مناعة القطيع.. استراتيجية بريطانيا لكبح كورونا

الإثنين 16 مارس - آذار 2020 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3698

 

تتجه بريطانيا، رسمياً، لاستراتيجية جديدة أطلقت عليها اسم "مناعة القطيع"؛ في محاولة منها لمواجهة فيروس كورونا الجديد بطريقة مختلفة.

وفي تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية، وأثارت جدلاً واسعاً وأفعالاً مؤيدة ومخالفة، لمَّح كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، إلى احتمال ترك فيروس كورونا ليطال نحو 40 مليون من سكان المملكة المتحدة (ما نسبته 60%) للوصول إلى "مناعة القطيع"، وهي نظرية معروفة تواجه أي فيروس بالفيروس ذاته.

ويقول كبير المستشارين العلميين في بريطانيا: إنه "كلما توسعت دائرة انتشار الفيروس أو الوباء، فإنه ستصبح هناك مناعة وطنية أوسع لأجيال وأجيال رغم ما يرافق ذلك من خسائر في الأرواح، وهي لن تكون كبيرة".

وأشار إلى أن الفيروس القاتل "سيظل حياً بعدما احتل مكانه بين الفيروسات الأخرى التي يجري التعامل معها مع تقدم العلوم والاختراعات والاكتشافات".

وبحسب النظرية التي طرحها، فإن "إصابة 60% من المجتمع كافية لإحداث مناعة جماعية تكفي لإيقاف سلسلة انتقال العدوى من شخص إلى آخر".

وكان فالانس قد أكد خلال تصريحاته لقناة "سكاي" التلفزيونية، أن الفيروس سيعود كل عام، وقد يتحول إلى فيروس موسمي، مبرزاً ضرورة أن يصاب به ملايين المواطنين ببريطانيا حتى يكون بالإمكان السيطرة على تأثيره، فبهذه الطريقة، وفقاً للخبير، سيجري اكتساب "مناعة جماعية".

وستأخذ بريطانيا في الاعتبار حماية كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، والعمل قدر الإمكان على التخفيف من قوة التفشي و"تخفيض المنحنى لإعطاء مزيد من الوقت وتفادي الضغط على النظام الصحي".

من جانبه قال البروفيسور إيان دونالد، وهو الطبيب المتخصص بالعوامل الاجتماعية والبيئية وعلم النفس السلوكي في مقاومة مضادات الميكروبات، بجامعة ليفربول، إن استراتيجية الحكومة البريطانية فيما يتعلق بفيروس كورونا أكثر دقة من تلك المستخدمة في بلدان أخرى، ومن المحتمل أن تكون فعالة للغاية، حسب قوله.

لكنه رأى في سياق حديثه، أنها "قد تكون أكثر خطورة، وتستند إلى عدد من الافتراضات التي يجب أن تكون صحيحة، ويجب أن تنجح الإجراءات التي تتخذها عندما يُفترض بها أن تنجح".

ويقول الخبير في تغريدات نشرها على حسابه بـ"تويتر"، ولاقت تفاعلاً كبيراً: "إن النموذج الإيطالي يهدف إلى وقف العدوى، أما المملكة المتحدة فتريد الإصابة ولكن لفئات محددة من الناس، بهدف أن يكون لديها أقل عدد ممكن من الأشخاص الأقل ذوي الإصابة الخطيرة".

وتابع: "بناءً على هذه الفكرة، تريد الحكومة في الوقت الحالي أن يُصاب الناس بالعدوى، حتى تمتلئ المستشفيات بطاقتها الاستيعابية، عند هذه النقطة، يبدأ تقليل الإصابات، ولكن ليس إيقافها. من الناحية المثالية تتم موازنتها حتى تصبح أعداد من يدخلون المستشفيات مساوياً لعدد مغادريها، لكن هذا التوازن يمثل مخاطرة كبيرة".

وأضاف: "في الوقت الذي يتم فيه علاج الناس، يبدأ ذوو الإصابات المعتدلة بالتعافي وتصبح في المجتمع نسبة أعلى من الأشخاص الذين يمتلكون مناعة قوية ولا ينقلون العدوى إلى غيرهم، ويمكنهم أيضاً العودة إلى العمل والحفاظ على سير الأمور بشكل طبيعي، والذهاب إلى أي مكان".

أما بالنسبة للمدارس، فلا يمرض الأطفال كثيراً بشكل عام، لذا تفكر الحكومة البريطانية في استخدامهم كأداة لإصابة الآخرين عندما تريد زيادة العدوى، وعندما تحتاج إبطاء الإصابة يمكن إيقاف هذا النهج، وعند هذه النقطة يغلقون المدارس، وفقاً لدونالد.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد أعلن الخميس الماضي، عن إجراءات جديدة تستهدف انتقال بريطانيا من "الاحتواء" إلى "تأخير وعرقلة" تفشى فيروس "كوفيد 19".

وتشجع الإجراءات على توفير مسافات بين أفراد المجتمع، وتلزم الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس بعزل أنفسهم، من دون إجراء فحوصات، ما لم يتطور الوضع إلى تداعيات خطيرة تتطلب العلاج في المستشفى.

وقال وزير الصحة السابق جيريمي هانت: إن القرار "يدعو إلى الدهشة"؛ لعدم الاقتداء بدول أخرى في إغلاق المدارس، وإلغاء الفعاليات الكبيرة، وفرض قيود صارمة على الحدود.

وأعلنت السلطات الصحية في بريطانيا، السبت (14 مارس)، تسجيل 10 وفيات جديدة بسبب فيروس كورونا، ليرتفع بذلك العدد إلى 21، في حين ارتفع عدد الإصابات إلى 1140.

وحتى اليوم، أصاب "كورونا" قرابة 150 ألفاً في 149 دولة وإقليماً، توفي منهم أكثر من 5 آلاف و600، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.