تقرير ألماني يؤكد صعوبة انتهاء الحرب على الحدود اليمنية السعودية

الأحد 13 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 12 مساءً / مأرب برس- ترجمة خاصة/ محمد الثور:
عدد القراءات 12974

قال تقرير ألماني إن المتمردين الحوثيين يستخدمون حيلا مختلفة متنكرين في أزياء نسائية، وأحيانا في ثياب الإحرام, كما أنهم يثبتون الأضواء على الحمير لتحويل الانتباه عن تحركاتهم ليلا، ويرسلون الأطفال كفرق للاستطلاع.

وأضاف التقرير, الذي أتى تحت عنوان "عرب ضد عرب", أن المجموعات المقاتلة على الحدود السعودية تتكون من 10 إلى 20 شخصا، وكانت قد قامت قبل ما يزيد عن خمسة أسابيع بأول عملية اقتحام لمناطق سعودية حيث أطلقت النار على حرس الحدود, مشيرا إلى أنه منذ سيطرة الحوثيين على أجزاء سعودية, فر ما يقارب 15 ألف شخص, من 250 قرية, نحو الداخل السعودي ولجئوا إلى مخيمات أنشئت على عُجالة, حسب وصف التقرير.

وأكد التقرير الذي نشرته صحيفة دير فيلت شبيغيل الألمانية أنه من الصعب الحديث عن انتهاء الحرب قريبا، فالقتال يتصاعد بين القوات السعودية والحوثيين الشيعة وهو صراع, طبقا للتقرير, يمكن أن يتصاعد إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران, مشيرا إلى أن المملكة تشهد أكبر عملية انتشار عسكري منذ حرب الخليج الثانية 1991, حيث تشارك طائرات حربية من طراز (اف15) ومروحيات الـ(أباتشي) في قصف الحوثيين المتواجدين في عمق 200 كيلومتر داخل الأراضي اليمنية، في حين ذكر التقرير أن سفن الحربية السعودية تجوب قبالة السواحل اليمنية؛ لقطع إمدادات الحوثيين بالأسلحة من الخارج, إلا أن عشرات الجنود السعوديين قتلوا, فيما فُقِد عدد آخر منهم, حد قول التقرير الذي أوضح أن مهمة وقف تسلل المتمردين قد فشلت.

السعوديون يتهمون إيران بدعم الحوثيين

إلى ذلك, قال التقرير الذي نشرته دير فيلت شبيجل الألمانية إن اليمن أصبحت مهددة بالتمزق و التوجه نحو الهاوية, منذ بداية عملية "الأرض المحروقة" التي قامت بها الحكومة المركزية في صنعاء ضد الشيعة في الشمال, في حين أن القيادة في الرياض تتهم عدوتها اللدودة طهران بدعم التمرد الحوثي بالمال و السلاح لتثبيته على غرار نموذج حزب الله اللبناني ليكون أداة في الخاصرة الجنوبية للمملكة، حد تعبير التقرير.

وأضاف أن المملكة متوجسة أيضا من تسلل عناصر القاعدة، حيث ينشط ما يقارب 200 عنصرا في اليمن، بما في ذلك عشرة معتقلين سعوديين سابقين في غوانتانامو فروا من البرنامج الرسمي لإعادة تأهيلهم, منوها إلى قلق السعودية المتزايد منذ أن حاول إرهابي قتل نائب وزير الداخلية السعودي محمد بن نائف, قبل ثلاثة أشهر.

وذكر التقرير أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قام الأسبوع الماضي, وللمرة الأولى, بزيارة شخصية لساحة المعركة على متن سيارة رباعية الدفع مكشوفة, في حين وعد الرئيسُ علي عبد الله صالح ببناء 10 ألف وحدة سكنية لرعاية المشردين جراء حرب صعدة.

من جانبه قال الجنرال السعودي السابق أنور عشقي- رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة, "إن المشكلة في اليمن تتيح لنا الفرصة لحل مشكلة حدودنا", في الوقت الذي يتحدث فيه مجلس الأمن الوطني في المملكة عن أن الحكومة تدرس إخلاء جميع القرى في المنطقة الحدودية, وبناء سياج بتكنولوجيا عالية وبطول عشرين كيلو مترا,إضافة إلى إنشاء منطقة عازلة.

من دولة مالي إلى السعودية عبر اليمن

وتطرق التقرير في حيدثه إلى أن صعوبة التحكم في الحدود الممتدة لـ 1800 كم بين صحراء قاحلة وسلاسل جبلية عالية يصل ارتفاعها إلى 3000 متر، إضافة إلى مناطق أخرى ذات الكثافة سكانية عالية.

وتقدر الرياض, بحسب تقرير الصحيفة الألمانية, أن ألف إلى ألفي شخص يعبرون تلك المناطق يوميا بطريقة غير مشروعة في الأوقات العادية, في حين تقوم المملكة كل عام بترحيل أكثر من مئة ألف من المهاجرين إلى اليمن، أغلبهم يعمل في مواسم حصاد التمور.

ويقول مراقب غربي "بإمكان أي شخص العبور من دولة مالي حتى الرياض دو أن يتعرض للفحص". في الوقت الذي يمتد فيه حزام الدول الفاشلة من غرب أفريقيا حتى شبه الجزيرة العربية.

وأورد التقرير معلومات تتحدث عن أن شركة (اي ايه دي اس) الأوروبية تعمل الآن على بنا سياج منيع على الحدود من الجانب العراقي, لكن سكان المناطق الحدودية في اليمن يرفضون ذلك؛ لأن العديد منهم يعيشون من التهريب و العمالة الموسمية غير المشروعة, على حد تعبيره.

ويعلق رحاب مسعود- نائب مساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي بقوله "لسوء الحظ فقد وصلنا إلى هذا الجوار", مضيفا, أنه "من الأمثل لو انتقلنا ببلادنا في مكان ما بين الدنمارك والسويد", على حد تعبيره.

*الصورة: الملك عبد الله في طريقه لزيارة أرض المعركة الأسبوع الماضي.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن