شهدت عدة محافظات جنوبية - أمس الأحد - عصيانًا مدنيًّا في ذكرى الحرب 1994 التي اندلعت بعد اربع سنوات من الوحدة بين الشمال والجنوب، حيث توقفت الحركة بالمدن والبلدات الرئيسة في محافظات أبين ولحج والضالع وحضرموت وشبوة، فيما أصيب خمسة من المحتجين بمدينة عدن.

ونقل عن شهود عيان أنهم سمعوا إطلاق نار كثيف خلال المواجهات التي جرت في عدد من شوارع عدن بعد تدخل الجنود لفتح الطرقات المغلقة، وتحدثت مصادر حراكية عن إصابات أثناء إطلاق قوات الأمن النار لتفريق المحتجين من منفذي العصيان المدني بينهم طفل في العاشرة من عمره .
وانتشر الجيش بأحياء مدينة عدن وتحديدًا بمديرية المنصورة التي تعد معقل أنصار الحراك الجنوبي .
وأفاد مراسل "مأرب برس" في عدن: أن طارق الفضلي أوقف في نقطة أمنية على طريق عدن – المكلا، التي شهدت (أمس) مهرجاناً لاحياء ذكرى 7 يوليو، مشيرًا الى ان قناة " عدن لايف" المقربة من المطالبين بالانفصال تجاهلت تغطية مهرجان المكلا، مرجعًا ذلك الى تضارب الدعوات بين العصيان المدني التي دعا لها البيض وحشد المكلا الذي دعا له القيادي في الحراك حسن باعوم .
وتقول مصادر محلية: إن المهرجان الجماهيري في مدينة "المكلا" دعا له القيادي حسن باعوم وفصائل في الحراك الجنوبي مناهضة لـ "علي سالم البيض" الداعي للعصيان، حيث أعلنت رفضها الانصياع لقراراته .
وكانت مكونات انفصالية، يتزعمها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، المقيم بالخارج، أعلنت عن عصيان شامل في كافة المحافظات الجنوبية لإحياء ذكرى الحرب، وخلال اليومين الماضيين قامت مجموعات تابعة لفصيل البيض بتوزيع منشورات تدعو للعصيان، وتُحذر من لا يتقيد به، مذيلة بعبارة: "وقد أعذر من أنذر ".
وبحسب مواطنين فإن المنشورات تتضمن تهديدًا واضحًا لمن يحاول الذهاب إلى مكان عمله .
وأفادت مصادر حراكية أن الحدود ،السابقة، بين الشمال والجنوب أغلقت - يوم أمس - لمدة ساعة من قبل أنصار الحراك الجنوبي كتعبير عن رفض ما أسموه "الاحتلال الشمالي ".
عصيان بقوة السلاح
وفي مدينة عتق مركز محافظة شبوة قال مراسل "مأرب برس": إن المدينة شهدت عصيانًا مدنيًّا تحت تهديد السلاح من قبل من وصفهم عصابات وقيادات في الحراك الجنوبي، موضحاً انه في شارع 22 مايو أقدمت مجاميع مسلحة على تهديد عدد من أصحاب المحلات التجارية الذين لم يستجيبوا للعصيان بالإحراق، وقاموا بإطلاق النار في الهواء .
كما شهد سوق الخضار اعتداءات ونهب ممتلكات وقات من قبل تلك العصابات المسلحة، وهي صورة تتكرر في كل عصيان يقوم به الحراك الجنوبي بعتق مما سبب استياء واسعًا بين المواطنين الذين طالبوا برفع العصيان قبل شهر رمضان الذين يعتبرونه موسم تسوق .
ووصف صالح الجعب - أحد قياديي الحراك الجنوبي - العصيان بالناجح، مشيرًا الى "أن أي عصيان بعد الثانية عشر ظهرًا لا يمثلنا ويقوم به أتباع الأمن السياسي"، حد قوله .
وكان البيض وصالح وقّعا اتفاقية الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 1990، لكن سرعان ما انفرط عقدها بعد أربع سنوات بقيام حرب أهلية بين الشمال والجنوب خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين .
إرادة لم تنكسر
من جانبها نددت عدد من القيادات الجنوبية البارزة في الخارج بذكرى، ما اسموه، اجتياح القوات الشمالية لجنوب اليمن وقالوا - في بيان في الذكرى الــ19لانتهاء الحرب: "إن التاريخ ونضال شعب الجنوب السلمي ضد قوى الظلم والاستبداد البغيض يثبت ان الاجتياح لم يستطع كسر إرادة هذا الشعب العظيم ".
وقال البيان المشترك، الصادر عن الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس والوزير صالح عبيد احمد: ان الحراك الجنوبي، ورغم القمع الذي يتعرض له قد نجح في تنظيم سبع مليونيات جماهيرية في العاصمة عدن اذهلت المراقب المحلي والإقليمي والدولي بسلميتها وروعة تنظيمها وكثافة المشاركة الشعبية فيها من جميع المحافظات.
ودان البيان "العبث الذي يجري بأمن حضرموت ومن قبلها عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة والمهرة وبقية مدن وقرى محافظات الجنوب من قبل اﻷجهزة اﻷمنية المفترض أنها المكلفة بحماية وحفظ أمن المواطنين حيث لم يعد خافيًا ما تقوم به تلك اﻷجهزة، وبالذات تلك المكلفة بحماية شركات النفط من عبث بمقدرات الشعب ونهب ثرواته وزرع الفتن بين أبناء الشعب والعبث بأمن المحافظة، وندعو القيادة وكافة الأجهزة المسؤولة بتحمل المسؤولية وإيقاف هذا العبث ضد المواطنين الشرفاء"، حسب البيان .