لحج: تبادل تصريحات نارية واتهامات بشأن الاستيلاء على إدارة أمن القبيطة.. وهدوء حذر يخيم على المنطقة

السبت 18 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- نشوان العثماني:
عدد القراءات 8916
لا تزال الأوضاع في منطقة كرش بمحافظة لحج, جنوب اليمن, دون أي تحسن بعد سيطرة مسلحين من قبائل الصبيحة على مبنى إدارة أمن مديرية القبيطة الواقع في ذات المنطقة, الأسبوع المنصرم, إلا أن بعض الوساطات القبلية ما زالت تجري على قدم وساق أملا في التوصل إلى حلول.
وقال الشيخ عبد الله عبد الجليل- أحد مشايخ ووجهاء مديرية القبيطة إنه التقى صبيحة اليوم السبت بالشيخ حازم طمبح, الذي يستولي رجاله على إدارة أمن القبيطة, مشيرا إلى أنه تقدم بوساطة شخصية في سبيل التوصل إلى حلول للقضية التي ما زالت تداعياتها تتصاعد بين القبائل والسلطة المحلية.
وأضاف عبد الجليل لـ"مأرب برس" أنه اقترح على طمبح ورجال القبائل إخلاء إدارة أمن القبيطة في كرش مقابل التقدم بمطالبهم إلى قيادة المحافظة والسلطات المحلية.
وأوضح عبد الجليل أنه يهدف من خلال توسطه إلى إبداء حسن النية تجاه الأطراف المختلفة, منوها إلى أنه بصفته الاعتبارية يريد للقضية أن تجد لها حلا سلميا حتى لا تأخذ أبعادا أخرى؛ حرصا على اجتماع الناس.
وألمح إلى أن القبائل طرحت مطالبها على السلطات المحلية ممثلة بعشر نقاط, تأتي من أبرزها إلقاء القبض على قتلة الجنديين "صدام فيصل علي عماد", و"فيصل عبد محمد", اللذين لقيا مصرعيهما في مديرية الحبيلين في الـ4 من الشهر الجاري, إضافة إلى تعيين العقيد حازم طمبح مديرا لإدارة أمن القبيطة, إلا أنه تحفظ عن بقية النقاط حتى معرفة رد قيادة المحافظة عن المطلبين السابقين.
من جهته أكد الشيخ حازم طمبح قبوله مقترحات الشيخ عبد الله عبد الجيل, مشيرا إلى أنه يريد حلولا سلمية للقضية, آملا من قيادة محافظة لحج تفهم الأمر.
إلا انه لم يشر, في اتصال هاتفي لـ"مأرب برس" عما إذا كان قد قبل بمسألة الانسحاب من إدارة الأمن أم لا, إلا أنه أكد أنه يتواجد حاليا خارج مبنى الإدارة في منزل أحد الأعيان هناك, منوها إلى أن إدارة الأمن تمارس عملها بشكل طبيعي.
وكان وكيل أول محافظة لحج ياسر اليماني قد التقى بالشيخ حازم طمبح أمس الجمعة في كرش, إلا أنه لم يبد جديدا يذكر, مشيرا إلى أنه أتى ليسمع مطالب القبائل لرفعها إلى إدارة المحافظة.
إلى ذلك تبادل العقيد عباس مهدي- مدير أمن مديرية القبيطة الحالي, والعقيد حازم طمبح المستولي على إدارة أمن المديرية منذ أيام, تصريحات نارية واتهامات.
حيث قال مهدي إن حازم طمبح وكافة المسلحين الذين استولوا على إدارة الأمن, وعددهم ينيف على 250 مسلحا, مطلوبين أمنيا, وتم توزيع أسمائهم على كافة النقاط الأمنية في عموم الجمهورية, مطالبا إدارة محافظة لحج بنقل مقر إدارة الأمن من منطقة كرش إلى منطقة الشريجة.
وأضاف لـ"مأرب برس" أن قبائل الصبيحة في كرش لا تشكل رقما في مديرية القبيطة الواسعة والمقسمة إلى أكثر من دائرتين انتخابيتين, متهما طمبح بأنه مطلوب أمنيا على ذمة قضايا سابقة, مشيرا إلى أنه كان قد ارتكبها إبان توليه إدارة أمن مديرية حبيل سابقا, حد تعبيره.
وقال: "فيما يتعلق بالشهداء الذين سقطوا في مديرية الحبيلين, بداية سبتمبر الحالي, فهم شهداؤنا جميعا", مضيفا أن حازم طمبح يريد استغلال دم الشهداء لمصالح شخصية, لافتا إلى أن الأخير يبحث عن منصب مدير أمن القبيطة منذ زمن, حد قوله.
إلى ذلك نفى الشيخ حازم طمبح صحة المعلومات التي أوردها مهدي, منوها إلى أنه لم يُطلب أمنيا من أي جهة حتى الآن, "واسألوا كل الجهات الأمنية وذات العلاقة عن صحة هذا الكلام".
وقال لـ"مأرب برس" إن مهدي غير مرغوب به "لا في الشريجة, ولا في كرش", مضيفا أن ما تحدث به الأخير يعد رأيا شخصيا لا يعبر عن الجهات المعنية في المحافظة, حد تعبيره.
ويخيم هدوء حذر على أجواء المنطقة, في حين أنه لم تسجل حتى الآن أي اشتباكات بين المسلحين والسلطات العسكرية, فيما يأمل مشايخ ووجهاء المنطقة بالتوصل إلى حلول مع قيادة المحافظة بشأن مطالب قبائل الصبيحة في كرش التي يستولي رجالها على مقر إدارة الأمن منذ الأربعاء الفائت, 15/9/2010م.
يذكر أن الجندي "صدام فيصل علي عماد" كان قد قتل في المواجهات التي اندلعت بين عناصر من الحراك الجنوبي والسلطات الأمنية, عصر السبت, 4/9/2010م, وسط شارع مديرية الحبيلين, في حين قتل "فيصل عبد محمد" في المواجهات التي جرت في منطقة الربوة على مدخل مديرية حبيل جبر فجر اليوم ذاته, وكلا المديريتين تتبعان محافظة لحج, جنوب اليمن.
وتتهم قبائل الصبيحة في كرش أبناء ردفان بالتواطؤ في قتل الجنديين "صدام", و"فيصل", مطالبة السلطة بالقبض على قتلة الجنديين, مهددة بـ"خيارات مفتوحة" إذا لم تتم الاستجابة لطلباتها. في حين كانت قد وجهت نداء إلى أبنائها الضباط والجنود المتواجدين في ردفان ويافع والضالع بالعودة إلى ديارهم بسبب ما قالت إنهم يذهبون ضحية الصراع بين الحراك الجنوبي والسلطة.
*الصورة لمبنى إدارة أمن القبيطة في كرش.
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن