تطوارات مفاجئة وغير مسبوقة .. السعودية تسارع خطاها في سباق الأمتار الأخيرة نحو إكسبو 2030

الأحد 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 2043

 لا يبدو التجول في ساحة "بافليون فاندوم" ومحيطها في باريس كما لو كنت تتجول في العاصمة الفرنسية فعلاً، إذ تسيطر الثقافة السعودية، أحد المرشحين لاستضافة "إكسبو 2030" على أجواء اجتماع الجمعية العمومية، التي ينتظر أن تعلن عن اسم الفائز بالاستضافة خلال أيام.

إذ تستغل الدولة الخليجية التي تستثمر في القطاع السياحي بشكل موسع أخيراً حضورها في المناسبة للترويج لامتيازاتها النوعية وسط شتاء باريس القارس، عبر إهداء الضيوف عباءات "الفروة" الشتوية التي يرتديها السعوديون لاتقاء الشتاء، رمزية للبديل الدافئ الذي تقدمه المواقع السياحية السعودية للباحثين عن وجهات خارج دول الشتاء.

ويستهلك الزوار الثقافة السعودية منذ وصولهم إلى أماكن الفعاليات المتنوعة، ابتداءً من الضيافة إلى الأزياء والموائد الرئيسة، وصولاً إلى الأجواء الاحتفالية التي يلاقونها في المكان.

مغازلة الجمهور فمنذ الوصول يبرز مقدمو القهوة بثياب تكسوها "الصاية" المنقوشة والأشمغة السعودية، يحملون دلالاً ذهبية وفضية لتقديم القهوة الخولانية وأطباق التمر السعودي للضيوف وفق قواعد الضيافة الشعبية في المملكة.

ويشارك المرتادون في صفوف الألعاب الشعبية والرقصات الفلكلورية التي تقام في ردهات المعرض، على إيقاعات الخبيتي والمجرور والعرضة وغيرها من الفنون التقليدية.

وتختم الوفود الزيارة بالجلوس على مائدة العشاء، التي تحمل في قوائمها أطباقاً سعودية متنوعة مثل "الكبسة والجريش والمرقوق" مقدمة بشكل عصري.

وكانت هيئة تطوير مدينة الرياض مديرة مشروع الاستضافة، أقامت أخيراً في باريس فعالية لتعريف المندوبين في مكتب المعارض الدولي بالمملكة، وموروثها في الضيافة والأزياء والموسيقى قبيل انعقاد الجمعية العمومية الـ173 للمكتب لحسم قرارها، فيما تنتظم جهود قطاعات البلاد كافة في سبيل كسب العاصمة رهان استضافة معرض "إكسبو 2030" الذي وصلت منافساته إلى الأمتار الأخيرة بين روما الإيطالية وبوزان الكورية والرياض السعودية، التي تترقب إعلان النتائج في باريس الثلاثاء المقبل، الموافق الـ28 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وسط حراك حثيث داخل مدينة الأنوار، التي استحال قلبها النابض مجالاً رحباً للضيافة والثقافة والسياحة السعودية، تحملها الواجهات ومركبات الأجرة، والمتاحف.

"قصة القرن" وكانت الرياض حددت منذ وقت مبكر موعداً مع نفسها والعالم، لرواية "قصة القرن" يوم أعلنت 2030 عنواناً لرؤيتها التي صارت حديث المجالس والفرص والقمم، بعد أن شاعت بين الأمم خريطتها لبناء "مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح".

القصة التي بدأت "خطة على الورق" قبل بضع سنين ما لبث العالم أن فوجئ بتسارع خطى ترجمتها واقعاً معيشاً، تمثل في احتجاز أرقام متقدمة في مؤشرات مجموعة الـ20 والبنك الدولي، وتحولات اجتماعية وتنموية وسياحية مبتكرة، وسط دهشة واسعة من العالم الذي فاجأه ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية، بأن "السعودية ستصبح أكبر قصة نجاح في هذا القرن".

في غضون ذلك، أطلقت الرؤية أشرعتها، ومدت جسر السعودية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، بوصفها قصة كل العالم، يرى فيها فرصه وموطن أحلام جديدة، وكشفت الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض النقاب عن أسراره وأضوائه في باريس، يوم قدمت رؤيتها التي يرجح أنها لا تقاوَم لتنظيم "إكسبو في 2030"، وفق ما تقول المصادر من باريس.

ووصفت مقومات التجربة التي تعد بها العالم، مؤكدة أنها "ملتزمة إقامة نسخة غير مسبوقة من معرض إكسبو بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة استثنائية في تاريخ هذا المحفل الدولي".

"بيكاسو" يدخل السباق وفي هذا السياق، حشدت الرياض قوتها الناعمة، وحولت ليالي باريس إلى عرس ممتد، تقدم فنونها وثقافتها وغناها بالتاريخ والطبيعة والآثار والتنوع إلى زوار باريس، التي أقامت السعودية في قلبها معارض وفعاليات مرة بعد أخرى، شكلت خلية نحل للضيافة والاستمتاع بعروض الرياض الجديدة والمنتظرة بمشاريعها العملاقة، مثل حديقة الملك سلمان والقدية والمربع الجديد والمسار الرياضي ومطار الملك سلمان، فضلاً عن تصاميم مدينة "إكسبو" الحالمة والرياض الخضراء، وجوهرة الماضي والحاضر والمستقبل الدرعية، حيث منشأ الدولة وأرض التأسيس قبل ثلاثة قرون. ولم تكتف هيئة الرياض بالتعاون مع الجهات السعودية مثل الثقافة والسياحة بالكشف عن جواهرها القائمة والمنتظرة لزوارها في مدينة الأنوار، ولكن عرفت ضيوفها أيضاً بفنون باريس، وطافت بهم بين متاحفها وفنونها، وهي التي وقعت شراكات نادرة مع وجهة السياحة العالمية باريس، واللوفر، ومتحف بيكاسو، لتشرك العالم أجمع في قصة السعودية الحضارية ضاربة الجذور في أعماق جزيرة العرب، وقد فتحت أبوابها حتى قبل "إكسبو 2030" للزائرين فاستقبلت في أقل من عام "ثلثي العالم" في قمم واتصالات، برهنت على ثقل الرياض وزخمها بين الشعوب والقارات