آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

الجمعيات الخيرية..العمل في رمضان مسؤولية اجتماعية.. أم موسم زيادة الرصيد؟

الأحد 06 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 06 صباحاً / مارب برس- إٍستطلاع / جبرصبر&صفوان الفائشي
عدد القراءات 6269

ما إن يهل هلال شهر رمضان المبارك إلا ويلحظ تواجد ومحاولة ظهور لكثير من الجمعيات الخيرية على مستوى الساحة،كل جمعية تسعى جاهدةً لأن يكون لها الدور الأبرز في قيامها بتبني عدد من المشاريع الرمضانية " إفطار الصائم،وجبات، مواد غذائية،وغيرها".بهدف توزيعها على الفقراء والمساكين والأيتام وغيرهم من المحتاجين.

وفي الساحة اليمنية تتواجد جمعيات "كبيرة" وتعمل طوال العام في مختلف مشاريعها الخيرية وبمختلف محافظات الجمهورية، وبالمقابل هناك جمعيات "صغيرة" بحجمها ونطاق عملها يظهر عملها في فترات محددة ورمضان خاصة.

وفي ظل عمل تلك الجمعيات الخيرية يطلق البعض شكوكاً واتهامات جراء قيام الجمعيات بجمع التبرعات وطلب المنح والمساعدات، بهدف توزيعها على الفقراء والمحتاجين ، وأن هذه المنح والتبرعات تصبح عرضة للانتقائية والتمييز، إما بحسب الانتماء السياسي أو الحزبي، أو لتحقيق مصالح وأهداف شخصية على حساب الفقراء والمعوزين ،وعلى حساب العمل الخيري برمته

استطلاع / جبر صبر & صفوان الفائشي

الوطن مسؤولية الجميع:

يعتبر الدكتور / محمد عبده القباطي – مدير عام جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية – شهر رمضان مناسبة دينية عظيمة لكي نجدد العهد مع الله على أن نعمل للرقي بهذا الوطن ولمصلحته بكل ما أوتينا من طاقات وجهود وإمكانات ، كونه مسؤوليتنا جمعياً وليس مسؤولية حزب بعينه أو فئة بعينها أو طائفة أو جماعة بل تبقى مسؤولية النهوض به على عواتق الجميع .

لانستثني أحداً في مشاريعنا الخيرية:

وحول الاتهامات التي يطلقها البعض عن طريقة وأسلوب توزيع المساعدات والمعونات الرمضانية والانتقائية التي تتم نفى القباطي هذه التهم على جمعية بحجم جمعية الإصلاح التي قال إن مشاريعها وأنشطتها وإسهاماتها تتحدث عن نفسها على أرض الواقع ، سواء تعلق ذلك بتوزيع المواد الغذائية أو المعونات النقدية ، أو الإفطارات الجماعية أو الحملات والإسهامات الصحية في مجال مكافحة الأمراض الوبائية ، أو التوعية بالصحة الإنجابية ، أو من خلال المشاريع التنموية المدرة للخل ، أو القروض الميسرة عبر برنامج نماء للتمويل الأصغر الذي تقدمه الجمعية ، فإن الجمعية وبحسب القباطي لاتسثني أحد بل تستهدف كل فئات المجتمع دون تمييز أو انتقائية .

وأضاف : إن جمعية الإصلاح تنوء بنفسها عن التقوقع في فئة معينة أو استهداف فئة اجتماعية على حساب فئة أخرى من فئات المجتمع ، بل دأبت الجمعية على استهداف كل شر ائح المجتمع دون تفرقة أو تمييز ، وهذا ديدنها بشهادة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي أكد هذا في كثير من مهرجانات الجمعية التي كان يحضرها وان الجمعية تمل مع كل فئات المجتمع اليمني .

مشيراً إلى أن أنشطة وإسهامات الجمعية هي التي تشفع لها وليس التصريحات والتبريرات ، ولم تكن الجمعية في يوم من الأيام تشترط على من تستهدفهم بمساعداتها وإعاناتها الكشف عن الانتماء الحزبي أو السياسي أو المناطقي أو غيره ، وقد شملت إسهاماتها أبناء الطائفة اليهودية في محافظة عمران وكذلك كفلت الأيتام منهم ، وسبق لها العام الماضي أن شاركتهم فرحتهم بالعيد ، وخصوصاً كبار السن والعجزة والمعاقين ، وقد توافق ذلك مع مكرمة رئاسية من فخامة رئيس الجمهورية ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ان خدمة المجتمع هدف يسعى الجميع لتحقيقه .

أعمال لاأقوال:
لافتاً إلى أن الجمعية أكبر من أن تحصر نفسها لمصلحة فئة دون أخرى وما يميزها هو الأعمال وليس الأقوال ،وترعى القيم الإنسانية ، فخلال نزولهم إلى محافظة الحديدة قبل أيام مع شركاء هم من الألمان تم توزيع عدد من السلال الغذائية الرمضانية لأحياء وتجمعات سكانية متفرقة كان قاسمهم المشترك هو الحاجة فقط وليس الانتماء لهذا الحزب أو تلك الجماعة على حد القباطي .

أما في أمانة العاصمة فإن الجمعية تستهدف من خلال مشاريع إفطار الصائم رجل المرور والنجدة ،وكذلك الإفطارات الجماعية في بقية المحافظات ، فهل ثبت أننا نعطي هؤلاء إلا بإبراز البطاقة الشخصية أو الحزبية ؟ إن مثل هذه الاتهامات أبعد ما تكون عن العقل والمنطق.

ونوه القباطي إلى أن كل المشاريع الخيرية والتنموية سواء كانت مشاريع إنشائية أو تتعلق بالبنية التحتية ووفي القطاعات الصحية وغيرها من المشاريع التي تنفذها الجمعية إنما تهدف من خلالها إلى إرساء الأمن والاستقرار.

علاقة مثالية:

وعن علاقة الجمعية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والدور الرقابي الذي تقوم به على الجمعيات أوضح القباطي أن العلاقة بين الطرفين تعيش أزهى فتراتها ، ويتم موافاة الوزارة بتقارير تفصيلية بكل ما يتعلق بأنشطة الجمعية وبرامجها ، وحجم التبرعات والمساعدات الصادرة منها والواردة ، كما أن قيادة الوزارة والوكلاء يحضرون كل الفعاليات والأنشطة التي تقيمها الجمعية ، سواء على مستوى أمانة العاصمة أو في بقية محافظات الجمهورية ، ومعظم المسئولين على إطلاع كامل ودراية واسعة بكل مشاريع وأنشطة الجمعية التي تنفذها هنا أو هناك ، ولذا تعد علاقتنا بوزارة العمل مثالية ، وهذا مرده إلى المصداقية والشفافية التي تتعامل بها الجمعية ولمسها المسئولون في الحكومة، وقد حصلت الجمعية على شهادة الآيزو في الجودة المالية والإدارية وشفافيتها، وذلك نظير تميزها وإسهاماتها في كافة المجالات .

وأشاد القباطي بالرعاية والتشجيع اللذين تلقاهما الجمعية من قبل الحكومة ، الذي يأتي تثمينا للدور الذي تقوم به وغيرها من المؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ،كما أن اهتمام الحكومة بالعمل الخيري يجسد مبدأ الشراكة الحقيقة بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في التنمية ، واستشعارا منها لأهمية توحيد الجهود وتكامل الأدوار لما فيه خدمة كل فئات المجتمع والعمل من أجل بناءه وتنميته .

وحول الثقة التي منحها إيّاها رجال الخير والمحسنين ، وكيف أنها استطاعت أن تحوز على ثقة المتبرعين والمانحين أوضح القباطي أن ذلك يرجع إلى الشفافية التي تتعامل بها جمعية الإصلاح مع شركائها في التنمية ، وإتباع أسلوب إداري يتصف بالدقة العالية ، إضافة إلى السندات والقسائم التي تعطى للمتبرعين والمانحين سواء كانوا جماهير عامة أو رجال مال وأعمال وكل هذا ساهم في أن تحظى جمعيته بثقة كل هؤلاء.

شمول لا إنتقائية:

 قال الشيخ / محمد أحمد سعد حنتوس – رئيس مؤسسة التضامن الاجتماعية الخيرية تأسست منذ أشهر وتعمل بأمانة العاصمة- إن مثل هذه الاتهامات عارية من الصحة ولا يقاس بها على كل الجمعيات والمؤسسات الخيرية فهناك من الجمعيات والمؤسسات لها بصماتها على أرض الواقع ومشاريعها وأنشطتها تتحدث عن نفسها .

موضحاً أنهم في مؤسسة التضامن ومن خلال المشاريع الرمضانية التي يقدمونها كإفطار الصائم وتوزيع التمور والمواد الغذائية والمساعدات المادية والعينية من سكر وقمح وزيوت وحليب ،على المنازل والأسر الفقيرة في الأحياء والقرى في الأرياف وكذلك كسوة العيد والأضاحي للأيتام والمساكين وتوزيع الخبز بشكل يومي من مخبز المؤسسة لم يكن ليتم لأهداف حزبية أو طائفية ، وإنما يشمل كل المحتاجين من الأفراد والأسر الفقيرة دون أي تمييز أو انتقائية .

وقال : رئيس مؤسسة التضامن أنهم من خلال مشاريعهم في المؤسسة قاموا بتوزيع 3000 حبة رغيف لعدد 8مساجد يومياً،كما يستفيد من مشروع إفطار الصائم 2860 فرد.ويتم توزيع التمور على أربعة مساجد يوميا.

مضيفاً: كما تقوم المؤسسة بكفالة دار للأيتام بمنطقة حده توزع له "خبز" مجاناً يوميا. وقامت بتوزيع مواد غذائية جافة استفاد منها 300 أسرة فقيرة من خلال "السلة الرمضانية" تحتوي على" دقيق وسكر وأرز وزيت وتمور.

ولفت حنتوس الى ان المؤسسة ستقوم الأسبوع القادم بتوزيع مساعدات غذائية لـ100 أسرة محتاجة بمنطقة الحليفة بمحافظة الحديدة وكذا في محافظة ريمة،إضافة الى توزيع كسوة العيد, وفي الإثناء سيقام حفل تكريمي لطلبة حفاظ كتاب الله عز وجل بذات المنطقة.

وأضاف :" ما نقدمه من خدمات للناس يكون وفقا للاحتياج وليس وفقا للانتماء الحزبي أو الطائفي أو القبلي أو المناطقي ،أو العقائدي بل حتى لو وجدنا يهودياً أو نصرانياً يسكن الحي الذي نستهدفه أو الحارة التي نعمل فيها أو المدينة أو القرية لشملناه وساعدناه والله يقول ( ليس عليك هداهم ) وهدفنا أن نتعبد الله عزوجل طلباً للأجر والمثوبة منه ، وبالتالي لايوجد لدينا تمييز ولم نسمع أن شخصاً قال أننا أقصيناه أو استثنيناه لانتمائه السياسي أو الحزبي أو المناطقي .

وأعتبر حنتوس ممارسة مثل هذه السلوكيات من قبل البعض يُعد طعناً في العمل الخيري وتشويها له وتحيزاً واضحا لايجسد مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم والتعاون الذي حث عليه الإسلام ، مطالباً الدولة ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وخصوصاً أن القانون يخولها بهذا عليها مراقبة أنشطة وبرامج ومشاريع وفعاليات الجمعيات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في المجال الخيري ، كما يجب عليها أن تراقب الموارد المالية لهذه الجمعيات والمؤسسات لمعرفة طريقة توزيعها ، والفئات التي أُستهدفت بها والمشاريع التي نفذتها على الأرض بإعتبار الجمعيات شريك أساسي للدولة في تحقيق التنمية، مشدا على أهمية الرعاية الرسمية للجمعيات والمؤسسات الخيرية وتشجيعها ثقافياً وإعلامياً بغض النظر عمن يدير أو يتولى هذه المؤسسات شريطة أن تؤدي عملها بما يحقق الخير للوطن والمواطن ويرعى مصالحهما .

من الاحتياج إلى الإنتاج:

وأكد حنتوس على ضرورة تصحيح مفهوم العمل الخيري وذلك حتى لاتسهم الجمعيات والمنظمات الخيرية في زيادة أعداد العاطلين ونسبة البطالة في المجتمع وذلك باستمرارها في توزيع المساعدات المادية والمواد الغذائية على الأسر الفقيرة واكتفاءها بذلك ، بل ينبغي عليها أن تحول فئات المجتمع المستهدفة من فئات مستهلكة إلى فئات وأسر منتجة ، ولذا يجب على الجمعيات والمؤسسات باعتبارها مسئولة عن كل فئات المجتمع أن تنتقل بهم من عملية الاحتياج إلى عملية الإنتاج ، وذلك من خلال مشاريع التنمية المستدامة التي تعد وتأهل الأفراد وتحولهم من مستهلكين إلى منتجين يعتمدون على أنفسهم وذواتهم ، وهذا ما سعى إلى تحقيقه المؤسسة التي يرأسها على حد قوله ، ذلك أن الإسلام حث الفرد على العمل والأكل من كسب يده والنبي ( صلى الله عليه وسلم عندما وجد رجل من الأنصار يتكفف الناس قال ائتوني بما تصدقتم به ثم أعطاه الرجل فقال هذا تشتري به طعاماً لأسرتك وهذا تشتري به قدوماٍ وتذهب وتحتطب ولا أرينك إلا بعد خمسة عشر يوماً وبعد هذه المدة عاد الرجل فأثنى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له : هذا خيرٌ من أن تمد يدلك للناس ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، كما أن المثل يقول لاتعطني كل يومٍ سمكة ولكن علمني كيف أصطاد .

تنسيق وتعاون:

وأشار الشيخ محمد حنتوس" إلى أن العصر عصر العلم والتكنولوجية والتطور ولم يعد المتعلم هو من يجيد القراءة والكتابة فهو أمي بمفهوم العصر الحالي ولابد أن يكون إلى جانب ذلك يتقن التعامل مع الحاسوب ولغة العصر ، وذلك حتى يكون إنساناً منتجاً ، ولهذا أنشأت المؤسسة مركز تعليم الفتاة للحاسوب واللغات لتعليم الفتيات ذلك ، ومركز تعليم الخياطة والتطريز ، ومركزاً ثالثا للتنمية البشرية ، وكل هذه هدفها تخريج أناسٌ منتجون ، وليس عالة على غيرهم .

ويقترح رئيس مؤسسة التضامن الخيرية أن يكون هناك تنسيق بين الجمعيات وبين المجالس المحلية لحصر الفئات المستهدفة والأفراد الذين يجب أن تتم مساعدتهم وتأهيلهم وإعدادهم وتعليمهم بإشراف السلطة المحلية وذلك حتى تنأى الجمعيات بنفسها عن تهم الانتقائية والتمييز ويعم خيرها كل أبناء المجتمع في الريف والحضر .

 ونبه حنتوس إلى ما قال: أنها معادلة أصبحت صحيحة في نتيجتها في عالم اليوم، فكلكما زادت الجمعيات الخيرية زادت البطالة وارتفعت نسبة الفقراء ، وهذا بسبب أن فاعلو الخير والجمعيات والمؤسسات الخيرية اكتفت بمنح المساعدات وتوزيع العطاءات بلاً من أن تؤهل وتدرب هؤلاء الفقراء على إتقان حرف ومهن تعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم ، ولتحقيق ذلك لابد أن يتكاتف الجميع وتتوحد جهود المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى جانب جهود المؤسسات الرسمية لإشاعة روح التكافل والتعاون في المجتمع ، وأن يكون هدفنا جميعاً بناء وتطوير وازدهار اليمن ،والنهوض بالإنسان اليمني حتى يكون هدفاً من أهداف التمنية ،ولذلك علينا الاهتمام به حتى يكون قادراً على خدمة وطنه .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن