آخر الاخبار

ندوة في عدن عن التصالح والتسامح في الذكرى الـ25 لأحداث 13 يناير .. وبن فريد يدعو لإعادة النظر في كتابة التاريخ الحديث

الخميس 13 يناير-كانون الثاني 2011 الساعة 07 مساءً / عدن- مأرب برس- تقرير/ عبد الرحمن أنيس:
عدد القراءات 7516
 
 

طالب الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن رأي محسن محمد أبوبكر بن فريد بإعادة النظر في كتابة التاريخ الوطني الحديث كونه قد شابه الكثير من التحريف والمغالطات والتزوير – حد قوله، وتكريم القيادات الوطنية التاريخية بشكل صادق ومنصف وليس بشكل انتقائي.

وقال بن فريد في كلمة بعث بها إلى ندوة إحياء الذكرى الخامسة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي التي نظمها ملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر وألقاها عنه عبدالله احمد مسود : "إن التصالح والتسامح في هذه الفترة الصعبة والقلقة من حياتنا السياسية هو الضامن لأنفسنا والمانع لإهدار مزيد من الدماء في بلادنا فيكفي الدماء التي سالت في العقود الأخيرة من تاريخنا الحديث".

وأضاف أمين عام حزب الرابطة: "إن قيمة وعظمة أي نظام سياسي تكمن في كيفية تعظيمه وتأكيده لقيم التصالح والتسامح بين أبنائه ومواطنيه وكل أجهزته ومؤسساته وليس في قهر المواطن ودفعه إلى مجاهل البغضاء والتفرقة والكراهية والعنف".

وزاد بالقول: "إن التصالح والتسامح ينبغي أن يكون شاملاً لكل فئات المجتمع وبين كل قواه السياسية والاجتماعية المختلفة .. وليس قاصراً على فئة معينة أو فصيلاً سياسياً أو اجتماعياً معيناً ف فترة زمنية معينة فقيم التصالح والتسامح قيم إنسانية وحضارية مطلقة وليس قيم مؤقتة او انتقائية".

وحضر الندوة التي استضافها الحزب الاشتراكي اليمني بعدن صباح اليوم الخميس والتي تصادف الذكرى الخامسة والعشرين لأحداث الثالث عشر من يناير 86م عدد من القيادات الجنوبية والاشتراكية يتقدمهم علي صالح عباد مقبل الأمين العام السابق للحزب، وأدارها الصحفي نجيب يابلي, في حين علقت على جدران القاعة يافطات كتب عليها: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)، ويافطات أخرى كتب عليها: (نبش القبور والعبث برفات الموتى جريمة ترفضها كل الأعراف الإنسانية ولا تسقط بالتقادم).

وفي الندوة, قدم أحمد عبدالله امزربة ورقة بعنوان (البعد الديني والإنساني للتصالح والتسامح), قال فيها: "إن السلطة تنظر إلى مبدأ التسامح والتصالح والتضامن الجنوبي على أنه خطر يهدد مصالحها السلطوية المنفعية لذلك عملت على قمع فعاليات التصالح والتسامح وهددت بنبش ملفات الماضي وإثارة الفتنة بين أبناء الجنوب".

وأضاف: "إن التسامح والتصالح هو أساس الوحدة السلمية التي سعى لها الجنوبيون باعتراف سلطة صنعاء, لكن الأخطاء القاتلة التي طالت الجنوب أفرغت الوحدة والديمقراطية وكرست سياسة نظام الجمهورية العربية اليمنية", على حد تعبيره.

وأشار أمزربة في ورقته إلى أن "ترسيخ مبدأ التسامح والتصالح والتضامن الجنوبي هو صمام أمان النضال السلمي الجنوبي؛ لأنه يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ماضيهم المؤلم قد انتهى وولى إلى غير رجعة, وأن خصوماتهم السابقة على مختلف أسبابها قد تبدلت إلى عرى ووشاج وروابط وعلاقات إنسانية وسياسية تحدد وترسم خارطة طريق سياسية لمستقبل الجنوب".

كما قدم المهندس محمد محسن- رئيس جمعية ردفان التي كانت قد أحيت ذكرى التصالح والتسامح قبل خمسة أعوام والتي شكلت بداية انطلاق الحراك الجنوبي, ورقة بعنوان (التصالح والتسامح الواقع والعبر), أشار فيها إلى أن السلطة تعتبر أي تصالح أو تسامح لأبناء الجنوب تهديد لها ولوجودها.. معتبراً هذا "مبدأ استعماري قائم على أساس مبدأ (فرق تسد)", لافتاً إلى أنه تم تجميد نشاط جمعيته ومنعها من مزاولة أي نشاط وإقفال مقرها، في حين قدم نجل رئيس الوزراء الجنوبي الأسبق عاد محمد علي هيثم ورقة عن أهمية ودور التصالح والتسامح لأبناء الوطن.

كما قدم منسق ملتقيات التصالح والتسامح بمحافظة أبين حسين زيد بن يحيى مداخلة دعا فيها إلى استخلاص العبر والدروس من ملفات ماضي الصراعات الجنوبية – الجنوبية بما يجنب إعادة إنتاج صراعات مماثلة بمسميات جديدة حاضراً ومستقبلاً.

واستمع الحاضرون إلى مداخلات من كل من خالد بامدهف عن الحراك الجنوبي بمحافظة عدن, وفضل علي عبدالله- رئيس لجنة الحوار الوطني بعدن, والمحامي عدنان الجفري, أكدت جميعها على أهمية تعزيز قيم التصالح والتسامح وعدم الانشداد لماضي الصراعات الجنوبية الأليمة.

في حين كان أياد علوي حسين فرحان- رئيس الملتقى, قد دعا في كلمته إلى وحدة القلوب قائلاً: "لا تعودوا بنا إلى القهقرى وداحس والغبراء بعد أن التأم جرحنا والتم شملنا واشتد عودنا وروى الشهداء بأغلى الدماء كل ربوع الوطن".

وقد صدر عن الملتقى بيان أكد أن دعوة التصالح والتسامح لا تقتصر على فترة زمنية بعينها أو صراعات محددة، بل تمتد لتشمل كل الصراعات والاختلافات في تاريخ الجنوب منذ ما قبل ثورة 14 أكتوبر, داعياً مكونات الحراك السلمي الجنوبي إلى نبذ الفرقة والاختلافات والجلوس إلى طاولة حوار واحدة، والعمل صفاً واحداً لتحقيق الهدف الذي يتطلع إليه الجميع وهم متفقون عليه، والعمل الجاد على تعزيز تلك القيم الأصيلة التي كانت الانطلاقة الفعلية للحراك السلمي الجنوبي.

وجدد البيان العهد والوفاء لصحيفة الأيام وناشريها هشام وتمام باشراحيل، معلنا تضامن الجنوبيين الأبدي معهما في محنتهما، مطالبا بتوسيع دائرة التضامن مع الأيام في وجه سلطة القمع والإرهاب, حد ما جاء في البيان.

ومن المقرر أن تعقد جامعة عدن بعد غد السبت ندوة علمية عن فكرة التصالح والتسامح، قالت الجامعة في بيان لها, إن هدف الندوة يكمن في استخلاص العبرة التاريخية من تجربة التشطير ومساوئه ودوامة الصراع والعنف الذي أنتجه، واستشراف آفاق الوحدة اليمنية والديمقراطية وثقافة التسامح والتصالح الوطنية، في حين تحذر مصادر مقربة من "الحراك الجنوبي" من أن الندوة تهدف إلى نبش أحزان الماضي وإعادة تذكير الناس بأحداث 13 يناير الأليمة لبث الفرقة بينهم.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن