضع القادة العرب في صورة الوضع، ولا شك أن كثيراً منهم يدرك حجم المؤامرة الخطيرة ضد الشعب الفلسطيني وأطرافها واضحة للعيان، لكن الإدراك وحده لا يكفي إذ لا بد من تحرك عملي ولا بد من تضافر الجهود العربية لوقف هذه المؤامرة .

حكومة فياض توقف رواتب نواب حماس في غزة

 

وفي موضوع آخر ، قالت هيئة رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني : إن وزارة المالية في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض أوقفت رواتب 25 نائبا من نواب حركة حماس الممثلين عن قطاع غزة .. وقالت الهيئة :" إنها قدمت لوزارة المالية التي يتولى إدارتها فياض شخصيا كشوفات بأسماء نواب البرلمان الفلسطيني حيث تم صرف رواتب جميع النواب باستثناء 25 نائبا من نواب حماس في غزة .. 

 وسبق أن اقر " سعدي الكرنز " أمين عام مجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية التي يرأسها سلام فياض أن حكومته أوقفت في شهر آب /أغسطس الماضي رواتب تسعة آلاف موظف مدني في السلطة الفلسطينية ، لأسباب مختلفة منها عدم التزام الموظف بقرارات وتعليمات رؤسائه في العمل في حكومة فياض برام الله..!

حماس : " عباس لن يحصل على شيء من لقاء الخريف وسيعود خالي الوفاض وضعيف 

وسبق أن قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، الدكتور أحمد يوسف : إن الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس ، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ، أيهود أولمرت ، والرئيس الأمريكي ، جورج بوش هم أطراف ضعيفة يتعكزون على بعضهم البعض، وأنهم ليسوا في الموقع القوي الذي يمكن أن يسمع لهم الشعب من خلاله ، وتابع مستشار هنية القول :" أولمرت في وضع لا يسمح له بالتنازل ، وبوش غير بار بوعوده وأمامه انتخابات رئاسية وحزب جمهوري فليس بإمكانه فرض أي حلول لا على المجتمع الدولي ولا على إسرائيل .. وبالنسبة للرئيس عباس يتحاور وهو يفتقد لتأييد ثلثي الشعب الفلسطيني، بين الضفة الغربية وقطاع غزة(في إشارة إلى إمتلاك حماس ثلثي مقاعد البرلمان الفلسطيني ) ، عدا عن أنه لا يملك أي "قوة"، وأكد المستشار يوسف أن الرجال الثلاثة "عباس- أولمرت -بوس"لا يملكون رؤى للحل ولا قدرة على الحل إن وجدت الرؤى.

ورأى المستشار يوسف أن الحل لإنهاء الشرذمة في الموقف الفلسطيني، في إدراك الرئيس عباس بأنه لن يحصل على شيء من لقاء الخريف وأنه سيعود خالي الوفاض وضعيف، وقال: يجب أن يضع الرئيس "أبو مازن" يده في يد حركة حماس لقيادة المشروع الوطني الوحدوي بخطى راسخة وثابتة للأمام، وأن يكون على يقين بأن حلم الدولة الفلسطينية لن يأتي على مركب أولمرت ولا على مركب بوش.

 وأردف مستشار هنية قائلاً:" حينها يفاوض "أبو مازن" من موقع قوة ويجبر الإسرائيليين على التنازل"، وأضاف :" لا مناص أمام عباس إلا أن يدرك بأن ضوء حماس هو السبيل الوحيد للخروج من سلسلة الأنفاق المظلمة التي يسير فيها، وأنها السبيل الوحيد لتوحيد الشعب خلفه والتصدي للمشروع الصهيوني.

وحول مدى الشرعية التي يتحلى بها المفاوضون الفلسطينيون في رام الله ، قال د. يوسف:" ليس لهم شعبية وليسوا مخولين بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني"، وتابع قوله:" إن الرئيس عباس وهو أحد أطراف الشرعية الفلسطينية، منحناه التفويض للتفاوض مع إسرائيل في السابق بشرط أن يعود للمجلس التشريعي ليصادق على أي اتفاق يبرمه معهم"، لافتاً أن الرئيس عباس إذا ما تجاوز المجلس التشريعي فقد اتفاق شرعيته.