في لقاء أتسم بالتشديد الأمني الصارم التقت اليوم وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في العاصمة اليمنية صنعاء بأكثر من مائة شخصية من قادة منظمات المجتمع المدني والبرلمانيين والصحفيين .

وفي اللقاء تزينت منصة الحديث التي جلست عليها السيدة كلينتون بخلفية كبيرة " كتب عليها عبارة " حوار من أجل المستقبل " وهو أمر أثار حفيظة عدد من الإعلاميين خاصة عندما تلقوا توجيهات مؤدبة بعدم السماح لأي صحفي الإدلاء بأي سؤال بحجة أن اللقاء ليس مؤتمرا صحفيا .

وفي اللقاء قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن واشنطن ملتزمة بشراكة واسعة وشاملة مع اليمن , كما أن بلادها لا تسعى لأن تكون هذه الشراكة فقط مع الحكومة اليمنية فقط وإنما أيضا مع الشعب اليمني .

وقالت أنا مدركة جيدا أن اليمن تواجه تحديات كبيرة , وفي مقدمتها تنظيم القاعدة المتنامي في اليمن الذي يمثل تهديدا لليمن ولكل بلدان العالم .

وأضافت " شراكتنا تتخطى جهود مكافحة الإرهاب. نحن لا نركز فقط على التهديدات ، على المدى القريب بل أيضاً على المدى البعيد.

وقالت " إن اليمن أعلنت مصفوفة من الإصلاحات ونحن نتطلع في المجتمع الدولي لنتائجها , وسنقوم بدعم القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية.

وقالت أن الحكومة الأمريكية تسعى لأن تكون اليمن بلدا أمنا وديمقراطيا , ويكون المجتمع المدني فيه مجتمعا فاعلا كي يستطيع الأفراد أن يعبروا عن أفكارهم بطرق سلمية , وأضافت أن حكومتها تعمل مع منظمات المجتمع المدني لحل الإختلالات السياسية .

كما عبرت عن أسفها لوجود إرهابيين ينطلقون من على الأراضي اليمنية من بينهم يمنيين وغير يمنيين وبعضهم أمريكيين .

وقالت أن المخاطر المحدقة باليمن تتجاوز القاعد, في إشارة لعدد من التحديات التي تقف أمام الحكومة اليمنية وذكرت منها " نضوب النفط ومشكلة شحه المياه ,والتدهور الاقتصادي " ..

وقالت إن الجيل القادم في اليمن سيكون تواقا للتعليم والبحث عن فرص العمل والاستقرار , وقالت نحن نريد يمنا مزدهرا ومستقرا وديمقراطي .

وحول الدعم الأمركي المقدم لليمن قالت وزيرة الخارجية الأمريكية " ان واشنطن رفعت سقف مساعداتها لليمن ثلاثة مرات عما كانت عليه من قبل .

وحول قضه الحوار بين المعارضة والحزب الحاكم في اليمن قالت هيلاري كيلنتون " نحن وبشدة مع الحوار الوطني وإصلاح النظام الانتخابي والتوافق الذي توصلت إلية الأحزاب , من أجل انتخابات عادلة وشاملة .

وقالت أن كبح المجتمع المدني هو كبح للشعب بأكمله .

كما أشادت بنجاح بطولة خليجي عشرين في اليمن وقالت أن الناس في الولايات المتحدة ألأمريكية كان يشاهدوا على شاشات التلفاز بطولة خليجي عشرين وعلقت على ذلك بالقول " أنتم حاصلون على دعمنا وتشجيعنا , وأنتم تستطيعون صناعة ألأمل والمستقبل " .

وفي اللقاء وجه عضو مجلس النواب اليمني صخر الوجيه مداخلة ساخنة صفق لها الحضور المشارك في اللقاء حيث قال " ان الإرهاب ينمو في ظل بيئة مناسبة وهي البيئة التي يوفرها النظام في اليمن المعتمد على الاستبداد والحكم الفردي الذي يمثل بيئة قوية حاضنة لنموه, كما أنتقد في سياق سؤاله التعديلات الدستورية التي أنفرد بها الحزب الحاكم في اليمن التي قال أنها تفضي باليمن الرجوع إلى عهد الإمامة لنصبح دولة ديمقراطية في ثوب ملكي .

ومضى صخر الوجيه متسائلا " عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في موقف السلطة والحزب الحاكم الذي اتخذوا خطوات نحو تعديلات دستورية تفرغ مضامين الديمقراطية وتمهد للتمديد أو التوريث.

من جانبها عبرت هيلاري كلينتون بالقول " إن الإدارة الأمريكية تؤيد بشدة مسار الحوار الوطني والإصلاح الانتخابي بما يؤسس لانتخابات حرة ونزيهة ومنصفة تحظى بمصداقية، وتمثل كل الأصوات المختلفة’ بحيث يمكن لتلك الأصوات أن تسمع بشكل سلمي وعلني .

وحول تساؤل رئيس منظمة هود للحقوق والحريات الأستاذ محمد ناجي علاو عن مستقبل اسري اليمن في معتقل غوانتنامو " قالت كلينتون " الرئيس أوباما ملتزم التزاما مطلقا على إغلاق معتقل غوانتنامو , لكنها أردفت بالقول هناك عدد من العراقيل والتعقيدات .

كما أثنت هيلاري على نجاح المملكة العربية السعودية في التعامل مع معتقليها في غوانتنامو وقالت أن التحدي مع أولئك ألأسرى هو تحدي أفكار وقد نجحت المملكة العربية السعودية في ذلك .

وحل قضايا الانتهاكات الموجودة في اليمن خاصة في قضايا الحقوق والحريات قالت وزير الخارجية الأمريكية " إذا لم يشعر الناس أن حقوقهم محترمة فربما ينقضوا على مجتمعاتهم , ومضت قائلة " علينا أن لا ننسى أن الهدف هو إيجاد مجتمع تحترم فيه كرامة الإنسان , وحقوق ألإنسان يجب أن تنبع أولا من داخل الإسره وفي المجتمع , علينا تأييد حقوق الإنسان وعلى وسائل الأعلام تغطية ذلك .