واشنطن بوست: الرئيس اليمني يقر بموافقته على الضربات الأميركية بطائرات بدون طيار

الأحد 30 سبتمبر-أيلول 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس/ ترجمة خاصة
عدد القراءات 8010
 
  

واشنطن بوست، تقرير: جريج ميلر

ترجمة: مهدي الحسني

قال الرئيس اليمني السبت إنه –شخصياً- هو من يمنح الموافقة على كل غارة أمريكية بطائرات بدون طيار في بلاده، ووصف الطائرات التي يتم التحكم بها دون الحاجة لطيار، بأنها أعجوبة فنية ساعدت على عكس المكاسب التي حققتها القاعدة.

وقدم الرئيس عبدربه منصور هادي تفاصيل جديدة حول عمليات المراقبة التي يجريها مركز العمليات المشتركة الخاص بمهام مكافحة الإرهاب، وقال إن المركز يضم موظفين عسكريين واستخباراتيين من الولايات المتحدة والسعودية وعمان.

وتعد تعليقات هادي هي الأولى من نوعها التي تقر علناً بالدور المباشر الذي تقوم به الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية التقليدية الأمريكية في إطار حملة الغارات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة لاستهداف فرع القاعدة، الذي ينظر إليه على أنه يشكل أكبر خطر إرهابي على الولايات المتحدة.

وقال هادي في مقابلة مع مراسلين ورؤساء تحرير من الواشنطن بوست في جناح الفندق الذي ينزل فيه في العاصمة الأميركية: «قبل تنفيذ أي عملية، يقومون بأخذ الموافقة من الرئيس». ويضيف هادي مشيداً بمستوى الدقة التي تتسم بها الطائرات من دون طيار «إن الطائرات بدون طيار أكثر تطوراً من الناحية التقنية من عقل الإنسان».

وساعدت حماسة هادي على توضيح كيف أنه منذ اعتلى كرسي الرئاسة في فبراير الماضي، بعد ثورة شعبية أنهت حكم الرئيس علي عبدالله صالح الذي دام 33 عاماً، كيف اعتبره مسؤولون في إدارة أوباما كأحد أقوى حلفاء الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

وفي إشارة إلى مكانة هادي، فقد رحب به الرئيس أوباما على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، كما التقى به كوكبة من أبرز مسؤولي الإدارة الأمريكية في واشنطن، كنائب الرئيس بايدن، ومستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان ووزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو.

وارتفعت وتيرة الغارات الأمريكية بطائرات بدون طيار في اليمن خلال العام الماضي، حيث سيطرت القاعدة في جزيرة العرب على مناطق في الجزء الجنوبي من البلاد واستمرت في شن هجماتها على الولايات المتحدة، وفقاً لما قاله مسؤولون أمريكيون عن إحباطهم لتفجير مصدره اليمن، كان يستهدف طائرة هذا العام.

وقامت قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ 33 غارة في اليمن هذا العام، مقارنة بـ10 غارات في عام 2011, طبقاً لما قاله موقع لونج وور جورنال المهتم بالغارات التي تشنها طائرات بدون طيار.

خلال المقابلة ألمح هادي إلى الضحايا المدنيين والغارات التي تخطئ أهدافها في بداية حملة الغارات، التي انطلقت في ديسمبر 2009، لكنه قال أن الولايات المتحدة واليمن قامتا باتخاذ «تدابير متعددة لتفادي تكرار الأخطاء التي حدثت في الماضي».

ووصف أيضاً مرفقاً يختص بالعمليات المشتركة يقع بالقرب من العاصمة صنعاء ويعمل كمركز عصب استخباراتي للعمليات التي تشن ضد القاعدة في شبه جزيرة العرب، كما يسمى فرع الجماعة الإرهابية في اليمن. وقال هادي «عندما تذهب إلى مركز العمليات ترى كيف تتم العمليات خطوة بخطوة».

وقد استغلت القاعدة في شبه جزيرة العرب الفوضى السياسية التي شهدها اليمن العام الماضي، وسيطرت على مناطق في المحافظات الجنوبية وتمكنت من إحكام قبضتها على عدة مدن، مثل جعار وزنجبار. وقال هادي إن استعادة الجيش اليمني للمناطق الجنوبية يمثل «بداية الهزيمة الكاملة للقاعدة في شبه جزيرة العرب» وأن المقاتلين الأجانب هربوا إلى دول مثل مالي وموريتانيا.

وتتهم القاعدة في شبه جزيرة العرب بالتخطيط لشن هجمات على أهداف أمريكية، بينها محاولة تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت خلال احتفالات أعياد الميلاد عام 2009. وقتل رجل الدين المولود في الولايات المتحدة أنور العولقي -الذي يزعم أنه أصبح فيما بعد قائد عمليات التنظيم- في غارة بطائرة بدون طيار العام الماضي.

وشدد هادي على أن الخسائر في اليمن تفوق بكثير عدد الضحايا التي تعرضت لها البلاد في حربها على القاعدة. وقال أن البلاد شهدت عشرات التفجيرات التي استهدفت الشركات النفطية التي أوقفت مشاريعها في اليمن، وتبخرت السياحة و تفاقمت مشاكل البلاد الاقتصادية.

وتنطلق الطائرات بدون طيار التابعة للعمليات الخاصة الأمريكية والتي تقوم بمراقبة الأجواء اليمنية، من قاعدة في جيبوتي بالقرن الأفريقي، أما الطائرات الخاصة بعمليات وكالة الاستخبارات المركزية فإنها تنطلق من قاعدة مستقلة لم يتم الكشف عن مكانها علناً، تقع في شبه جزيرة العرب.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة