لم يكن يعلم أن تلك الرحلة التي طالما طمح بها منذ نعومة اظفارة للدراسة بماليزيا كانت تخبئ ورائها أقدار ومصير محتوم ربما لم يتوقعها في حياته قط ...

قبل عامين ونيف تقريبا قدم وديع رياض حميدان وهو في ربيعه ال18 من العمر على التو من إنهائهما برنامج الثانوية العامة وأخيه للدراسة بماليزيا يلازمان بعض طوال فترة الاغتراب بحلوها ومرها ...آملين وطامحين العودة ذات يوم يحملون المؤهل الدراسي المتفوق المفعم بذكريات لن تنسى..,,, غير أن الأقدار لم تمهلهما حتى نزلت كالصاعقة وفرقت بينهما إلى الأبد....

كعادته يملؤه التفاؤل صحا وديع مبكرا ليخرج من منزله الاحد الماضي ولكن هذه المرة في غياب أخيه فكان الخروج الأخير حينما شرع مسرعا يقود سيارته بغية منه اللحاق بالمحاضرة بجامعة ال(مولتي ميديا) سيبرجايا -35 كيلو متر إلى الجنوب من العاصمة الماليزية كوالالامبور-وهو طالب دراسات جامعية تحت تخصص إدارة مالية وبنوك- ..غير أن المصير المشئوم كان بأنتضاره هناك في طريق الموت حيث اصطدمت سيارته بسيارة أخرى عندها غمضت عينا وديع مغمضة معها روحه التي فارقت جسده على التو من الحادث المروع تاركا ورائه أخا مكلوما وأبا مفجوعا لم يقوى على سماع النبأ المؤلم وأسرة حزينة تنتظر فقيدها القادم من ماليزيا جوا يتوسده صندوق الموت ....

السفير اليمني بماليزيا عبدا لله المنتصر أكد: أن السفارة تابعت إجراءات التحقيقات في هذا الحادث الناتج عن أسباب مرورية طبيعية مشيرا إلى أن السفارة تواصلت مع والد الطالب المتوفى جراء الحادث والذي يقيم في المملكة العربية السعودية كما جرى التنسيق مع مكتب اليمنية بكوالالامبور لإرسال الجثة إلى اليمن في رحلة الخطوط الجوية اليمنية الخميس القادم ...

يشار إلى أن الحوادث المرورية في ماليزيا تصدرت مؤخرا أرقام كبيرة تتناولها الصحافة الماليزية يوميا ضمن إخبار الحوادث التي يذهب الكثير منها ضحايا أو إصابات خطيرة أكانوا ماليزيين أو أجانب فقبل أسبوع فقط لقي طالب أردني حتفه في حادث مروري وذلك قبل مناقشة رسالته للدكتوراه بيوم واحد فقط فيما توفي طالبان يمنيان هما الشميري والحاشدي - كانا يدرسان بنفس الجامعة التي درس بها وديع حميدان- نتيجة حوادث مرورية حصلت في أوقات متفاوتة قبل سنوات على الخط الرئيسي كوالالامبور- المطار الدولي حد تصريح رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين بماليزيا عبدا لله شداد.