شهدت مدينة البيضاء اليوم الخميس مسيرة حاشدة طالبت برحيل الفاسدين وإعادة هيكلة الجيش وأكدت الاستمرار حتى تحقيق بقية الأهداف. شاهد فيديو

وفي المسيرة التي انطلقت من ساحة أبناء الثوار طالب المتظاهرون بسرعة إعادة هيكلة الجيش والأمن وإقالة أقارب صالح من قيادة المؤسسات العسكرية والأمنية .

كما طالب المتظاهرون برحيل الفاسدين من المكاتب التنفيذية والخدمية بالمحافظة ، منددين بمحاولات صالح وبقاياه اثارة الفتنة في البلاد .

واستنكر ثوار البيضاء محاولات نشر الفتنة والفوضى بالمحافظة ، منددين بما وصفوها "مؤامرة صالح وبقايا نظامه على أبناء القوات المسلحة في أبين" .

وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا بصورة تعسفية خارج القانون أو إحالتهم للقضاء للتحقيق معهم اذا ثبت تورطهم بأي جرائم .

اجتماع يحذر من توسع الارهاب

الى ذلك شهدت محافظة البيضاء اليوم اجتماعا موسعا ضم قيادات السلطة المحلية والتنفيذية والعسكرية والأمنية والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وممثلي كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة المستجدات الامنية الجارية في مدينة البيضاء .

واستعرض الاجتماع مجمل الأعمال الإرهابية والعمليات التي استهدفت مواقع للحرس الجمهوري بمعسكر النصر بمدينة البيضاء بسيارة مفخخة وهجوم على نقطة الامن المركزي ادت الى استشهاد وجرح عدد من الجنود إضافة الى الاغتيالات لعدد من ضباط الأمن السياسي .

وقد القيت في الاجتماع عدد من الكلمات أدانت الأعمال الإرهابية التي تخل بالسلم الاجتماعي وتنافي مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والأعراف القبلية مؤكدين في البيان الصادر عن الاجتماع الوقوف صفا واحدا في مواجهة الافكار المتطرفة والدخيلة علي مجتمعنا والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالمنشآت العامة والخاصة .

والقى محافظ البيضاء كلمة اوضح فيها تعرض البيضاء لاكثر من 14 حادثة اجرامية تمثلت في الاختطافات والاغتيالات لعدد من ضباط الامن السياسي ومسئولي الانتخابات الرئاسية الماضية بالمحافظة ، والاعتداءات على النقاط الامنية ، ومهاجمة ومحاولات اقتحام المؤسسات الحكومية ، والتفجيرات والعمليات الانتحارية .

وقال المحافظ ان تلك العمليات حدثت والجميع متفرج دون عمل شيء تجاهها ، سوى اصدار بيانات التنديد ، مؤكدا ضرورة وقوف الجميع لمواجهة الارهاب ، وازالة كل ما من شأنه يزيد الطين بلة .

واضاف: " صدقوني لو ان هناك وقفة جادة والله لن يستغرقوا يوم واحد ، مضيفا : هؤلاء يعملوا معسكرات في تلك المنطقة وهؤلاء يفخخوا السيارات ونحن نتفرج ، ونحن نعلم انهم يعبوا في المناسح متفجرات ، ويعدوا على بعد عشرة كيلومترات من مدينة البيضاء لاعمال لا انسانية ، ونحن نتفرج عليهم ونقول ما عملوا شيء " .

وتابع المحافظ : " تواجدهم ايضاً في مديرية الطفة وفي مديريات معينة ، ايش معنى هذا ، هل تريدون ان تصبحوا مشردين في كل محافظة ، وليس بعيداً عن الجميع ما يحدث في محافظة ابين" .

وهاجم المحافظ الثورة الشبابية والاعتصامات السلمية ودولة قطر وبعض الأحزاب السياسية .

والقى قائد الحرس الجمهوري بالبيضاء العميد علي عزيز اشاد فيها بجميع أبناء المحافظة والمشائخ والوجهاء والاحزاب ودورهم في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة .

وطلب من المشائخ تحديد موقف وتشكيل لجنة من المشائخ لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه ، اما ان يقوم كل شيخ في مديرية بالتواصل مع تلك العناصر واخذ التزامات من تلك العناصر الذين يمكن ان يعودوا الى عقولهم ويتخلوا عن هذا التنظيم الارهابي وعفا الله عما سلف ، واما ان يقوموا بإخراجهم من مناطقهم ، واما ان يسلموهم الى الدولة .

وقال الشيخ احمد قائد الجبري : " نحن نقول لكم دائما ان مواقع القاعدة موجودة ومعروفة تدريباته وتجهيزاته ، لكن القبيلي لا يستطيع ان يقدم على القبيلي ، لكن تعالوا احنا وانتم في خندق واحد نقلع هذه الشرذمة من اساسهم " .

وقال الشيخ عثمان السوادي " اذا لم يجتث الفساد من تحت اقدام المسئولين فإن الارهاب سيكثر لان الفساد هو وكر للارهاب ، ونحن مسئولين امام الله قبل ان نكون مسئولين امام بعضنا البعض ، والارهاب لا يرحمه ولا يعايشه الا لئيم ، ولكن بعض المسئولية فقدت حتى دخل الارهاب من اوسع الابواب " .

من جانبه قال الدكتور أحمد المرزوقي ( رئيس اللجنة التنفيذية للقاء المشترك بالمحافظة ) : يجب ان نفرق بين الفعاليات السلمية – التي كفلها الدستور والقانون والمبادرة الخليجية - وبين أعمال العنف التي ندينها – وللأسف - يؤجهها بعض التصرفات الخاطئة .

وقال – المرزوقي – ان محافظة البيضاء تجنبت الكثير من الخسائر بفضل الله أولاً وبفضل تعقل شباب الثورة وتفهم القادة الأمنيين والمشائخ الذين جنبوا المحافظة ماوقع في العديد من المحافظات رغم ان هناك متهورين من بعض المسئولين. امروا باطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين .

ودعا – المرزوقي إلى تفعيل الشرع والقانون بعيداً عن الاحتكام إلى قانون قرقرش "إذا ما لقيت الغريم لقيت ابن عمه"، مؤكدا ان التعسف يؤجج الناس ضد التصرفات الصادرة من قيادات السلطة .

وأوضح عدد من الحاضرين في كلماتهم ان الحل الامني لا يجب ان يكون الاسلوب الوحيد في مواجهة تلك العناصر .

ودعا محمد عبدالله الحميقاني قيادة المحافظة والاجهزة الامنية الى تسليم كشوفات بأسماء تلك العناصر واماكن تواجدها في المديريات ، ويتم الحوار مع تلك العناصر واهلهم واقاربهم ، لاقناعهم بالتخلي عن تلك الاعمال او التبرؤ منهم واخراجهم من المجتمع اذا لم يعودوا الى رشدهم ويكفوا عن الممارسات الخاطئة .

وأوضح المجتمعون ان أبناء المحافظة كلا لا يتجزأ وان اختلفوا سياسيا إلا إنهم متفقون على الحفاظ على امن المحافظة واستقرارها وسيبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق الامن والاستقرار والحفاظ علي السكينة العامة .

وأكد الاجتماع على اهمية تكامل الجهدين الرسمي والشعبي لمحاصرة تداعيات مخاطر الافكار المتطرفة لتنظيم القاعدة مؤكدا ضرورة استلهام الجميع لروح المسئولية الملقاة علي عواتقنا والعمل المشترك لكل ما من شأنه خدمة امن واستقرار المحافظة وأبناءها .

واقر الاجتماع تشكيل لجنة من كل مديرية شخصين ، على ان يبدأ اول اجتماع اللجنة المكونة من المشائخ والجهات المعنية السبت المقبل ، والبدء في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه .