45% لا يقرون حق المرأة في المشاركة السياسية في أول دراسة اجتماعية شاملة

السبت 26 أغسطس-آب 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس/ الشرق الأوسط
عدد القراءات 5208

كشفت دراسة اجتماعية حديثة حول قضايا وهموم واتجاهات الشباب في اليمن عن مؤشرات مهمة في ما يخص نظرتهم لدورهم الاجتماعي ومشاركتهم في الحياة السياسية بالاضافة الى موقفهم من حقوق المرأة ومشاركتها في الانتخابات والحياة بشكل عام. واوضحت الدراسة التي اعدها الدكتور حمود صالح العودي استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء ان 66 بالمائة من الشباب في اليمن يرزحون تحت نير الامية الابجدية والمعرفية، فنحو 39 بالمائة من الفئة المبحوثة متسربون من المدراس دون اكمال التعليم الاساسي و27 بالمائة لم يلتحقوا بالمدارس اصلا. ولفتت الدراسة الى خطورة هذا المؤشر ودوره في حرمان قطاع الشباب الذي يشكل 45 بالمائة من اجمالي عدد السكان من تحقيق طموحاتهم والمساهمة بشكل فعال في عملية التنمية والبناء، خاصة ان الدراسة بينت ان 47 بالمائة من الشباب يروون ان اهم فائدة من التعليم هى الحصول على فرصة عمل. وقال 48 بالمائة منهم ان متطلبات رفع مستوى التعليم وتحديث المعارف هي توفير معلمين اكفاء، فيما رأى 45 بالمائة ان تطوير وتحديث المناهج هو من اهم المتطلبات. وتشير الدراسة التي هى الاولى من نوعها الى ان اهم القضايا التي تتصدر هموم الشباب اليمني هي البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة، حيث اكد 27 بالمائة ان المشكلات الاقتصادية اهم من المشكلات السكانية ورأى 23 بالمائة ان البطالة تعد الاهم بعد تفاقم معدلاتها بشكل لافت في السنوات الاخيرة لتصل الى 27 بالمائة من اجمالي قوة العمل في البلاد لكن الاهم في هذا السياق ان 2.6 بالمائة فقط من الفئة التي شملتها الدراسة اقروا بعدم وجود توازن بين معدل نمو السكان والموارد المتاحة وان 2.9 بالمائة فقط لديهم شعور بوجود مشكلات بيئية. وحسب الدراسة فان هذين المؤشرين يعدان الاخطر لانهما يعكسان تدني الوعي لدى الشباب بأهم قضيتين تواجهان التنمية المستدامة في البلاد، وهما النمو السكاني المتسارع في ظل موارد محدودة وتفاقم المشكلات البيئية نتيجة الاستخدام الجائر لهذه الموارد.

ويعزز هذا الاتجاة تاكيد 59 بالمائة من الشباب ان البطالة والتشغيل من اهم اولوياتهم والمدخل الحاسم لمشكلاتهم خاصة في الريف.

وفي ما يتعلق باهمية المشاركة في الانتخابات العامة اكد 80 بالمائة اهمية هذه المشاركة وهذا مؤشر ايجابي يعكس زيادة مستوى الوعي باهمية المشاركة في الحياة السياسية ويعزز ذلك ان 82 بالمائة اقروا اهمية مشاركة الشباب في الحياة العامة و70 بالمائة قالوا بتاثير مشاركتهم في حسم نتائج الانتخابات لكن ذلك لا يعني عدم وجود قطاعات عريضة لها موقفها من المشاركة في الانتخابات.

وارجع 26 بالمائة عدم الحرص على المشاركة في الانتخابات الى تفشي الأمية في اوساط الشباب وعدم سماح الاباء بالمشاركة وهذا يخص الفتيات غالبا مع عدم تجاهل ان 20 بالمائة غير مقتنعين بجدوى المشاركة او لانهم لا يعرفون سببا لهذه المشاركة.

ويبقى الاهم الذي كشفت عنه الدراسة هو موقف الشباب من مشاركة المرأة في الحياة بصفة عامة والانتخابات بصفة خاصة، فنحو 66 بالمائة من افراد العينة اقروا باهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، لكن في ما يخص تاثير مشاركتها في نتائج الانتخابات اكد 55 بالمائة بهذا التاثير فيما راى 45 بالمائة عدم تاثيرها لانهم لا يعترفون بحق المراة في المشاركة وهي نسبة عالية وتشكل عائقا امام التنمية الاجتماعية والممارسة الديمقراطية. وحول تدنى مشاركة النساء في الانتخابات ارجع 32 بالمائة ذلك الى ممانعة الازواج وقال 5 بالمائة ان الامر يرجع لبعد المراكز الانتخابية. اما في ما يخص موقف الشباب من حقوق المرأة فقد كشفت الدراسة ان 53 بالمائة يقرون بحقوق متساوية للمرأة مع الرجل فيما يرفض 41 بالمائة مبدأ الحقوق المتساوية