بعد انقطاع لفترة طويلة عن المشاركة في المباريات الرسمي، ستكون عودة المنتخب اليمني عبر المشاركة في كأس العرب التي ستنطلق بمدينة جدة السعودية نهاية الأسبوع الحالي حيث يتطلع فريق المدرب المحلي سامي النعاش لتقديم صورة مشرّفة عن الكرة اليمنية على الرغم من الإضطرابات التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

وتعود المشاركة الرسمية الأخيرة للمنتخب اليمني في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم البرازيل 2014 عندما واجه المنتخب العراقي بمباراتين ذهاباً وإياباً خسرهما بمجموع المباراتين بنتيجة 2-0 ليخرج مبكراً من السابق نحو البرازيل 2014.

وأجبرت الظروف السياسية التي تعرضت لها اليمن خلال الأشهر الماضية إلى مشاركة الأندية والمنتخبات اليمنية خارج البلاد بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وهو ما دفع الأندية اليمنية المشاركة بكأس الإتحاد الآسيوي إلى لعب مبارياتها المقررة على أرضها في دول أخرى مثل لبنان والكويت والأردن والعراق.

ولعّل هذا الأمر شكّل عاملاً سلبياً خصوصاً في مهمة النعاش من أجل جمع شمل المنتخب اليمني وتجهيزه عبر المباريات الودية بالإضافة إلى معسكر خارجي شهد مباراتين وديتين أمام المنتخب الأولمبي المصري بالإضافة إلى مباراة ودية أخيرة أمام فلسطين أقيمت يوم الإثنين.

وقال النعّاش لموقع (فيفا) ان "الغياب الطويل عن المشاركات الرسمية لا بد من أن يؤثر خصوصاً بموضوع التجانس بين اللاعبين حيث أن المباراة أمام العراق في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم كانت الأخيرة الرسمية لنا وبالتالي الغياب كان لفترة طويلة."

وأضاف المدرب ذو الخامسة والخمسين من العمر "لقد قمنا بضم العديد من الوجوه الجديدة والشاب والمنتخب حالياً بحاجة إلى الوقت لكثير يبرز وأتمنى أن تكون المشاركات المقبلة فرصة من أجل استعادة السمعة الطيبة لكرة القدم اليمنية."

العودة أمام المنتخب الليبي

ستكون عودة منتخب اليمن للمشاركة في المباريات الرسمية يوم السبت المقبل عندما يلتقي المنتخب الليبي ضمن منافسات المجموعة الثانية من كأس العرب قبل أن يتواجه مع المنتخب المغربي بعد ثلاثة أيام فيما ستكون المباراة الأخيرة ضمن المجموعة بمواجهة منتخب البحرين يوم الجمعة 29 من الشهر الحالي.

وقد تحدّث النعاش عن ظروف المشاركة بكأس العرب حيث قال "أتمنى أن يقدّم المنتخب أداء جيد بالبطولة على الرغم من وقوعنا في مجموعة صعبة. ولكننا متفائلين بشكل كبير خصوصاً وأن خوض هكذا مباريات صعبة ستكون أفضل إعداد للمنتخب اليمني للمشاركة بكأس الخليج المقبلة."

وأضاف المدرب الذي سبق وأن درّب المنتخب اليمني عام 2009 "لا يوجد لدينا أي خلفية كبيرة عن المنتخبين الليبي والمغربي على الرغم من أن تاريخهم الكروي عريق جداً ومعروف وفارق المستوى كبير بيننا وبينهم وبالتالي المواجهة ستكون صعبة."

وقال "إلا أننا حريصون على الإستفادة بشكل كبير من المشاركة بكأس العرب خصوصاً وأن البطولة تضم منتخبات من قارتي آسيا وأفريقيا وبالتالي ستكون المواجهات مفيدة وأتمنى شخصياً أن يستفيد لاعبونا من المشاركة بالبطولة."

نظرة إلى المستقبل

دائماً ما عُرفت اليمن بتطور اللعبة على مستوى الفئات العمرية الشابة حيث سبق للمنتخب اليمني تحت 17 سنة أن شارك بكأس العالم تحت 17 سنة فنلندا 2003 كما تأهل منتخب تحت 16 سنة للمشاركة بكأس آسيا لنفس الفئة العمرية التي ستقام لاحقاً في إيران هذا العام.

وتحدّث النعاش عن سبب تفوق كرة القدم اليمنية على صعيد الفئات العمرية وتراجع مستوى المنتخب الأول خصوصاً وأنه سبق وأن درّب المنتخب اليمني تحت 16 سنة في كأس آسيا تحت 16 سنة التي أقيمت في أوزبكستان قبل أربع سنوات.

وقال المدرب المخضرم "هناك الكثير من الخامات الجيدة والواعدة بكرة القدم اليمنية ولكن للأسف غياب الإهتمام بالمنتخبات والإرتقاء وتطوير مستوى اللاعبين والإهتمام بهم مادياً ومعنوياً هو السبب الرئيسي في غياب الإستمرارية بالنتائج الجيدة مع المنتخب الأول."

 ويأمل النعاش بأن يستفيد من ظهور نادي العروبة الجيد في كأس الإتحاد الآسيوي 2012 من أجل إثبات العودة القوية لكرة القدم اليمنية وقد قال بهذا الصدد "ظهر العروبة بمستوى مشرف وشكّل أداؤه مفاجأة للجميع ونأمل بأن ننجح في أن نقدّم أداء ومستوى مميز نثبت به بأن كرة القدم اليمنية لا زالت بخير."