واشنطن بوست: انفصاليو اليمن يتشجعون بسبب الاضطرابات

الخميس 26 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 8963

كتب: سودارسان راغافان - ترجمة مهدي الحسني

تظهر لوحات الثورة بشكل بارز في كل انحاء المدينة الساحلية الجنوبية. و تتزين السيارات و بكل فخر بالعلم السابق لليمن الجنوبي و تكتب الشعارات الداعية للاستقلال على الجدران واحد تلو الاخر.

وفي شارع رئيسي مزدحم كتب هذا الشعار على احد الجدران ( الحرية للجنوب. يا عدن صحي النوم ).

و قد عززت الثورة الشعبية التي اجتاحت البلاد خلال العام المنصرم، عززت من خروج الحركة الانفصالية من الظل بعد الاختفاء تحت الارض فترة طويلة. و تدعو تلك الحركة الى التراجع عن اتفاقية الوحدة التي تمت بين اليمن الشمالي و اليمن الجنوبي في عام 1990.

و يعتقد الكثير من اعضاء الحراك انهم كانوا عامل الهام للثورة التي قامت في اليمن، و ذلك عندما نزل الحراك الى الشوارع في 2007.

و يقول سعيد كحيل و هو احد قادة الحراك "نحن الذين بدانا الثورة"

ولفترة طويلة من الزمن عمدت قوات الامن و الاجهزة الاستخباراتية الى استهداف مناصري الانفصال بالضرب و الاعتقالات و التعذيب و دفعت الكثير منهم الى الخروج من البلاد او العيش فيها بشكل متخفي. و لكن مع الضعف الذي اصاب الحكومة جراء الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد، استشعر الانفصاليون الجنوبيون الفرصة السانحة لاسقاط سنوات من التهميش و لاعادة تاسيس اليمن الجنوبي المستقل بحسب وصفهم.

اليوم تخرج المسيرات الشعبية و تقام المؤتمرات في فنادق خمسة نجوم و يسافر اعضاء الحراك من و الى خارج البلاد.

و يقول ناصر الطويل و هو عميد متقاعد في جيش اليمن الجنوبي و احد قادة الانفصال " لقد اصبحنا اكثر قوة نتيجة للوضع السياسي و اصبحت وجهة نظرنا اكثر قوة ".

و خلال الاسابيع القليلة الماضية دعى دبلوماسيون بارزرون من الولايات المتحدة و بريطانيا و الامم المتحدة، دعوا قادة الحراك الى الالتحاق بالعملية السياسية في اليمن.

و يخشى الدبلوماسيين الغربيون من ان يقوم فرع تنظيم القاعدة في اليمن ذو الطموح الكبير و الذي يتخذ من جنوب اليمن مقرا له و يستهدف الغرب، ان يقوم باستغلال تلك الاضطرابات. و تم استهداف المدمرة يو اس اس كول في عام 2000 في ميناء عدن من قبل تنظيم القاعدة في هجوم اودى بحياة 17 فردا من البحرية الامريكية.

و قد غادر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح البلاد يوم الاحد متجها الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج مفسحا بذلك الطريق امام انتقال السلطة بعد حكم دام اكثر من 30 عاما.

لكن ليس من الواضح ما الذي يعنيه رحيله بالنسبة للحركة الانفصالية. و يصر مستشاريي الرئيس البارزين على عودته لقيادة الحزب الحاكم مؤكدين على ان حضوره المؤثر سيستمر لاشهر و سنوات قادمة.

يعود تاريخ التوتر بين الشمالين و الجنوبيين الى الوقت الذي توحدت فيه اليمن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي ارتبط بعلاقات عسكرية و دبلوماسية بحكومة الجنوب الماركسية. و في عام 1994, اندلعت حرب اهلية قصيرة و انتهت بانتصار الشمال.

و يقول الجنوبيون ان صالح و مناصروه من رجال القبائل الشمالية حرموهم من حصتهم من عائدات النفط. كما ان 80 بالمائة من عائدات النفط تاتي من الجنوب... واضافوا ان الحكومة قامت بتسريح العديد من الجنوبيين من اعمالهم في الجيش و الحكومة و حرمتهم من المشاركة في السلطة المحلية و ان محافظي المحافظات الجنوبية السبع ينتمون جميعهم الى الشمال. كما يتهم الجنوبيون نافذين من ابناء الشمال بنهب اراضي الجنوب لمصالحهم الخاصة.

و تدعو القيادات الاكثر تطرفا في الحراك الى الانفصال الفوري عن الشمال و العودة الى الوضع الجغرافي الذي سبق العام 1990.

و يسعى القادة المعتدلون في الحراك الى قيام نظام فيدرالي يفضي الى المزيد من السلطة لمصلحة الجنوب. و بعد خمسة اعوام يتم الاستفتاء حول تقرير المصير سواء بالبقاء ضمن اليمن الموحد او الانفصال كما حدث في جنوب السودان العام الماضي.

و بموافقة صالح على تسليم السلطة، يخشى دبلوماسيون عرب و غربيون انه في حال فشل معالجة القضية الجنوبية، فان ذلك سيعيق عملية انتقال السلطة في اليمن و يؤدي الى اكثر الاحتمالات خطورة و الذي يتمثل في قيام حرب اهلية اخرى

و في مقابلة مع صحيفة يمن تايمز اجريت مؤخرا، قال مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن، جمال بن عمر، انه قلق على عدم اجماع الحراك الجنوبي على وجهة نظر سياسية موحدة. و قال ان – عدم الشمول – في العملية السياسية قد يلحق ضررا بعملية الانتقال التي تشهدها البلاد.

و يقول الطويل، و هو احد القادة الانفصاليين، لن يكون هناك تغيير يذكر حتى يسلم صالح و اسرته السلطة بشك تام. لكن الحراك يشعر انه لم يعد مضطرا الى العمل بشكل سري و لا يمكن محاصرته مرة اخرى.

في عام 2000 التقى الطويل و كان بصحبته احد القادة الانفصاليين، التقيا بكاتب هذا التقرير بداخل سيارة بيضاء بدت عليها اثار الصدمات. و كان يبدو عليهما اثار التوتر و هما ينظران بحذر من خلف نافذة السيارة للتاكد من عدم وجود عناصر الاستخبارات اليمنية. و اصرا على ان تجرى المقابلة بداخل السيارة اثناء جولة حول المدينة.

و في الشهر الماضي، تحدث الطويل خارج شقته التي يقيم بها عن رغبته في تقرير المصير. و عندما مر جندي يمني بالقرب منه، لم يهرب الطويل و لم يحجم عن الكلام. لقد كان الطويل يخطط لمسيرة شعبية ضخمة في الايام القادمة بحسب قوله.

وقد تعهد الطويل قائلا "لن نتوقف و سنصعد من نشاطنا السياسي بشكل كبير. نحن نريد حقوقنا ".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن