المصارعة الطاجيكية القومية – كوشتين تتبوأ مكانةً دولية

الجمعة 17 فبراير-شباط 2023 الساعة 08 مساءً / مأرب برس-غرفة الأخبار
عدد القراءات 6063

لقد اكتسبت المصارعة الوطنية الطاجيكية المعروفة باسم "كوشتين" مكانة دولية وحصلت على التصنيف الدولي ضمن الألعاب الرياضية على المستوى العالمي وذلك بعد تسجيل هذا النوع التقليدي من المصارعة الطاجيكية في وزارة العدل السويسرية، ومنحها شهادة دولية في شهر يونيو 2022م.

وتمهيداً لتحقيق هذا الهدف كانت العاصمة الطاجيكية مدينة دوشنبه قد استضافت في 19 مارس 2022 مؤتمرا دولياً بمشاركة ممثلين عن 31 دولة قبل انطلاق بطولة المصارعة الوطنية الدولية، حيث تمت مناقشة قرار منح الدرجة الدولية للمصارعة الوطنية الطاجيكية وحظي هذا القرار بدعم وتأييد كافة ممثلي الدول المشاركة.

وإن لفخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان توجيهات وإرشادات قيمة في تعزيز مكانة المصارعة التقليدية الطاجيكية – "كوشتين" بين الألعاب الرياضية الأكثر إقبالاً وانتشاراً على المستوى الوطني، بالإضافة إلى حرص وجهود فخامته من أجل الترويج لهذا النوع من الرياضة التقليدية على المستويين الإقليمي

والدولي. كما أن لمعالي السيد/ رستم إمام علي رئيس مدينة دوشنبه مبادرات مشهودة في سبيل منح الطابع الدولي للمصارعة القومية الطاجيكية، وفي إطار هذه المبادرات شهدت العاصمة الطاجيكية على مدى السنوات القليلة الماضية أربع بطولات دولية في المصارعة التقليدية.

إن المصارعة القومية الطاجيكية "كوشتين" هي أحد أنواع الرياضات التقليدية المشهورة بين أبناء الشعب الطاجيكي. وكلمة "كوشتين" كانت تعني في اللغة الطاجيكية القديمة الحزام. كما أن كلمة "كوشتي" بمعنى الحزام كانت معروفة لدى أتباع الديانة الزرادشتية قديماً. والحزام يعد عنصراً مهماً في الملابس الرياضية الخاصة بالمصارعة الطاجيكية، لأن المصارِع يُحكم ربط الحزام قبل خوض المصارعة، كما أنه يحاول بالإمساك بحزام منافسه حتى يتمكّن من رفعه وطرحه

أرضاً. والمصارعة القومية الطاجيكية لها تاريخ مشرف يمتد عبر آلاف السنين، ولها مسيرة تاريخية تواكب تاريخ الطاجيك الذين يمثلون أحد أعرق وأقدم الشعوب القاطنة في إقليمي خراسان وما وراء النهر والذين توارثوا هذا النوع من الرياضة القتالية والدفاعية جيلاً بعد جيل منذ القدم.

وكانت هذه الرياضة ولا تزال تُنمّي لدى الشباب الطاجيك الروح الرياضية والإرادة القتالية والشجاعة والبسالة والمثابرة والثبات عند المواجهة. وكانت الاحتفالات بالنوروز وحلول الربيع تمثل انطلاقة لموسم إقامة بطولات ومنافسات رياضة المصارعة الطاجيكية (كوشتين) .

وكانت رياضة المصارعة تشكل سمة بارزة وعلامة فارقة لاحتفال الشعب بعيد الربيع ورأس السنة وهذه التقاليد ظلت قائمة إلى يومنا هذا. وخلال الحقبة السوفيتية كانت السلطات في ذلك الوقت لا تهتم بهذا النوع من المصارعة، إلا أن المصارعة الطاجيكية حافظت على شعبيتها بفضل ما لدى أبناء الشعب الطاجيكي من الروح الرياضية والحرص على حفظ التقاليد فكانوا ينظمون بطولات للمصارعة على المستوى الشعبي بجهود ذاتية خلال الاحتفال بالنوروز.

وبعد أن نالت طاجيكستان استقلالها الوطني لطالما اهتمّت قيادتها الرشيدة بإحياء المصارعة الطاجيكية (كوشتين) والترويج لها على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية إلى أن تم تصنيفها اليوم ضمن الألعاب الرياضية المعترف بها دولياً.

وبحسب الخبراء، فإن المصارعة التقليدية الطاجيكية تعد مصدراً لمعظم أنواع المصارعة، حيث إن كثيراً من تقنياتها وحركاتها التكتيكية تستخدم في بقية أنواع المصارعة، مثل الجودو والسامبو والكوراش. المصدر: وكالة أنباء طاجيكستان الوطنية "خاور"