نجل القذافي: سكارى ومحششون على متن دبابات تجوب شوارع بنغازي وليبيون يردون عليه بالأحذية

الإثنين 21 فبراير-شباط 2011 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- متابعات خاصة:
عدد القراءات 7990


رفض الليبيون ما جاء فى الخطاب الذى وجهه سيف الدين القذافى، نجل الرئيس الليبى معمر القذافى، مساء أمس الأحد والذي حذر فيه الشعب من نتائج الثورة الليبية، وواصفا المشاركين فيها بـ"السكارى"، وفي أول ردود فعل الشارع الليبي على خطابه رفعت جموع محتشدة في أحد الميادين العامة بمدينة بنى غازى الليبية أحذيتهم فى الهواء فى مواجهة شاشة عرض كانت تنقل خطاب القذافى. في حين هاجم رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوى،الرئيس الليبي معمر القذافي واصفا إياه بـ" الطاغية" معتبرا أنه انتهى ولم يعد له بقاء.

وكان سيف الإسلام معمر القذافي نجل الرئيس الليبي قد هاجم المتظاهرين في خطاب متلفز و"ارتجاليا ومباشرا" موجها الى الشعب الليبي ردا على الأوضاع الغير المستقرة التي تشهدها البلاد، وقال فيه :" أن المنطقة "تمر بزلزال من التغييرات الديمقراطية المطالبة بالحرية" وانه "كان لابد من توقعها منذ زمن بعيد وكان لابد من حدوثها".

وأكد سيف الإسلام على انه في هذه الأوقات الصعبة التي تشهدها الجماهيرية "سيقول الحقيقة فقط". ولخص تطور الأحداث بأنها بدأت من المواقع الالكترونية ومن ثم بمسيرات صغيرة تحولت الى احتجاجات اكبر فمواجهات مسلحة ومن ثم الى فتنة حقيقية.

وقال أن ما يجري يستهدف الوحدة الوطنية مشيرا إلى وجود حملة منظمة لنشر الشائعات.

واعترف نجل العقيد معمر القذافي بأخطاء اقترفتها الشرطة وقوات الجيش، وقال أن هناك "ثلاث مجموعات تتحكم بالوضع وهي مجموعة الشخصيات الحزبية والنقابية، ومجموعة الاسلاميين، والمجموعة الثالثة هي الأكبر وهي جماهير الشعب المنقاد لأسباب كثيرة وراء الاحتجاب قد تكون من بينها الحماس والاندفاع وغيرها".

كما اتهم سيف الإسلام مجموعات عربية وافريقية وراء إثارة الفتنة. وأشار إلى ان الإعلام الرسمي أخطئ لعدم نقله لمجريات الأحداث "مما دفع بوسائل الإعلام العربية إلى استغلال ذلك لبث الشائعات والمبالغة في رسم حقيقة ما يجري".

وقال القذافي أن المجموعات الإسلامية تريد تشكيل حكومة في بنغازي وأخرى "شكلت إمارة إسلامية في البيضا" مشيرا إلى أن ليبيا "ليست كمصر وتونس وان وضعها مختلف لأنها متشكلة من قبائل وعشائر وتحالفات مما يهدد بانقسامها إلى دويلات متفرقة يرجعها 70 عاما إلى الوراء والى حرب أهلية نتيجة طبيعتها القبلية".

وتسائل انه في حال سقوط النظام من "سيكون بمقدوره إدارة قطاع البترول؟"، وأكد انه في حال الانقسام ستحتاج ليبيا "إلى 40 عاما العادة الأعمار".

وقال نجل الرئيس الليبي "نحن اليوم أمام اختبار عسير وخطير وأمام مفترق طرق، فالجميع مسلح والآن تجوب شوارع بنغازي دبابات على متنها سكارى وحشاشون".

وحذر من هروب جميع الاستثمارات الأجنبية إلى الخارج، وعرض على الشعب الليبي إجراء مؤتمر وطني فوري لتعديل الدستور والقيام بإصلاحات في الإعلام والمجتمع المدني وتنفيذ تنمية شاملة وغيرها وكذلك أعطاء صلاحيات اكبر للمحافظات مع حكم مركزي محدود في المسائل السيادية.

وهدد سيف الإسلام من رجوع الاستعمار والاحتلال في حال استمرار الوضع على ما هو عليه "لأنهم (الاوروبيون والامريكيون) لن يسمحوا بفوضى تعم ليبيا ولن يسمحوا بقيام إمارات إسلامية وبتصدير الإرهاب والمخدرات" حسب قوله.

وهاجم سيف الإسلام أثناء خطابه بعض القنوات العربية الفضائية قائلا "لاتهمنا لا قنوات الجزيرة ولا العربية ولا التونسية ولا (البلطجية).. ومعمر القذافي يقود المعركة من طرابلس".

ومن جانبه قال رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوى: إن الطاغية معمر القذافى انتهى ولم يعد له بقاء.

وأضاف القرضاوى، فى اتصال هاتفى مع قناة الجزيرة القطرية من القاهرة: "لقد زال القذافى بما سفك من الدماء الطاهرة لأبناء الشعب الليبى، وقد لفظه شعبه، وهؤلاء الطغاة لا بقاء لهم".

وتابع: "ما أصاب بن على ومبارك سيصيب القذافى، وأقول له ارحل كما رحل مبارك، لا بل يجب أن يحاكمه الشعب الليبى وتظهر عوراته".

واستطرد قائلا: "القذافى كان يعتبر نفسه ليبيا، فلا صيغة حكم حقيقية، وكان يعتبر نفسه كل شىء والشعب الليبى لا شىء، ولذلك كان لا بد للناس أن يثوروا عليه وعندما حدث ذلك لم يجد ليبيا يستخدمه لقمعهم بل استخدم مرتزقة أفارقة ليضربوا شعبه، حيث قتل فى أيام معدودة عدداً كبيراً منهم".

ودعا القرضاوى "أبناء عمر المختار وقبائل ليبيا وقادة الجيش أن ينضموا للثائرين، مثلما فعل قادة الجيشين التونسى والمصرى، وذلك حتى يعيدوا ليبيا إلى حقيقتها العربية والإسلامية".

وأضاف "أوصى أبناء الشعب الليبى بالصبر والثبات مثل ما أوصيت به أبناء مصر، وأدعو العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وكل الفئات للخروج على القذافى ورفضه حاكما لليبيا، وأقول لإخوتى الليبيين اثبتوا على مواقفكم واستمروا فى مسيرتكم والله ناصركم لأنه عز وجل ينصر الحق ويمحق الباطل وإن شهداءكم فى الفردوس الأعلى عند الله".

وتابع: إن الشعب الليبى أصبح كتلة واحدة وعرف طريقه ولن يستطيع أحد الوقوف فى وجهه، وقد آن لليبيا أن تتغير وتدخل فى العالم المعاصر بكل مقوماته".

ودعا القرضاوى "لإخوتى فى ليبيا بأن يمن الله عليهم بالنصر، وهو آت بإذن الله تعالى، وستزول الطواغيت ويبقى الحق".