بطلب من الرئيس.. الشيخ الأحمر يدخل معركة صعدة بداعي القبيلة

الأربعاء 09 مايو 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ـ الوسط
عدد القراءات 9014

دعا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبائل صعدة لتطهير بلادهم من المخربين. ووجه رسالة "داعي قبيلة بخط يده و مؤرخة بـ15 ربيع الآخر" إلى كل من مشائخ سحار وجماعة خولان وعامر ومنبه وكل دواعي خولان" سيتم إرسالها إليهم اليوم". خاطبهم فيها إن ما يجري الآن في بلادكم يسوؤنا ويسوؤكم وأنتم الذين تتحملون المسؤولية التاريخية واللوم والملام عنه. وفيما يعد أول تدخل للشيخ عبدالله في الحرب الدائرة بصعدة إلى جانب الدولة وضد الحوثيين قال في رسالته مخاطباً المشائخ "هؤلاء الشباب الطائش يشوهون سمعتكم ويضيعون وجودكم وليس لهم قاعدة". واتهم الشيخ عبدالله الحوثيين بما تتهمهم به السلطة من أنهم يقاتلون من اجل إعادة النظام الإمامي، قائلاً: "يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وليس لهم مبرر وليس لهم قاعدة إلا سكوتكم وتخاذلكم "المشائخ" ووصف في رسالته الحوثيين بأنهم حفنة من المراهقين. ولم ينس الشيخ أن يستحث ماضي هذه القبائل -التي تنتمي إلى جُماعة -ببيت من الشعر يفخر بماضيها. وختم الشيخ رسالته بطلب على صيغة "الوجيه القبلي" وهي في العرف توجب على من دعوا إجابة داعي القبيلة قائلاً:" وأدعيكم داعي القبيلة أن تجمعوا شوركم وتطهروا بلادكم من هؤلاء المخربين الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء".

وقالت مصادر عليمة إن الرسالة جاءت بناء على طلب من الرئيس بعد أن لم يتمكن الجيش من حسم المعارك هناك وبعد أن أظهر مشائخ صعدة عدم تعاونه مع الدولة. وأضافت: إن الشيخ كان قد عرض على الرئيس "لملمة" الموقف حين كان في بدايته، إلا أن الأخير رفض مجيباً أنه قادر على حسم الموقف في ثلاثة أيام وأن الشيخ بعد ذلك لم يتدخل حتى طلب الرئيس

منه التدخل قبل أيام. وكشف أنه وقبل مقتل حسين الحوثي كانوا قد طلبوا من الشيخ مجاهد أبو شوارب -رحمه الله- التوسط إلا أن الرئيس رفض الوساطة.

هذا وعلمت (الوسط) أن عودة الشيخ الأحمر نهاية الأسبوع القادم إلى البلاد بعد رحلته العلاجية شبه مؤكدة وإن ذلك سيتم بعد أن يلتقي قيادات المملكة في جدة "مطلع الأسبوع القادم".

إلى ذلك أثارت زيارة أمير قطر المرتقبة لصنعاء التي لم يوضع لها جدول كثيراً من التكهنات، حيث أرجع البعض سبب الزيارة إلى قيام أمير قطر بالتوسط في قضية صعدة خصوصاً بعد عدم جدوى الوساطة التي كان حاول القيام بها الزعيم الليبي معمر القذافي، إلا أن مصدراً رسمياً رفيع نفى لـ(الوسط) أن يكون سبب الزيارة هي الوساطة.

قائلاً: "إن الدولة قد حددت موقفها من التمرد وأن الحل لن يخرج عن تسليم هؤلاء لأسلحتهم والعودة إلى ديارهم آمنين.

مضيفاً أنه ليس من المعقول أن يتدخل نظام آخر للتوسط بين دولة ومواطنين خرجوا عليها.

مؤكداً أن الزيارة هي للتباحث في القضايا التي تهم العلاقات الثنائية والقضايا التي تهم المنطقة العربية.

وعلى الصعيد الميداني لم تتمكن القوات الحكومية من استعادة أي من المديريات التي استولى عليها الحوثيون رغم شراسة الهجمات التي يقوم به الجيش على كافة جبهات القتال.

وفيما علمت "الوسط" من مصادر حوثية أن الشيخ عبدالله دارس أصيب بإصابات بالغة إثر تعرضه لكمين نصبه له في وادي الفيل - قرب معسكر كهلان وأسفر عن مقتل أربعة من مرافقيه.

نفت مصادر أخرى تعرض الشيخ دارس لأي كمين وقالت إنه أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها إلى منزله.

وذكرت المصادر أن أتباع الحوثي استولوا على جبل أحسن المطل على جبلي النقعة ومطرة بعد معارك طاحنة استمرت منذ منتصف ليل الاثنين وحتى فجر يوم أمس إلا أنهم اضطروا للانسحاب.

وفيما اعتبرت القوات الحكومية انسحابها من منطقة الفجار في مديرية ساقين التي كانت سيطرت عليها الأسبوع الماضي انسحاباً تكتيكياً، نفذ أنصار الحوثي هجوماً على موقع عسكري في ذات المديرية قتل على إثره تسعة جنود وجرح 18 آخرون.

وبحسب مصادر محلية فإن أهالي رازح قرروا الرحيل إلى خارجها بعد اشتداد المعارك التي يستخدم فيها قصف جوي مرافق لعمليات محدودة ينفذها جنود متدربون على اقتحام التحصينات في محاولة من الجيش لاستعادة "رازح" التي سيطر عليها أنصار الحوثي منذ أسبوعين.

المواجهات شملت أكثر من منطقة وامتدت إلى المناطق المحاددة للممكلة فقد اشتبك الحوثيون مساء الأحد مع مجموعة مسلحة تابعة لعضو مجلس النواب السابق حسن محمد مقيت- أحد مشائخ باقم عند استحداثهم نقطة عسكرية على مشارف مركز المديرية الحدودي لمنع أي تقدم لأنصار الحوثي في تلك المنطقة.

وأفادت معلومات غير مؤكدة أن المواجهة أدت إلى مقتل ثلاثة من أتباع مقيت وسيطرة الحوثيين على النقطة العسكرية المستحدثة وأن قرى مديرية باقم الحدودية تعيش حالة نزوح جماعي بسبب انتقال الحرب إليها.

وفي الجهة الغربية من محافظة صعدة يواصل الطيران غاراته اليومية على مدينة الجرشة عاصمة مديرية غمر فيما لا تزال الدبابات تقصف منطقة كتفا بمديرية منبه، ويتزامن هذا القصف مع قتال عنيف في مناطق رازح وغمر وقطاير.

إلى ذلك كثفت القوات الأمنية والعسكرية عملية انتشارها داخل صعدة وعلى جميع مداخل المدينة وشوارعها حيث تجري عملية تفتيش دقيق لجميع السيارات القادمة إلى المدينة والخارجة منها والتأكد من هوية ركابها في حين تقوم السيارات التابعة لشرطة النجدة والأمن المركزي المرابطة في شوارع المدينة والجولات المرورية بمراقبة جميع السيارات المارة والمواطنين المتجولين في المدينة وتأتي هذه الإجراءات الأمنية المشددة نتيجة للتصعيد العسكري في مناطق المواجهات التي دخلت شهرها الرابع دون إحراز تقدم يذكر.

كما جاءت بعد مباشرة مدير أمن عام المحافظة العميد محمد القحم مهام عمله الجديد مطلع الأسبوع الحالي خلفاً لمدير الأمن السابق العميد علي المقدشي.

من جهة أخرى غادر صنعاء علماء صعدة دون الالتقاء برئيس الجمهورية مرة أخرى الذي كان ألزمهم البقاء في العاصمة حتى عودته من واشنطن ودون أن يدينوا ما يسمى "بالتمرد الحوثي" وهو الغرض الذي لأجله كان الرئيس التقاهم الجمعة قبل الماضية في دار الرئاسة وخطب فيهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

وفيما لم يقل الزنداني ما كانت تأمله السلطة منه، بثت وسائل الإعلام أجزاء منها بحسب صحيفة صوت الإيمان التابعة لجامعة الإيمان التي قالت: إن وسائل الإعلام الرسمية قامت بحذف فقرات ومقاطع من خطبة الشيخ عبدالمجيد الزنداني التي ألقاها يوم الجمعة بدار الرئاسة وتناول فيها عدداً من المستجدات العربية والمحلية حيث تطرق إلى أحداث صعدة داعياً إلى معالجة حقيقية للوضع الملتهب من كافة جوانبه ونواحيه".