أمام منتدى الطاقة الخضراء .. توكل: التضحية بسلامة الأرض من أجل التنمية الاقتصادية «جنون»

الأربعاء 17 أكتوبر-تشرين الأول 2012 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3923

قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ان هناك حاجة ماسة إلى خلق وايجاد ما بات يعرف بالمواطنة البيئية المرتكزة على الفرد الواعي والمتحمس لقضايا البيئة والصديق لها والمستوعب لها ، وان هذا امر جوهري فى تحقيق التنمية المستدامة يسهم بشكل كبير وفعال في مواجهة كافة التحديات البيئية في الحاضر والمستقبل.

وأضافت توكل في كلمتها بالمنتدى العالمي للطاقة الخضراء المنعقد في كوريا الجنوبية "انه على الرغم من العهود والاتفاقات التي صادقت عليها دول العالم منذ قمة الارض واعلان الالفية وجدول اعلان القرن والواحد والعشرين، والعشرات من الاتفاقيات الاخرى التي قضت بضرورة ايلاء حماية البيئة والاخذ بسياسة التنمية المستدامة متعددة الابعاد ، إلا أن السنوات العشرين التي مضت منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في عام 1992 لم تشهد سوى تقدما طفيفا في مجال التحول نحو الاقتصاد الاخضر والتخفيف من استخدام الوقود الاحفوري وهو ما يدعونا الى توجيه الدعوة بضرورة تنفيذ كافة الالتزامات المقطوعة سابقا في تلك الاتفاقات اذا اردنا حاضرا مستقرا ومستقبلا آمنا.

ودعت إلى تغيير نظام الطاقة العالمي التقليدي المعتمد على الوقود الاحفوري ، إلى نظام مرتكز على الطاقة البديلة .. أو مايسمى بالطاقة النظيفة والطاقة الخضراء .. والتي تتولد بصورة طبيعية وبصفة مستمرة ومصدرها الاساسي الطبيعة كالاشعاع الشمسي والرياح والمياه ودوران الارض وحرارة جوفها. "إن الطاقة الخضراء هي المخرج الوحيد للكرة الأرضية من المأزق الاقتصادي والبيئي الذي يضعها فيه الوقود الاحفوري بأنواعه".

وأكدت إن الانتقال الشامل والملموس الى الطاقة الخضراء سيؤدي إلى إنخفاض الكوارث الطبيعية الناتجة عن الإحتباس الحراري، والوقاية من تشكل الأمطار الحامضية التي تلحق الضرر بكافة أشكال الحياة. كما أنه سيحد من النفايات الضارة بكافة أشكالها الغازية والسائلة والصلبة، وسيعمل على حماية كافة الكائنات الحية وخاصة المهددة بالإنقراض وحماية المياه والثروة السمكية من التلوث ، فضلا عن المساهمة في تأمين الأمن الغذائي، وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية نتيجة تخلصها من الملوثات الكيميائية والغازية.

ودعت توكل الى اتخاذ إجراءات عاجلة حيال كافة أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدام في الطريق الى تحقيق مبدأ الاستدامة البيئية، وتعزيز حفظ التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية واستغلالهما استغلالا مستداما،وتجدّد الموارد الطبيعية.

وقالت إن سلامة الأرض تستحق الكثير والكثير من الجهد والعمل .. لكننا نمضي بخطوات بطيئة للغاية .. مقابل خطوات متعاظمة ومتسارعة في مواصلة العبث بالأمن البيئي والصحة البيئية ,مشيرة الى ان التضحية بسلامة الأرض من أجل التنمية الاقتصادية ، "جنون ليس بمقدور البشرية تحمل نتائجه وعواقبه الوخيمة".