القات يهدد صحة اليمنيين ويعصف باقتصادهم

السبت 16 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 08 صباحاً / مأر ب برس - متابعات
عدد القراءات 3151

رغم المحاولات الحكومية الجادة للحد من انتشار ظاهرة تعاطي القات الا ان هذه المحاولات لم تركز الا على اضراره الصحية والزراعية وتجاهلت الوقت الذي يضيعه اليمنيون في مجالس القات.

وقدر تقرير حكومي حديث حجم الوقت المهدور في تعاطي القات في اليمن بسبعة مليارات ساعة عمل. واشار التقرير الى ان ما يربو عن 52 بالمئة من اليمنيين رجالا ونساء يقضون ساعات طويلة في مضغ اوراق القات طوال ساعات تبدأ من الواحدة أو الثالثة عصراً وتمتد الى العاشرة ليلا.

وزادت المساحات المزروعة بالقات خلال العقود الثلاثة الماضية ثمانية عشر مرة، اذ ارتفعت من سبعة آلاف هكتار عام 1970 الى مائة وسبعة وعشرين الف هكتار عام 2005 وتستهلك زراعة القات نحو 30 بالمئة من المياه المستخدمة في الزراعة.

ويقول عبد القادر باجمال رئيس الوزراء اليمني ان هناك اجماعا كاملا على ان القات هو آفة اجتماعية ينبغي القضاء عليها وخصوصاً التوعية بشأنها صحياً واجتماعيا واقتصادياً لدى الجيل الجديد.

ويضيف رئيس الوزراء اليمني «بأن المنسحبين من القات كثيرون، وانا واحد منهم وقد استبدلت القات منذ سنة ونصف بممارسة الرياضة».

ولا تنحصر الاضرار الصحية للقات في انواع امراض السرطان المتفشية في اوساط اليمنيين بسبب المبيدات والسموم التي ترش بها اشجار القات وانما ثمة امراض تنشأ في الجهاز الهضمي وامراض الكلى والفم واللثة وتشوهات عضلات.

وبالاضافة الى انه يتسبب في سوء التغذية الناجم عن فقدان الشهية، يؤثر القات على تغذية باقي افراد الاسرة بسبب انفاق نسبة 26 بالمئة من ميزانية الاسرة اليمنية على شراء القات.

ورغم تفاقم اضرار تعاطي القات تحولت هذه الظاهرة المستمرة في الانتشار الى معضلة اقتصادية اذ يبلغ اجمالي الانفاق السنوي عليها نحو 250 مليار ريال يمني وتوفر 500 الف فرصة عمل وليس لها اي اثر في زيادة الانتاج الغذائي ولاتشكل عائداتها اي اضافة الى اجمالي الدخل القومي.

كما ان توفير بدائل لزراعة القات والاستفادة من الوقت المهدور في تعاطيه يمثل تحديا حقيقياً للحكومات اليمنية المتعاقبة نظراً لتأصل هذه الظاهرة وارتباطها بالكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية المتجددة.

وقد اتخذت الحكومة اليمنية مؤخرا جملة من الاجراءات للحد من ظاهرة تعاطي القات منها مثلاُ رفع نسبة الضريبة على القات الى 30 بالمئة.

وهناك قلق حكومي من فشل جهودها للحد من ظاهرة القات خاصة وان هناك الكثير من المستفيدين والذين يمثلون قوى اجتماعية مؤثرة من شأنها ان تعمل على ارباك البرامج الحكومية للحد من ظاهرة القات.

وفي إطار آخر، اظهرت دراسات يمنية حديثة بان نسبة الفتيات اللواتي يتعاطين القات في ازدياد حتى وصلت الى 65 بالمئة وقد انتشرت ظاهرة تعاطي القات في اوساط الفتيات خاصة من عام 1990 كنوع من التعويض على عدم وجود بعض مظاهر الترفيه.

كما ان هناك عاملا اخرا ساعد على انتشار القات بشكل كبير في اوساط الفتيات وهو المناسبات الاجتماعية كالاعراس التي يتم استخدام القات فيها كنوع من الكرم والتباهي.