توفي صباح اليوم الخميس، أحد المعتقلين بصنعاء متأثرا بجراح أصيب بها جراء تعرضه للتعذيب، في معتقلات غير قانونية تابعة للحرس الجمهوري، الذي يقوده نجل الرئيس السابق أحمد علي عبد الله صالح.

وقالت مصادر عسكرية وقبلية، بأن المعتقل من يحيى محمد الحامس، من مديرية نهم، توفي في مستشفى 48 التابع للحرس الجمهوري التي نقل إليها، عقب تدهور حالته الصحية جراء تعرضه للتعذيب في أحد معسكرات الحرس الجمهوري.

وأوضح أحد أقارب القتيل، بأن ضغوطات كبيرة تمارس على أقاربه للتنازل عن القضية مقابل استلام جثته، وقال بأن الحامس كان قد اعتقل في 23 مارس الماضي، في إحدى النقاط العسكرية التابعة للحرس الجمهوري أمام معسكر اللواء 63 حرس جمهوري بمنطقة بيت دهرة، أثناء عودته من صنعاء إلى قريته في مديرية نهم.

ووفقا للشيخ بكيل شلغف (أحد مشايخ نهم) فإن القضية بدأت عند إيقاف الحامس في تلك النقطة، وهو أعزل من السلاح، لأنه كان يرتدي فنيلة للجيش، وما إن علم جنود الحرس الجمهوري في تلك النقطة بأنه من نهم حتى أنزلوه من السيارة وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأعقاب البنادق والبيادات، ولأنه حاول مقاومتهم أطلقوا عليه النار في رجليه، وأصابوه، ونقلوه إلى معسكر اللواء 63، حيث ظل معتقلا هناك.

وأكد الشيخ شلغف بأن الحامس تعرض في المعتقل، لأبشع أشكال التعذيب، حيث قام الجنود بتركه مهملا لعدة أيام حتى تعفنت جراحه، وقاموا بالضغط عليها كنوع من التعذيب، حتى اضطروا أخيرا لنقله إلى مستشفى 48 لتلقى العلاج، وظل هناك حتى توفي متأثرا بتلك الجراح، رغم أن جراحه لم تكن بليغة.

والحامس ليس الوحيد الذي تعرض للاعتقال والتعذيب من أبناء قبيلته، فمحمد فرج هو أحد أبناء قبيلته وتعرض لتعذيب وحشي من قبل الحرس الجمهوري، حتى أصيب بحالة نفسية، وقال بأنه تعرض للتعذيب في المعسكر وفي المستشفى بعد أن تم نقله للعلاج.

كما لا يزال علي محمد داوود معتقلا في ذات المعسكر، منذ تاريخ 6 فبراير الماضي، وقال شقيقه محمد داوود بأنه أخاه اعتقل أثناء مروره بالنقطة التابعة للحرس أمام معسكر بيت دهرة، أثناء توجهه إلى صنعاء، مؤكدا بأن شقيقه يتعرض لتعذيب وحشي، بشكل يومي، وبطرق متعددة منها الكهرباء والكي، والضرب والحرمان من الأكل والشرب، مناشدا الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة بالتدخل للإفراج عن أخيه، نظرا لتهور حالته الصحية والنفسية.

يشار إلى أن قوات الحرس الجمهوري، تفرض حصارا مطبقا على منطقة نهم، منذ تاريخ 10 مايو 2012 وتقوم باعتقال أهالي المنطقة في النقاط العسكرية وقد تعرض الكثيرين منهم للتعذيب ولنهب ممتلكاتهم الشخصية من قبل جنود النقاط التابعة للحرس.