آخر الاخبار

“اجتياح تايوان اقترب”.. الصين راقبت أمريكا بأوكرانيا ووضعت خطة روسية معدلة

الإثنين 08 أغسطس-آب 2022 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3444
 

تماماً بنفس الخطوات التي اتبعتها روسيا.. بدأت الصين المضي في سيناريو اجتياح تايوان، وبنفس التحذيرات التي أطلقت من واشنطن بدا المشهد مكرراً وكأن الخطة ذاتها تستنسخها بكين من الحرب الأوكرانية، بحسب تصريحات مسؤول أمريكي.

اجتياح تايوان اقترب

ونقل موقع قناة سكاي نيوز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، قوله: إن تمديد الصين مناوراتها العسكرية، التي كانت من المفترض أن تنتهي يوم أمس الأحد في محيط تايوان وأجوائها، يزيد من احتمالات تحول المناورات إلى “اجتياح” فعلي للجزيرة.

وأوضح المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الجيش الصيني “يواصل انتهاك سيادة مياه تايوان وأجوائها وهو يستخدم كل الأسلحة الثقيلة بما فيها الغواصات لتهديد الجزيرة”.

المسؤول ذاته توقع أن “تُصعّد الصين من عملياتها العسكرية في الأسابيع المقبلة وإنفاذ عمليات إنزال وهمية، تمهيداً لاحتمال جديّ بالقيام بعمل ما ضد تاييبه”.

ولفت المسؤول إلى أن الاتصالات مقطوعة بين وزارتي الدفاع الأميركية والصينية، على خلاف التواصل الذي كان يجريه دوريا رئيس هيئة أركان القوات المشتركة الأميركية مع نظيره الصيني ضمن ما يُعرف بـ”آلية الاستشارات الأميركية – الصينية لسلامة مياه المنطقة”.

وتواصل الولايات المتحدة التأكيد أنها لا تريد التصعيد مع الصين ولا تعتبر زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلا “ذريعة” وظّفتها القيادة الصينية لتنفيذ أجندتها العدائية تجاه الشعب التايواني.

ونقل تقرير “سكاي نيوز” معلومات عن البنتاغون تؤكد أن الجيش الصيني يتابع عن قرب ما تقوم به الولايات المتحدة في أوكرانيا وخصوصاً من ناحية تزويدها بأنظمة صاروخية متطورة، وأن بكين قلقة من نقل واشنطن تجربتها إلى تـايوان، الأمر الذي قد يعيد حسابات الصينيين العسكرية.

 

الصين تحاصر تايوان

ونددت وزارة الخارجية التايوانية، الاثنين، بقرار الصين تمديد تدريباتها العسكرية حول الجزيرة، قائلة إن بكين لا تزال “تتعمد خلق الأزمات وتواصل استفزازنا”، فيما ردت الخارجية الصينية قائلة إن تايوان جزء من الصين، وإن الأخيرة تجري تدريبات عسكرية عادية “في مياهنا” بطريقة “مفتوحة وشفافة ومهنية”.

وكان الجيش الصيني أعلن استمرار مناوراته العسكرية في مناطق قريبة من تـايوان، فيما ذكرت قيادة المنطقة الشرقية أن عناصرها “تجري تدريبات براً وبحراً وجواً قرب تايوان، إضافة إلى تدريبات على شن هجمات ضد الغواصات وغارات بحرية”.

وهذه التدريبات العسكرية كانت قد بدأت باستخدام الذخيرة الحيّة، الخميس، غداة زيارة بيلوسي إلى تـايوان، وكان من المفترض أن تنتهي ظهر الأحد، وفق وسائل إعلام صينية، قبل أن يقرر الجيش مواصلتها.

كما تنوي الصين إجراء مناورات أخرى بـ”الذخيرة الحيّة” لغاية الخامس عشر من أغسطس/آب في البحر الأصفر الذي يفصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.

في المقابل، من المرتقب أن تجري تايوان هذا الأسبوع تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية لمحاكاة الدفاع عن الجزيرة في حال تعرضها لـ”غزو صيني”، إذ قال المتحدث باسم الفيلق الثامن في جيش تايوان، لو ووي- جي: “سنتدرب على التصدي لهجمات العدو على تـايوان”، حسب ما نقلته “فرانس برس”.

 

سيناريو أوكرانيا

التدريبات الصينية المكثفة تشبه إلى حد بعيد تلك التي قامت بها روسيا غداة إطلاق الحرب على أوكرانيا، حيث نفذ مطلع العام الجاري الجيش الروسي تدريبات عسكرية وحشد قواته قرب حدود أوكرانيا من عدة محاور.

وحينها رفضت روسيا تأكيد المعلومات الأمريكية بأنها ذاهبة باتجاه “غزو” ونفت ذلك تماماً، إلا أنّ مجريات الأحداث لاحقاً بيّنت أن روسيا نفذت مخططاتها تماماً.

ويرى خبراء أن الولايات المتحدة تبحث عن جرّ الصين لحرب كما فعلت بروسيا، حيث تعاني روسيا اليوم من خسائر فادحة نتيجة الدعم الغربي الكبير للجيش الأوكراني الذي صمد لأشهر بشكلٍ لم تكن موسكو تتوقعه.

ورغم أن الجيش الصيني أكبر بأضعاف من التـايواني إلا أنه بالنظر إلى أن روسيا تملك ثاني أقوى جيش بالعالم، فإن دعماً غربياً لتايوان مشابهاً للمقدم إلى الجيش الأوكراني، يمكن أن يغير حسابات بكين.

صراع مشتعل

جاءت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تـايوان مؤخراً لتشعل فتيل الصراع، حيث رأتها الصين أنها تدخلاً بالشؤون الداخلية لها، بينما أكدت واشنطن أنها “سلمية” وتهدف لتعزيز دعم سلطات تايبيه.

وتتخوف تايوان من حرب قد تشنها الصين لاستعادة السيطرة على الجزيرة بالقوة، رغم دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها ولنظام حكمها.

ومنذ أشهر تهدد الصين بشن حرب على تـايوان وتندد بقيام الولايات المتحدة بمساعدة الجزيرة ومدها بالسلاح، رغم أن واشنطن تؤكد مراراً أن سياستها لن تتغير تجاه مبدأ “الصين واحدة” الذي لا يعطي لتايوان أحقية الاستقلال.