تظاهر الألآف من أبناء محافظة الضالع وأبين ويافع وحبيلين لحج – اليوم السبت- للتنديد بما أسموها مجزرة المحفد، وقال مراسل مأرب برس في الضالع أن المتظاهرين خرجوا بالشارع العام للمحافظة، مرددين الهتافات المدينة للحادثة ورافعين الشارات السوداء تعبيرا عن الحزن، لتلك الحادثة التي قالت السلطة أنها إستهدفت معسكرات لتدريب القاعدة في منطقة المعجالة بمحفد محافظة أبين، فيما أكدت المصادر المحلية أن أكثر من 60 شخصا بينهم أكثر من 40 شخصا من الأطفال والنساء والمسنين، قد سقطوا قتلى في تلك العملية التي نفذتها 16 طائرة حربية أمس الأول الخميس- وفق ما أورده موقع الجزيزة نت. وفي حين دعت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في تلك الغارة الجوية وراح ضحيتها عشرات القتلى من النساء والأطفال والمسنين". وفي الحبيلين بردفان ويافع وأبين فقد خرج المتظاهرون في مسيرات إحتجاجية لم تسفر هي الأخرى عن أي إصابات أو أعمال شغب تذكر، غير أن المتظاهرون حملوا السلطة مسؤولية ماوصفوها بالعملية البربرية والوحشية بحق المواطنيين الأبرياء في أبين، محملين إياها مسؤوليتها ومطالبين بتشكيل لجان خارجية ودولية للتحقيق وتقصي الحقائق حول ماجرى للمواطنيين بمنطقة المعجالة ، ومؤكدين على ضرورة جمع التبرعات والدعم والمواساة للمتضررين من ذلك القصف.

معتبرين في ذات الوقت-إن الضربة ثمثل رسالة للحراك الجنوبي وقياداته بلجوء السلطة إلى القوة والضرب بيد من حديد وإجبارهم على التخلي عن أفكارهم المتعلقة بالحراك ولو بالقوة.

وفي محافظة عدن تظاهر العشرات ليلة أمس الأول بمديرية خور مكسر للتنديد بالعملية، وشرعوا في قطع طريق المملاح الرابط بين مديريتي الشيخ وخور مكسر غير أن تدخل قوات الأمن وإطلاقها للرصاص والحي والقنابل المسيلة للدموع وإصابة شخص من المتظاهرين- حال دون استمرارهم في قطع الطريق ومواصلتهم للتظاهر- حسب تأكيدات المصادر المحلية.

وكانت اللجنة الأمنية العليا قد باركت العملية- يوم أمس- مؤكدة انها إستهدفت القاعدة في المعجالة وأرحب وأمانة العاصمة. وبينما أشاد مجلس الدفاع الوطني بتنفيذها وإعتبارها قاصمة للعناصر الإرهابية،فقد عبرت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع عن إدانتها والشديدة لما وصفتها بـ"المجزرة التي ارتكبتها السلطة، مسترخصة النفس وإدمان القتل ولا تتورع في ارتكاب جريمة ت لو أخرى وكل يوم تثبت بأنها غير مؤهلة لإدارة البلاد"- وفق تعبير البلاغ.

وقالت في بيان لها – تلقى مأرب برس نسخه منه – :"أن السلطة التي أهدرت ثروات البلاد وأزهقت أرواح مواطنيها في بروفة الحرب مع الحوثيين ؛ ليس بغريب عنها مجزرة الخميس الماضي بمحافظة أبين والتي ارتكبت بحجة ملاحقة تنظيم القاعدة الذي يعرف القاصي والداني بأنه صناعة سلطوية بامتياز".

وأشارالبيان إلى أن الهدف من وراء ما وصفه بـ"ترويج أجهزة إعلام السلطة لمحاربة تنظيم القاعدة ونجاحها في توجيه الضربات له ؛ إنما يهدف للحصول على المعونات والقروض وفتح الأفق المسدود للسلطة التي فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي منجزات تذكر ، غير الحروب الأهلية واعتقال الناشطين السياسيين ومحاكمة الصحفيين وإغلاق الصحف والتضييق على حرية الرأي وتمييع الديمقراطية والاستئث ار بالسلطة والثروة"- وفق البلاغ.

وأضاف مشترك الضالع:" أن السلطة لا بهمها مصير الوطن ومصلحة الشعب ؛ بقدر ما يهمها الحفاظ على الكرسي وتعبيد الطريق إلى التوريث ولو على أشلاء ودماء أبناء الشعب التي تسيل شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، ومع هذا وذاك تلقي جزافا باتهاماتها للآخرين ونعتهم بالخيانة والعمالة والارتزاق مع أنها هي من فرطت في السيادة الوطنية وأنتجت الحروب والفقر والجهل والمرض". حسب نص البلاغ.