العائلات الفلسطينية تشارك.. والمهمشون يصفون سوق التسول بالكاسد

الجمعة 10 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 12 صباحاً / المكلا- مأرب برس- مجدي بازياد:
عدد القراءات 12418

تبدو ظاهرة التسول (الشحاتة) إحدى الظواهر السلبية البارزة التي تغزو مدينة المكلا خلال أيام شهر رمضان الفضيل, ويتوافد على حضرموت عموما وحاضرتها المكلا تحديدا حشود من المتسولين وممتهني الشحاتة, وهم يحملون أحلاماً وردية عن أبناء حضرموت الذين يرفلون في الغناء الفاحش..

وتجذّر في أذهان أولئك القادمين من كل حدب وصوب السمعة التي اشتهر بها الحضارم الغارقين في الثراء حتى آذانهم، فكانت المكلا مسرحا لاستثمار أيام الشهر الفضيل في ملئ الجيوب بما يجود به أهل الخير والعطاء والإحسان وباتت ساحة لمعارك المتسولين مع المواطنين وفيما بينهم لكسب القليل من المال عندما يطلبون حق الله مستفيدين من عاهات ابتلوا بها, عبر تقارير ووصفات طبية مملوءة بأختام من أعلاها إلى أسفلها في جو تتعرض فيه المكلا خلال الشهر الفضيل لعملية غزو منظمة من الجهات الأربع من قبل أولئك المستجدين كرم أهل المدينة، ليعسكروا في شوارعها وأزقتها ومساجدها وحينها أنت مدعو للاستماع لتلاوة شكاوى تمتزج فيها دموع التماسيح بسيمفونية أخوكم من قبيلة بني... قدر الله عليه... إلخ.

وتتلى الدعوات من منطلق حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة, يتفنن فيها المتسولون في إبراز مهاراتهم وخبراتهم في كسب عطف المصلين في المساجد, والمارين بين الأزقة والشوارع, لتجد الدعوات تتوالى لإعلاء شأنك ومكانتك على سبيل ربنا يحفظ أولادك ويهزم أعدائك وينصرك على حسادك, حتى إذا مررت بجانبهم يلفك الصمت ولم تجد بشي من حق الله كان الحال: "ربنا يعميك ولا تشوف الخير بحياتك قادر يا كريم".

وينوع المتسولون والشحاتون من أساليبهم للظفر بأرزاقهم في الشهر الفضيل, وحجر الزاوية ترقيق القلوب وجذب الانتباه, فمنهم من يعرض أطفاله وهم في حالة يرثى لها, وآخر يعرض أباه أو أمه المريضة وهي تأنّ في إحدى الطرقات والشوارع, بينما ابتكر آخرون أساليب جديدة تتمثل في استخدام الهواتف النقالة لتحديد مواقع العمل على خارطة التسول المرسومة أمام المحلات التجارية ومحلات الصرافة والجولات ومواقع البنك الآلي والشركات والمؤسسات والانقضاض على من يلوح بأية عملة بين يديه، كما تظهر جليا الطوابير الطويلة التي تقف على عتبات بيت رجال الخير.

وشوهد في السنوات الأخيرة قدوم عائلات فلسطينية إلى المكلا في رمضان فقط للانضمام إلى ركب العائلات اليمنية القادمة من محافظات أخرى للظفر بما تجود به نفوس أبناء المكلا الذين يغرقون بين آلام الديون وبلاوي الأسعار ولسان حالهم يقول للمتسولين: "الحال من بعضه وخلوها مستورة".

أحد المتسولين القادمين من محافظة مجاورة لحضرموت قال إن سبب اختيار مدينة المكلا لتنفيذ مخططاتهم جاء نظرا لما يتمتع به أبناء حضرموت من حسن التعامل وحبهم للصدقة, لكنه عاد ليؤكد أن سوق التسول في المكلا بات كاسدا بعد دخول أولاد الحرام, حسب وصفه, في اللعبة, محملا "الحكومة التي تتغنى بإستراتيجية مكافحة الفقر المسؤولية كاملة فيما يتعرض له المواطنون من شظف العيش في ظل البحبوحة التي يغرق فيها المسئولون حتى رؤوسهم".

وفي سؤال لأحد أبناء مدينة المكلا عن رأيه في تزايد أعداد المتسولين والشحاتين في شهر رمضان الفضيل, أجاب بعصبية واضحة "غالبيتهم كذابين, هم يحسبوننا نغرف من بئر مليانة فلوس ومش عارفين أن الكثير من الأسر والأشخاص في المكلا أفق رمنهم بكثير, لكن العفة هي التي تمنعهم من الخروج للتسول والشحاتة".

ودعا السلطة المحلية بالمحافظة ومديرية مدينة المكلا إلى القيام بدورها ومحاربة هذه الظاهرة السلبية والحد منها, مضيفا أن "بعض هؤلاء المتسولين لا يأتون إلى المكلا بهدف التسول فقط, بل يقوم بعضهم بالسرقة والنشل ونشر العديد من العادات السيئة في أوساط المجتمع, الأمر الذي سيؤثر على النسيج الاجتماعي للمكلا وحضرموت بشكل عام".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن