المجلس العسكري يضع نفسه في صدام مع الأغلبية البرلمانية الإسلامية في مسعى لطمأنة واشنطن المتخوفة من صعودهم.

الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس ـ من ادموند بلير
عدد القراءات 4967
 
إسلاميات في الإنتخابات المصرية
 

حدد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك تفاصيل خطط لضمان أن الجهة التي تصوغ دستور البلاد تمثل كل قطاعات المجتمع وليس مجموعة في البرلمان وهي آراء ستثير غضب الاسلاميين الذين يسعون للقيام بدور رئيسي بعد نجاحهم في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية.

لكن ما أعلنه الجيش ربما يطمئن الولايات المتحدة التي تقدم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات لمصر ودول غربية أخرى متوجسة من صعود الإسلاميين بعد الاطاحة بمبارك في فبراير/شباط.

وفي وقت سابق كانت الاقتراحات التي أيدها الجيش بخصوص تشكيل الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور واقتراحاته بشأن بنود في الدستور الجديد تحجب الجيش عن أي اشراف مدني أشعلت احتجاجات في نوفمبر/تشرين الثاني تحولت الى العنف.

وتراجع الجيش وقال ان المبادئ التي وضعها ليست أفكاراً ملزمة لكنها أثارت ريبة الساسة والنشطاء في ان الجيش يريد التمسك بالسلطة بعد تسليم السلطة رسمياً لمدنيين في العام القادم.

وقال اللواء مختار الملا وهو عضو في المجلس العسكري ان البرلمان الجديد سيتولى مسؤولية اختيار الجمعية التأسيسية المؤلفة من 100 عضو لوضع الدستور بما يتوافق مع الاعلان الدستوري الذي صدر بعد الانتفاضة.

لكنه أضاف أنه يجب الاتفاق على "الضوابط" لاختيار الشخصيات التي ستكون موجودة في الجمعية التأسيسية قبل أن يقوم البرلمان بالاختيار.

وقال لمجموعة من الصحفيين "سوف يتم التوافق قبلها على شكل الجمعية التأسيسية..بين مجلس الوزراء والمجلس الاستشاري للمجلس الاعلى ومجلس الشعب والشورى".

وأضاف أن الجيش لن يفرض أسماء أو يتدخل.

وقال الملا ان من المفترض أن يستمر الدستور الجديد سنوات كثيرة مقبلة لذلك يجب أن يكون من يصيغه مجموعة تمثل قطاعاً أكبر من الاغلبية في البرلمان ولا بد أن تشمل عمالاً ومهنيين وأحزاباً ونقابات وجهات أخرى.

كما حدد اقتراح الجيش في نوفمبر/تشرين الثاني أطيافاً مختلفة من المجتمع للجمعية التأسيسية.

وغضب المتظاهرون لانهم اعتبروها محاولة من الجيش للاستئثار بسلطات التعيين بدلاً من البرلمان.

وتمسك محمد البلتاجي وهو قيادي في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين ـ الذي حصلت قائمته الحزبية على 37 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى من الانتخابات البرلمانية ليتصدر المركز الاول ـ بضرورة أن يختار البرلمان الجمعية التأسيسية.

وقال البلتاجي ان هذا من المرجح أن يكون محاولة اخرى للسيطرة على تشكيل الجمعية التأسيسية.

وأضاف أن كل ما يمكن للحكومة أو المجلس الاستشاري الجديد أن يفعله هو تقديم اقتراحات من حق البرلمان رفضها وعدم الالتزام بها.

وعلى الرغم من ان خطة الجيش قد يعارضها الاسلاميون الذين ربما يشكلون أغلبية في البرلمان الجديد في حالة استمرار اتجاهات الناخبين التي ظهرت بوضوح في المرحلة الاولى فانها قد تلقى الدعم من بعض الليبراليين الذين يقولون ان الدستور لا يمكن ان يكون انعكاساً لرأي الاغلبية البرلمانية.

ويمثل المسيحيون عشرة في المئة من سكان مصر وعددهم 80 مليون نسمة.

وقال الملا ان الدستور الجديد الذي سيطرح في استفتاء سيكون جاهزاً بحلول منتصف 2012 وهو الموعد المعدل الذي حدده الجيش لتسليم السلطة الى رئيس جديد.

وبهذا ستكون هناك فترة قصيرة للغاية متاحة أمام البرلمان بمجلسيه بعد الانتخابات التي ستنتهي في مارس/آذار.

وأكد الملا مجدداً أن الجيش ملتزم بتسليم السلطة الى حكام مدنيين وأنه لا يريد الاحتفاظ بالسلطة.

لكنه أثار مرة أخرى احتمال أن تكون ميزانية الجيش بعيدة عن أي اشراف مدني.

وتابع "لا يوجد دولة في العالم تناقش موازنتها (للقوات المسلحة) في البرلمان لكن توجد مجموعات خاصة تسمى الامن القومي..تسمى أي مسمى تناقش بعض البنود في موازنة القوات المسلحة وهذا الكلام ليس في مصر فقط".

وأضاف أن الجيش كان شفافاً في شؤونه المالية وان أعماله تخضع لاشراف الجهاز المركزي للمحاسبات.

ويشارك الجيش المصري في شق الطرق ويدير مصانع ويمتلك عقارات عديدة.

* ميدل إيست