الاحتلال الإسرائيلي يفرض طوقا أمنيا على الأراضي الفلسطينية, عشية بدء احتفالاتها بعيد الاستقلال مسلحون يفجرون مبنى المدرسة الأمريكية شمال غزة ويدمرون محتوياته..

الأحد 22 إبريل-نيسان 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس/فلسطين/رندة عود الطيب
عدد القراءات 3165

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الأربعاء على اغتيال ثلاثة نشطاء فلسطينيين بينهم اثنان من نشطاء كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، والثالث من سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في حارة السكة بين مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية, وكان قد استشهد في ساعات الفجر شرطي فلسطيني برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي, اثر اقتحام قوات الاحتلال بلدة كفر دان غرب مدينة جنين ومخيمها بأكثر من 20 آلية عسكرية, وشن حملة دهم وتفتيش أسفرت عن اعتقال عشرة فلسطينيين على الأقل بحجة أنهم مطلوبين.

فيما أعلنت مصادر طبية في مدينة جنين عن استشهاد الفتاة بشرى برغيش 17 عاماً نتيجة إصابتها بعياري ناري في الرأس أطلقه عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي عندما كانت تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلتها في محاولة منها لاعتقال شقيقها (رحمان برغيش) أحد أبرز المطلوبين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين, وبذلك يرتفع عدد شهداء مدينة جنين إلى خمسة شهداء.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية في غزة مساء يوم السبت عن استشهاد المواطن كمال كاظم عنان (37 عاماً) فيما أصيب مواطنان آخران بجراح في قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وبحسب شهود عيان فإن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارتين منفصلتين شرق مخيم جباليا استهدفت إحداها مجموعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي كانوا يستقلون سيارة مدنية شرق المخيم دون أن تسفر عن وقوع إصابات، فيما استهدفت الغارة الثانية سيارة مدنية أخرى كان يستقلها المواطن كمال عنان 37 عاماً ما أدى الى استشهاده وإصابة مواطنين آخران بجراح ، حيث ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

في حين توعد الجناحان العسكريان في بيانيهما الصحفي المشترك العدو الصهيوني بالرد السريع على جرائمه قائلان: " ليعلم القاصي والداني أننا نرفض أي تهدئة مع العدو الصهيوني وسيكون ردنا بإذن الله بالأفعال وليس بالكلمات، فدماء شهدائنا أغلى من أن تكون عبارات اللقاءات بين عباس واولمرت"

اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن عملية اغتيال المجاهدين الأربعة اليوم في مدينة جنين جريمة لن تكسر إرادة المقاومة , حيث اوضح القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام خلال تصريح صحفي له "أن عملية الاغتيال لن تثني شعبنا عن مواصلة المقاومة وستزيد شعبنا إصراراً على المضي في طريقه من أجل استرداد حقوقه، فالاحتلال لا يمكن أن يتجاوب مع الجهود المبذولة وهو يواصل عدوانه ضد أبناء شعبنا مستهيناً بكل الأعراف والقيم والمبادرات".

هذا وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي, في ساعة متأخرة مساء الجمعة (20/4), أنها تعتزم فرض حصار شامل على الأراضي الفلسطينية بمناسبة ما يعرف عندهم بـ " عيد الاستقلال "؛ ويشمل الحصار أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بموجب قرار اتخذته أوساط أمنية وعسكرية إسرائيلية.. و تجري دولة الاحتلال بدء احتفالاتها هذا العام بهذا العيد اليوم الأحد حيث من المقرر أن تستمر تلك الاحتفالات حتى مساء الثلاثاء القادم.. وتشدد قوات الاحتلال من حصارها المفروض على الأراضي الفلسطينية، تزامناً مع احتفال "دولة الاحتلال الإسرائيلي بعيد استقلالها"، وتحاصر المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، من خلال تكثيف الإجراءات الأمنية عبر الحواجز العسكرية.

وتواصل قوات جيش الاحتلال الاعتقالات بحق أبناء الشعب الفلسطيني في المدن الفلسطينية، حيث أفادت أنباء متفرقة فجر أمس الجمعة عن اعتقال قواتها ستة فلسطينيين من سكان بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة..إضافة إلى فلسطينيا آخرا من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية حيث اقتحمت مخيم عسكر المجاور وأجرت عمليات تفتيش في منازل المواطنين.. واعتقلت قوات الاحتلال كذلك ظهر يوم الجمعة شابا فلسطينيا من سكان مدينة قلقيلية على حاجز عناب العسكري، بالقرب من مدينة طولكرم، حيث ادعت مصادر إسرائيلية أن الشاب كان بحوزته سكينا لحظة اعتقاله؛ فيما اقتحمت قوات الاحتلال يوم أمس مدينتي بيت لحم وبيت جالا وبلدة العبيدية, واعتقلت فلسطينيين اثنين واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

 و ضمن مسلسل الفلتان الأمني وفوضي السلاح الذي يعيشه قطاع غزة ، فجر مسلحون مجهولون فجر أمس , المبنى الرئيسي في المدرسة الأمريكية الواقعة شمال قطاع غزة مادية إلى دمار كبير في الأثاث في غرف التدريس إضافة إلى أضرار جسيمة في قاعة المؤتمرات ومختبرات الحاسوب..

وفي تفاصيل لحادثة التفجير في المدرسة الأمريكية قالت مصادر أمنية مسئولة في شمال القطاع: " إن المسلحين قاموا بتقييد حراس المدرسة وإبعادهم عنها عشرات الأمتار قبل أن يقوموا بتفجير عدد من العبوات الناسفة بداخلها الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران فيها

وقد وقع الحادث في الساعة الرابعة من فجر أمس السبت )21/4 ) حيث أدى انفجار العبوات الناسفة إلى وقوع حريق كبير وإلحاق أضرار مادية جسيمة في الأثاث وأجهزة الحاسوب وعدة حافلات لنقل الطلاب داخل المدرسة ، وقد هرعت على إثر الحادثة سيارات الدفاع المدني لإخماد الحريق.

وقد افتتحت المدرسة الأمريكية في العام 1999 على مساحة تقدر بثلاثة آلاف وستمائة متر مربع قبالة بلدة بيت لاهيا على شاطئ البحر ، شمال قطاع غزة و تضم المدرسة 300 طالب فلسطيني بالإضافة الى كادر تعليمي مميز.

وأعرب د. مصطفى البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني، والمتحدث الرسمي بإسم الحكومة الفلسطينية عن إدانته للاعتداء الذي تعرضت له المدرسة الأمريكية، وقال البرغوثي : إن تفجير أجزاء كبيرة من المدرسة وإلحاق إضرار بها وتقييد حراسها, هو انتهاك وخروج على القانون وإساءة لمؤسسة تحاول أن تخدم الشعب الفلسطيني, وأن تكرر هذه الحوادث الإجرامية يعكس ما يبدو محاولة لضرب الوحدة الوطنية وقضية الشعب الفلسطيني.. وأضاف البرغوثي في تصريحه الصحافي أن استمرار التعديات على الممتلكات العامة والخاصة وتهديد الأمن الداخلي لا يخدم إلا أعداء الشعب الفلسطيني وان الحكومة التي وضعت خطة أمنية لضبط الفلتان الأمني لن تسمح باستمرار مثل هذه الانتهاكات وان الجهات المختصة ستلاحق الجناة وتقدمهم للعدالة.

وفيما استنكر بشدة مدير المدرسة الأمريكية " ربحي سالم " حادثة التفجير التي استهدف المدرسة واصفا إياه بالعمل المخزي والمنافي للأخلاق الفلسطينية والهادف إلي تدمير العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية، مطالباً الرئاسة والحكومة الفلسطينية وعلى رأسها وزارة الداخلية بالتحرك فوراً لإلقاء القبض على الفاعلين، وتقديمهم للمحاكة، وحماية كافة المؤسسات التعليمة والثقافية من عبث العابثين. موضحاً أن مجموعة كبيرة من المسلحين الملثمين جاؤوا فجراً إلى المدرسة وقاموا بخطف الحراس وتكبيلهم، وشرعوا بسرقة أجهزة الكمبيوتر، وبعض الأدوات والمستلزمات الخاصة بالمدرسة ، ومن ثم قاموا بإشعال النيران في المبنى، قبل أن يقوموا بوضع عبوات ناسفة كبيرة الحجم في غرفة المدير ومبنى الكافتيريا ونسفهما بالكامل.

وفي مؤتمر صحفي عقده بجانب مبنى المدرسة الأمريكية المتضرر، وصف رئيس مجلس الإدارة في المدرسة الأمريكية إياد السراج ، الاعتداء بـ " الجريمة والهجوم الجبان".. وقال : "سنصمد وسنواصل تعليم أولادنا وسنحضرهم للمستقبل ليحرروا فلسطين بالعلم" ؛ معتبرا أن هدف الهجوم "تجهيل الشعب وهو ضمن مؤامرة على شعبنا لان المطلوب هو تجهيل الشعب وتخلفه

هذا واستنكرت الفصائل الفلسطينية دون استثناء في بيانات لها وصلت (مأرب برس) الاعتداء على المدرسة الأمريكية ، معتبرة هذه الأعمال اعتداء وحشي وجبان يستهدف مؤسسة مدنية تعليمية لا علاقة لها بالسياسة و شددت الفصائل على أن هذه الأعمال الخطيرة تعمل على تشويه صورة الشعب الفلسطيني وشرعية نضاله أمام العالم، وطالبت الفصائل الفلسطينية في بياناتها المؤسسة الأمنية الفلسطينية بسرعة التحرك للكشف عن مقترفيه وتقديمهم للمحاكمة

 يشار إلى أن المدرسة الأمريكية التي تأسست عام 1999 في غزة، استهدفت قبل حوالي العامين، بعد قيام أحدى الجهات بعمليات اختطاف لبعض العاملين فيها.. والمدرسة هي وليدة فكرة لـ " محمد رشيد " مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات لإنشاء مشاريع تعليمية بمواصفات عالمية في الضفة الغربية وقطاع .