الطبيب الفلسطيني عن تعذيبه في ليبيا: صعقوني بالكهرباء وأطلقوا عليّ الكلاب

الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2007 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - الحياة اللندنية
عدد القراءات 4024

قال الطبيب البلغاري الفلسطيني الأصل أشرف الحجوج الذي سلمته طرابلس إلى صوفيا مع خمس ممرضات بعدما امضوا ثمانية أعوام في السجون الليبية بتهمة حقن مئات الأطفال بفيروس الأيدز، إن سجانيه عذبوه بطرق شتى، بينها الصعق بالكهرباء والحرق بالسجائر وإطلاق الكلاب عليه، إضافة إلى حرمانه من النوم وضربه بصورة منتظمة.

وقال الحجوج في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية التي تصدر الخميس: «خلال الأشهر الثمانية الأولى، أمضيت كل النهارات والليالي راكعاً ويداي مقيدتان وراء ظهري. وكلما كنت أغفو تعباً، كنت أتلقى ركلة في وجهي. وخلال استجوابي، كنت ممدداً وعارياً تماماً مع قيود في يدي ورجلي، وأسلاك كهربائية موصولة بجلدي. وكنت أتعرض لصدمات كهربائية في كل أنحاء جسمي، بما فيها الأجزاء الحميمة، وكانت الشحنات تزداد قوة مرة بعد مرة». وأضاف: «تعرضت للحرق بالسجائر وللعض من الكلاب»، مشيراً إلى آثار التعذيب على يديه ورجليه وكتفيه.

وأكد أن ضباطاً ليبيين «كانوا يجبرونني على تناول الطعام، ثم يضربونني على معدتي لاتقيأ ما أكلته، ثم كان علي أن آكل مجدداً ما تقيأته». وقال: «كانوا يحقنونني بإبرة أكثر من مرة قائلين: سنحقنك بفيروس الأيدز كما حقنت الأطفال. ولدى استيقاظي كنت أدرك أنهم خدروني فقط». وأضاف أنه اعترف عندما هددوه بالاغتصاب، «ثم سمعت صوت امرأة تصرخ: ساعدني أنا شقيقتك. وعندها قلت: حسناً، ساقول كل ما تريدون. لقد قتلت كل الأطفال الذين تريدون. لم يعد لذلك أهمية». وأدرك في وقت لاحق أن الصوت كان صوت شرطية ليبية.

من جهة أخرى، كشف رئيس الاستخبارات البلغارية الجنرال كيرتشو كيروف أمس أن أجهزة الاستخبارات «في نحو عشرين دولة»، بينها دول عربية وإسرائيل، ساهمت في الإفراج عن الممرضات والطبيب. وقال في تصريحات صحافية إن مصير المتهمين لم يكن إلا «نقطة من إعصار ضخم تتضارب فيه مصالح كبيرة»، بينها بيع سلاح وتنازلات نفطية وغيرها.

واشار إلى أنه أجرى اتصالات مع «نحو عشرين جهاز» استخبارات، بينها «موساد» الإسرائيلي، سمحت بالاتصال بـ «أشخاص في ليبيا والعالم يملكون قدرات إعلامية ونفوذاً من أجل ايجاد مناخ نفسي مناسب لحل الأزمة». ولفت إلى أن الاستخبارات البلغارية تبقي على ضابط ارتباط في طرابلس، لأن ليبيا «تملك معلومات لا بأس بها حول أنشطة منظمات إرهابية ودينية في الشرق الأوسط (...) وحول الوضع في العراق وفي دارفور».

وفي القاهرة، اكتفى مجلس وزراء الخارجية العرب أمس بدعوة الحكومة البلغارية إلى الالتزام بتعهداتها في اتفاقها مع ليبيا لتسوية قضية الممرضات والطبيب، بعدما ناقش الوزراء، في غياب زميلهم الليبي عبدالرحمن شلقم، طلب طرابلس قطع العلاقات مع صوفيا على خلفية إصدار الأخيرة عفواً عن المتهمين. وأعرب مجلس الجامعة في قراره عن «تعاطفه مع مأساة الاطفال الليبيين، داعياً الأطراف كافة إلى المساعدة في تخفيف معاناتهم»، كما عبر عن أسفه «لتسييس مأساة انسانية»، وثمن «كل الجهود التي ساعدت على الوصول إلى تلك التسوية».

وفي سياق موازٍ، استغرب نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي تحفظات طرابلس عن العفو البلغاري عن المتهمين، وقال إنه كان خطوة متوقعة. وأضاف في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس، أنه «كان واضحاً من البداية إن البلغاريين سيعفون عن الممرضات والطبيب. وشعرت بالدهشة عندما قيل إن المسؤولين الليبيين فوجئوا، لأنهم يعرفون مقدماً أن العفو سيصدر».

وأكد أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تشهد تحسناً، لكن بعض المسائل لا يزال يحول دون التطبيع الكامل للعلاقات. وحين سُئل عن هذه القضايا، أشار إلى الهجوم على جنود أميركيين في ملهى في برلين في 1986. وقال: «ما زالت هناك ملفات لم تغلق مع الأميركيين، كملهى لابيل. ونحتاج إلى مزيد من المفاوضات لإغلاق هذه الملفات»، غير أنه شدد على أن إطلاق الممرضات أزال العقبات في طريق علاقات كاملة مع الاتحاد الأوروبي.