سترات المشرفين وأجهزة لاسلكية: مشجعان يتنكران كأمن ويُطردان من الملاعب لثلاث سنوات
باكستان تُعدّل دستورها: تعزيز صلاحيات الجيش وتقليص نفوذ القضاء وسط تحذيرات من تقويض الديمقراطية
الإدارة الأميركية تفرض عقوبات على شبكات إيرانية لشراء مكونات الصواريخ والطائرات المسيرة
رئيس وزراء اليمن يستعرض مع الحكومة البريطانية دعم الإصلاحات الاقتصادية ومؤتمرات الصحة والطاقة
اليمن يطالب بالدعم الإقليمي والدولي للإصلاحات الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية
مبعوث الأمم المتحدة يتحدث عن حل سياسي شامل يمثل أولوية قصوى في اليمن
وزارة الأوقاف اليمنية: شهادة اللياقة الصحية أصبحت شرطًا إلزاميًا لإصدار تأشيرة الحج
رئيس مؤتمر مأرب الجامع: السلام الحقيقي في اليمن هو استعادة الدولة لا الهدنة المؤقتة وأي تسوية سياسية بلا مشاركة مأرب لن تُكتب لها الاستدامة
تصاعد التوترات والانقسامات داخل جماعة الحوثي
مليشيا الحوثي تداهم مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتحتجز الأجانب باسم «التخابر» وتصادر جوالات كافة الموظفين

لم يعد التأثير السلبي للهواتف على النوم مجرد قضية طبية فحسب، بل أصبح أيضًا ظاهرة اجتماعية تعبّر عن نمط الحياة الحديثة الذي بات يربط الأفراد بأجهزتهم في كل لحظة من اليوم، حتى أثناء الاستعداد للنوم، فالكثير يجدون صعوبة في الانفصال عن هواتفهم، إذ تحولت الشاشة الصغيرة إلى وسيلة للتسلية والتواصل ومصدر للراحة قبل النوم، لكن هذا الارتباط المفرط خلق ما يُعرف بـ"قلق الانفصال الرقمي"، حيث يشعر الفرد بعدم الارتياح إذا لم يتفقد هاتفه قبل النوم أو فور استيقاظه.
ويشير علماء النفس إلى أن هذه الحالة تبقي الدماغ في حالة يقظة مستمرة، مما يمنعه من الدخول في مراحل النوم العميق الضرورية لترميم الجسم واستعادة التوازن الذهني، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية قبل النوم أصبح يؤثر بشكل ملموس على جودة النوم والصحة العامة للأفراد.
وأوضح خبراء النوم أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف والأجهزة اللوحية يثبط إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم الطبيعية، ما يؤدي إلى صعوبة الاستغراق في النوم والشعور بالتعب والإرهاق في اليوم التالي.
وأشار الباحثون إلى أن الاعتماد على الهاتف قبل النوم لا يقتصر تأثيره على قلة النوم فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والإنتاجية اليومية، إذ يمكن أن يزيد من مستويات التوتر والقلق ويضعف القدرة على التركيز، وقد لاحظت بعض الدراسات أن الأفراد الذين يستخدمون هواتفهم لمدة ساعة قبل النوم يواجهون اضطرابات في النوم أكثر بنسبة تصل إلى 40%، مقارنة بمن يبتعدون عن الأجهزة الإلكترونية.
ولتقليل هذه الآثار السلبية، نصح خبراء الصحة بإيقاف استخدام الهواتف قبل ساعة على الأقل من موعد النوم، أو تفعيل وضع الإضاءة الليلية الذي يقلل من انبعاث الضوء الأزرق، كما يمكن الاستعاضة عن تصفح الهاتف بأنشطة مهدئة مثل القراءة أو الاستماع لموسيقى هادئة، وأكدت الدراسات أن هذه العادات البسيطة يمكن أن تحسن جودة النوم بشكل كبير، وتزيد من النشاط والطاقة خلال اليوم التالي، كما تساهم في الحفاظ على الصحة العامة والراحة النفسية.
ومع تزايد الاعتماد على الهواتف في الحياة اليومية، يصبح الوعي بهذه المخاطر والالتزام بالعادات الصحية ضرورة ملحّة للحفاظ على النوم الجيد والرفاهية النفسية، فالنوم لم يعد مجرد وقت للراحة، بل هو أحد أعمدة الصحة التي تتأثر بكل تفاصيل السلوك الرقمي المعاصر، في نهاية المطاف، لا يحتاج الإنسان إلى ضوء شاشة قبل نومه بقدر ما يحتاج إلى ظلامٍ يعيد إليه توازنه الداخلي، إن إغلاق الهاتف قبل النوم ليس ترفًا، بل خطوة صغيرة نحو راحة أعمق ويوم أكثر صفاء، فليكن الليل وقتًا للسكينة، لا امتدادًا لصخب النهار الرقمي.