آلاف السلفيين يحتشدون إلى صنعاء للمشاركة في مؤتمر نصرة دماج، ودعوات لحل الأزمة سليما تفاديا لشلالات دماء في اليمن

الأربعاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 16823
 
صورة من الأرشيف
  

احتشد الآلاف من مشايخ وأنصار التيار السلفي، من جميع المحافظات اليمنية، للمشاركة في «مؤتمر "واعتصموا بحبل الله جميعا" لنصرة المظلومين في دماج، والمناطق المعتدى عليها من قبل الحوثيين»، المنعقد صباح اليوم، في القاعة الكبرى بصنعاء.

ودعا البيان الصادر عن مؤتمر السلفيين جماعة الحوثي إلى كف عدوانهم فورا، في جميع المناطق، ورفع الحصار على منطقة دماج، وإزالة جميع مظالمهم، واستفزازاتهم، مؤكدا بأنه وفي حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على دماج، وغيرها من المناطق، فإنه سيكون لجميع أنصار التيار السلفي في اليمن حق الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة، كحق كفلته الشريعة الإسلامية، والأعراف الدولية.

وأكد المؤتمرون رفضهم لكل الدعوات والممارسات الطائفية، وما وصفوها بـ«النعرات الجاهلية»، وكل ما من شأنه إثارة الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب اليمني، مطالبين جميع أبناء الشعب اليمني، علماء ومشايخ وأعيان وقوى سياسية ومنظمات أهلية إلى القيام بواجب نصرة المظلومين في دماج وإعانتهم وفك الحصار عنهم، داعين المنظمات الحقوقية والإعلامية إلى تسليط الضوء على الانتهاكات الحقوقية، والجرائم الإنسانية التي تقوم بها جماعة الحوثي في دماج، وحجة، والجوف، وبعض مناطق عمران، وإظهار الحقائق ونشرها محليا ودوليا.

وفيما استنكر بعض مشايخ السلفيين الذين تحدثوا خلال المؤتمر، تقاعس الدولة عن القيام بواجبها في حماية سكان دماج، لكونه من أهم واجبات الدولة، دعا البيان الصادر عن المؤتمر جميع أجهزة الدولة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما يجري في تلك المناطق، وأن تقوم بواجبها في حماية المواطنين وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق، كما دعا جميع الشخصيات والجهات والمنظمات إلى مواصلة مساعيها لإيجاد الحلول السلمية والعادلة لقضية دماج.

التحذير من خطورة التمدد الحوثي

وتحدث خلال المؤتمر العديد من مشايخ التيار السلفي، من مختلف المحافظات، وعلى رأسهم الشيخ مراد القدسي، والشيخ عبد المجيد الريمي، والشيخ عقيل المقطري، والشيخ محمد عيضة شبيبة، ومشايخ آخرين من محافظات حجة، ومأرب، والجوف.

وأكدت جميع الكلمات التي ألقيت خلال المؤتمر على اعتبار ما يجري من حصار لدماج من قبل الحوثيين في صعدة، بغي يوجب على الجميع النصرة، لأهالي دماج باعتبارهم مظلومين، مشيرة إلى أن الحوثيين دشنوا تسلطهم في صعد بالبغي على خيرة أهل اليمن من طلاب العلم، وفقا لما ورد في كلماتهم.

في تناولت الكلمات التي ألقيت خلال المؤتمر خطورة التمدد الحوثي في صعدة، والجوف وحجة، ألقاها بعض عدد من مشايخ التيار السلفي في تلك المحافظات، فيما قدم الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي تقريرا حول زيارته لدماج، والأوضاع الإنسانية التي لامسها خلال زيارته برفقة وفد من شباب الثورة في صنعاء.

وأقر المؤتمرون تشكيل لجنة تضم في عضويتها عددا من مشايخ التيار السلفي، للاجتماع وتدارس الترتيبات اللازمة لنصرة دماج وفك الحصار عنها، ومتابعة ما خرج به المؤتمر من قرارات.

اختراق الحوثيين للمؤتمر

وشهد المؤتمر الذي نظمه السلفيون في صنعاء حضورا جماهيريا يعتبر الأول من نوعه، حيث ضم المؤتمر مختلف التيارات السلفية، للتأكيد على وحدة الصف السلفي لمواجهة ما يتعرض لها تيار الشيخ مقبل الوادعي، في دماج.

وتميز المؤتمر بدقة التنظيم، وانتشار أعضاء لجنة النظام في جميع مداخل قاعة المؤتمر، والشارع المؤدي إليها، مع وجود حراسات رمزية من قوات الأمن المركزي في بوابة القاعة، غير أن هناك بعض الحوثيين تمكنوا من الدخول إلى قاعة المؤتمر، وقاموا بتوزيع منشورات بين جمهور المشاركين في المؤتمر، الأمر الذي دفع أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر إلى التحذير عبر مكبرات الصوت من وجود حوثيين يقومون بتوزيع منشورات ليس لها علاقة بالمؤتمر، ولا تعبر عنه، دون أن تكشف عن طبيعة هذه المنشورات.

المأربي يستنكر من مصر

من جانبه بعث القائم على دار الحديث بمحافظة مأرب، أبو الحسن المأربي، بيانا حول الأحداث في دماج، من جمهورية مصر العربية، أكد فيه بأن ما يجري في دماج لم يسمع به إلى في معاملة اليهود للفلسطينيين، وقال بأن كل هذا يحدث «على مرأى ومسمع من السلطة والمعارضة، ومن قبائل اليمن، التي سطر لها التاريخ أشرف معاني الغيرة، والإغاثة، والنجدة، والنصرة للمظلوم».

واستنكر المأربي الصمت الحاصل عما يجري في دماج، وقال «ألا يخشى هؤلاء من سكوتهم عن ظلم الظالمين، أن تحل بهم قارعة أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون»، مطالبا «الدولة والشعب اليمني أن يستشعروا حق المسلم على المسلم، والعاقبة الوخيمة لهذه الانتهاكات، وخطورة الطائفة الحوثية، والإرهاب الفكري والدموي الذي تتعرض له البلاد اليمنية في عدة محافظات منهم»، حسب ما جاء في بيانه.

وأهاب المأربي بجميع أنصار التيار السلفي أن يبذلوا قصارى جهدهم لحل الأزمة سليما، لأن اليمن ليس بحاجة إلى مزيد من شلالات الدماء.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن