في الجمعة التي أطلق عليها الثوار "جمعة الخلاص" خرج أكثر من مليون متظاهر في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في حشد فاق حشود الثورة منذ بداية انطلاقها قبل اكثر من شهر، فقد اكتظت مختلف الشوارع المؤدية الى ساحة المعتصمين، كلهم خرجوا يطالبون بإسقاط النظام ورحيل الرئيس.

ففي الجمعة السابعة لإعتصامات الثورة رفع المعتصمون كروتاً باللونين الأبيض والأسود، في جهة اللون الأسود رمز الى اليمن في عهد صالح، فيما رمز اللون الأبيض في الجهة الأخرى الى اليمن ما بعد رحيله.

وقد وصلت حشود المعتصمين أثناء صلاة الجمعة الى جولة كنتاكي جنوب الساحة، والى القرب من مستشفى الكويت شرقاً، فيما وصلت الحشود الى مقربة من جولة سبأ بشارع القاهرة، وكذا على مسافة قريبة من جولة مذبح شمالاً.

من جهته أعتبر خطيب جمعة ساحة التغيير العلامة الدكتور طه المتوكل الحشود التي خرجت بالملايين بمختلف محافظات الجمهورية والمطالبة بإسقاط النظام دليلاً قوياً على تجسيد وحدة اليمنيين تحت سقف واحد "إسقاط النظام". معتبراً

وشبه المتوكل الرئيس صالح بفرعون، فيما شبه الجموع التي تعتصم مطالبة بإسقاط النظام بنبي الله موسى الذي مثل صوت المقهورين والضعفاء والفقراء.داعياً صالح إلى ترك الشعب وشأنه، مؤكدا أن الشعب قادر عن إدارة نفسه.

وتساءل خطيب ساحة التغيير: ما هي خبرة الرئيس صالح خلال 33 عاما سوى القتل والسحل وزرع الفتنة وإثارة القتال والثارات بين أبناء الشعب اليمني. مضيفاً" إن هذا النظام سحب كرامة وإنسانية الإنسان، وزرع الكراهية والفتن بين أبناء الشعب اليمني.

وقال: عرفنا كم كنا مخدوعين بهذا النظام، وكم كان صالح يفرق بيننا.. اليوم سقطت رهاناته في بث الفرقة والأحقاد.. اليوم تلاقت أيدينا جميعا في ساحات التغيير وميادين الحرية، والتقى الكف بالكف والجفن بالجفن،مضيفاً: لو لم يكن من هذه الثورة إلا أنها انتصرت على الفرقة والطائفية والمناطقية التي حاكها صالح طوال سنوات حكمه لكفا.

وحث المتوكل المعتصمين على الصبر والتحمل، مؤكدا أن ساعات الخلاص باتت قريبة وأن نظام صالح قد سقط من الداخل، وأنه لايمكن لأي قوة كانت في الأرض أن تمنحه الشرعية طالما وملايين اليمنيين قد خرجوا للمطالبة برحيله.

وأكد أن الشعب هو مصدر الشرعية الحقيقية وليست دساتير يخطها نظام صالح وليست الدبابات التي يحتمي خلفها في السبعين، كما أن الشرعية لاتمنح برسائل التأييد التي تأتي من هنا أو هناك.

وعقب صلاتي الجمعة والعصر جمعاً أدى المحتشدون صلاة الغائب على ضحايا ما وصوفوها مجزرة صالح بأبين، كما أدوا صلاة الجنازة على إحدى المشاركات في الاعتصام توفت بالأمس إثر إصابتها بنوبة قلبية بعد مشاهدتها ضحايا مجزرة جمعة الكرامة الدامية والتي راح ضحيتها 52 شخصاً و611 مصاب.

وردد المعتصمون ولا زالوا الهتافات المعتادة والمطالبة باسقاط النظام ورحيل صالح، والبعض منهم يرفع سقف الهتافات الى المطالبة بمحاكمة الرئيس.