محللون سياسيون: صالح يدشن جولة جديدة من المناورات، للتخلص من المبادرة الخليجية، ويسعى لترحيل نائبه تفاديا لرحيله

السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ تحليل إخباري خاص
عدد القراءات 24595
 

توجه المستشار السياسي للرئيس علي عبد الله صالح، عبد الكريم الإرياني، صباح اليوم السبت إلى أوروبا، في زيارة مفاجئة، وغامضة، بعد أقل من 24 ساعة من توجه نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، في زيارة وصفت هي الأخرى بأنها زيارة مفاجئة وغامضة، إلى الولايات المتحدة الأميركية.

الزيارتان المفاجئتان لهادي والإرياني، تم تبريرهما رسميا بأنهما تهدفان إلى تلقي كليهما للعلاج، ولإجراء فحوصات طبية روتينية، بالرغم من تزامنهما قبيل موعد زيارة كانت مرتقبة لكل من المبعوث الأممي جمال بن عمر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء.

ربما يكشف تأجيل بن عمر والزياني لزيارتهما إلى صنعاء، خيطا من هدف الزيارتين المفاجئتين لهادي والإرياني إلى أميركا وأوروبا، حيث رجح بعض المحللون بأن السبب الرئيسي في تأجيل الزياني وبن عمر لزيارتهما التي كانت مقررة الجمعة إلى صنعاء، هو توجه نائب الرئيس إلى أميركا.

وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا على وجود نية مسبقة لدى نظام صالح بتأجيل زيارتي الزياني وبن عمر إلى صنعاء، في سياق كسب مزيد من الوقت، لعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الضاغطة من أجل التوقيع على المبادرة الخليجية، وربما يكون التخلص ولو لبعض الوقت من هذه الضغوط سببا رئيسيا في إيفاد هادي إلى أميركا، خصوصا وأنه المفوض من قبل صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية.

غير أن هناك محللون سياسيون يتحدثون عن خفايا أخرى قد تنطوي عليها عملية إيفاد صالح لمستشاريه ومساعديه في أوروبا وأميركا، مشيرين إلى أن صالح ربما حاول من خلال إيفاد هادي والإرياني إلى أميركا وأوروبا الحصول على تأييد بعض الحكومات الأوروبية لإجراءات يعتزم اتخاذها أحاديا خلال الأيام القادمة.

هذا الطرح تؤيده تسريبات إعلامية نشرتها بعض الصحف الخليجية، حول إمهال صالح للمعارضة 3 أيام من أجل الدخول في حوار مع حزبه، قبل أن يشرع في اتخاذ قرارات انفرادية، وربما هي القرارات التي كان قد اتخذها الحزب الحاكم في اجتماع لجنة الدائمة الأسبوع الماضي، الذي كرس لاعتماد ما وصف حينها بالخيارات البديلة للأزمة الراهنة.

السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين كان قد تحدث نهاية الأسبوع الماضي، عن إغلاق الإدارة الأميركية باب التعامل مع صالح، والتعامل مع نائبه في الحوار الجاري من أجل نقل سلمي للسلطة، وبالتالي فإن صالح يدرك تماما بأن مغادرة هادي، والإرياني للبلاد، تعني تطل الجهود الدولية التي كان بن عمر والزياني يسعيان لاستئنافها خلال زيارتهما المؤجلة إلى اليمن، وما يؤكد نجاح صالح في تعطيل هذه الجهود ولو لبعض الوقت هو قرار تأجيل الزياني وبن عمر لزيارتهما إلى صنعاء.

ولا يخفي البعض تخوفهم من مغادرة هادي إلى أميركا، حيث أنه المخول رسميا بالتوقيع على المبادرة الخليجية، والمخول أيضا بإدارة المرحلة الانتقالية عقب التوقيع على المبادرة ونقل السلطة، وبالتالي فإن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق، هو ماذا لو لم يعد هادي إلى اليمن، خصوصا وأن لديه المبررات الكافية لعدم العودة، بعد ما الاتهام الذي وجهته له وزار الداخلية اليمنية عبر صحيفة رسمية ناطقة باسمها، بوقوفه وراء محاولة انقلاب كان يجري التخطيط لها قبيل عودة صالح من مشفاه في الرياض، وما تلاها من تسريبات حول التخطيط لاغتياله.

ورغم أن بعض المراقبين يستبعدون هذا السيناريو، إلا أنهم يؤكدون بأنه لو تم فإنه سيقضي تماما على المبادرة الخليجية التي كان صالح قد فشل في تعديل من بعض بنودها، التي تلزمه بنقل السلطة إلى نائبه، وربما سيفتح الباب على مصراعيه لاختيار نائب جديد للجمهورية، خصوصا وأن بعض التسريبات الصحفية كانت قد تحدثت عن رغبة صالح في تعيين، قائد المنطقة الجنوبية، اللواء مهدي مقولة نائبا جديد للجمهورية للشؤون العسكرية والأمنية.

ووفقا لما يراه البعض، فإن صالح ربما يسعى لترحيل هادي تفاديا لرحيله من السلطة، وبالتالي فإن هذا السيناريو سينتهي بكل تأكيد إلى إجهاض المبادرة الخليجية، وعودة الأزمة اليمنية إلى مربع الصفر، وربما اعتمد صالح على الإرياني في حشد تأييد أوروبي لمبادرة جديدة تمنحه مزيدا من الوقت، وفرصة جديدة للمراوغة هربا من استحقاقات نقل السلطة التي فرضت عليه دوليا وإقليما، بناء على مطالب الثورة الشعبية التي تطالب بإسقاط نظامه.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن