تواصل التدهور الصحي لباعوم في مستشفى الشرطة بصنعاء مع تجاهل السلطة لتوصية الأطباء بضرورة نقله للخارج

السبت 30 يوليو-تموز 2011 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صنعاء - ماجد الداعري:
عدد القراءات 6857
 
حسن باعوم
 

تواصل السلطات الأمنية احتجاز الزعيم الجنوبي البارز حسن أحمد باعوم ونجله فواز في مستشفى الشرطة العسكري بصنعاء منذ دخولهما إليه بداية يوليو الحالي وهما في حالة صحية متدهورة، بعد ان مضت عدة أشهر على اختطافهما من مستشفى النقيب بمدينة عدن في شهر فبراير الماضي وإخفائهما القسري في إحدى الزنازين السرية بمعتقل السجن الحربي بصنعاء.

وتؤكد مصادر طبية أن تواصل التدهور الصحي لباعوم بصورة كبيرة بدأ منذ منتصف الأسبوع الماضي، نتيجة الإهمال الصحي الكبير الذي يعانيه من قبل إدارة المستشفى التابع لوزارة الداخلية، بعد قيامها - الأسبوع الماضي - بالإبلاغ عن ممرضين من أبناء الضالع إلى إدارة البحث الجنائي بالأمانة للقيام باعتقالهما وإيداعهما السجن حتى اللحظة، بعد توجيه تهم أمنية لهما على ضوء تعاملهم الإنساني مع باعوم وتقديرهما لحالته الصحية وما تستدعيه ظروفه النفسية وسنة المتقدم من عناية واهتمام.

وأكدت المصادر الطبية لـ"مأرب برس" أن حالة باعوم الصحية في تدهور مستمر وتستدعي نقله على وجه السرعة إلى الخارج لاستكمال دورات العلاج التي كان قد بدأها في السنتين الماضيتين، واستخراج السيخ الحديدي الذي ما يزال على قدميه بعد أن أوصى أطباء مستشفى الشرطة العسكري بضرورة نقلة الخارج والسماح له بالعودة للأطباء هناك لانتزاع السيخ ومراجعة كثير من الفحوصات الطبية التي سبق وان أجراها هناك.

وأشارت المصادر إلى أن حالة التدهور الصحي لباعوم جاءت بعد ان شددت إدارة المستشفى من الإجراءات الأمنية حول مكان إقامة باعوم ونجله في المستشفى ومنعت الممرضين والأطباء من الوصول إليه ومواصلة إجراء الفحوصات الروتينية التي أقرت له من أطباء المستشفى، وتوصيتهم بمراقبة وضعة الصحي المتدهور، بعد أن ظلت إدارة المستشفى ووزارة الداخلية تماطل في وعدها له بنقله إلى الخارج على نفقة الدولة لاستكمال علاجه وانتزاع السيخ الحديدي من قدميه كما وعده بذلك وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري عند زيارته له في المستشفى، في الوقت الذي حذر فيه سياسيون جنوبيون من مخطط نفي تعتزم السلطة تنفيذه بحق باعوم إلى دولة أفريقية تحت ذريعة مواصلة علاجه.

وأوضحت المصادر أن سلسلة التدهور الصحي لباعوم بدأت منذ قيام عدد من جنود الأمن – صباح الأحد قبل الماضي - باعتقال ممرضين من أبناء محافظة الضالع، يعملان في المستشفى واقتيادهما إلى سجن البحث الجنائي، تزامنًا مع تواصل البحث والتحري حول 7 آخرين من زملائهما يتهمون أيضًا بالتعاون الإنساني مع باعوم ونجله فواز اللذين يقبعان في إحدى غرف المستشفى منذ نقفلهما إليه مطلع الشهر الحالي على إثر التدهور الصحي الكبير الذي لحق مؤخرًا به بعد إعلانه الاضطراب الشامل عن الطعام احتجاجًا على سوء الأوضاع التي يعيشها في معتقلة الأمني السري بالسجن الحربي.

وكشفت مصادر طبية عن قيام عدد من جنود أمن شرطة النجدة، صباح الأحد قبل الماضي, باعتقال كل من وائل علي حسن وعلي فضل محمد, الممرضان في المستشفى, وإيداعهما سجن المباحث الجنائية بصنعاء صباح أمس الجمعة، بعد توجيه قيادة المستشفى العسكري التهمة المباشرة لهما في السماح لباعوم ونجله فواز بالتواصل مع أهلهما وأقاربهما من خلال هاتف جوال عثر عليه بحوزتهما في المستشفى قبل إقدام القوة الأمنية على استدعائهما بذريعة التحقيق معهما حول تلك التهمة.

ويقول الممرضان إن ما قاما به لا يعدو عن كونه خدمات إنسانية يتعاملون بها مع كل المرضى في المستشفى دون تمييز؛ كون ذلك يأتي في إطار علمهما الإنساني.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حالة من الخوف والاستياء تسود زملاء الممرضين في المستشفى في ظل حالة من الترقب لنتائج التحريات والتحقيقات الأمنية المكثفة الجارية من قبل امن المستشفى العسكري التابع لوزارة الداخلية لمعرفة 7 موظفين آخرين.

واستهجن عددٌ من الموظفين في المستشفى عملية اعتقال زميليهما, وأكدوا أن الممرضيَن لم يتلقيا أي تنبيه من إدارة المستشفى لتجنب التعامل مع باعوم ونجله بوصفهما سجينين خطرين, كما حاولت السلطة وإدارة المستشفى تصويرهما بعد مرور قرابة شهر على وجودهما بينهما رهن الإيقاف القسري في إحدى الغرف العادية بالمستشفى عقب الزيارة التي قام بها - منتصف الأسبوع قبل الماضي - وزير الداخلية, حسب تعبيرهم.

وأكدت المصادر الطبية بالمستشفى أن الوزير المصري أظهر عند زيارته لباعوم نوعا من التعاطف غير المسبوق معه كسجين سياسي مسالم، إضافة إلى تقديمه له مبلغ من المال كمساعدة إنسانية له، لاستكمال فترة علاجه بالمستشفى، إضافة إلى وعده له بنقله إلى الخارج على نفقة الحكومة وفقا لطلبه في استخراج "السيخ الحديدي" الذي ما يزال على ساقيه منذ اختطافه ونجله من مستشفى النقيب بعدن قبل عدة أشهر وإخفائهما قسريا في معتقل أمني سري بمعتقل السجن الحربي، بعد نقله ونجله للمستشفى مطلع الشهر الحالي وهو في حالة صحية متدهورة.

ورغم تأكيدات الوزير على ضرورة الاهتمام بباعوم وتقدير سنه وحالته الصحية المتدهورة، كما يقول مصدر طبي, إلا أن حالة من الإهمال انعكست سلبًا وبصورة مفاجأة ، لاسيما بعد اعتقال الممرضين المتعاونين معه، وتهديد البقية ومنعهم نهائيًا من الاقتراب من الغرفة التي ينزل فيها باعوم ونجله، الأمر الذي أدى إلى إهمال كبير في مراقبة وتتبع حالته الصحية وعدم إجراء الفحوصات الروتينية المقررة له كل يوم، مثل قياس الضغط والسكر وغيرها من الفحوصات الروتينية التي أوصى الأطباء بمتابعتها بصورة يومية مستمرة, وفقًا لتأكيد المصدر الطبي الذي كان يتولى الإشراف على حالته الصحية بالمستشفى.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن