لماذا ازدهرت ملابس المحجبات في صناعة الموضة الغربية؟

السبت 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 5141

من حظرهن من دخول متاجرها إلى مغازلتهن بخطوط إنتاج ملابس فضفاضة بغطاء رأس وألوان وتصميمات متنوعة..

هكذا غيرت بيوت الموضة والمتاجر العالمية نظرتها تجاه المحجبات والملابس المحتشمة بشكل عام.

فقبل 4 سنوات فقط، وفى حادثة شهيرة منع متجر "زارا" بباريس امرأة محجبة من دخوله بحجة أن القواعد تمنع دخول أي شخص يرتدي غطاء رأس، وأثارت الواقعة ضجة عالمية أجبرت علامة الأزياء العالمية على الاعتذار والتأكيد على احترامها لجميع المعتقدات، وفقا لموقع الجزيرة القطرية.

غير أن "زارا" أطلقت في عام 2018 مجموعة ملابس فضفاضة بغطاء رأس، وسبقتها شركة "إتش أند إم" بعامين باستخدام عارضات محجبات للترويج لمنتجاتها، كما أطلقت حملات لمقاطعة متاجر "ميسز" (Macy's) لبيعها مجموعات ملابس محتشمة خصصت للنساء ذوات الأصول الشرق أوسطية.

بدا الأمر كأنه صيد ثمين لصناع الموضة، ليس فقط علامات متوسطة مثل "زارا" أو "دي كاي إن واي".

وبعد ذلك أطلقت أيضا علامة "دولتشي آند غبانا" الفاخرة خط إنتاج خاص بالمحجبات، وأسمته "دولتش آند غبانا عباية"، اعتمد في تصميماته على العباءات الفضفاضة التي يقدر سعر الواحدة منها بـ3 آلاف إلى 12 ألف دولار.

يمكن ملاحظة التحول نحو "الأزياء المحتشمة" مع ظهور عارضات الأزياء المحجبات، مثل "إكرام عبدي عمر" التي سارت على المنصة بتصميم لـ"مولي غودارد" مصممة الأزياء البريطانية في أسبوع الموضة في لندن، وعارضة الأزياء المشهورة حليمة عدن التي تصدرت عناوين الصحف كأول عارضة أزياء ترتدي الحجاب وتطرح على غلاف مجلة "فوغ" البريطانية، منذ ذلك الحين لم يعد مستغربا رؤية عارضات أزياء يرتدين الحجاب ويعرضن الأزياء المحتشمة.

تلبية احتياجات وأرباح

ويعود السبب وراء ازدهار أزياء المحجبات في صناعة الموضة العالمية لدافعين رئيسين؛ هما تلبية احتياجات المستهلك، وجني أرباح طائلة، كما ساهمت إقامة معرض "للأزياء الإسلامية المعاصرة" في أمريكا، بتوضيح كيفية تعبير المرأة المسلمة عن الأناقة.

وفي دراسة عن العادات السلوكية لمستهلكي الأزياء متوسطة التكلفة، وجدت الباحثة الأولى في المجلس الإسلامي لتصميم الأزياء "رومانا ميرزا"، أنهم متسوقون "أذكياء" لديهم آراء راسخة ومدروسة حول العلامات التجارية، وأن احتياجاتهم هي التي ستستمر في شغل مقعد القيادة في تشكيل هذه السوق.

وتوقع تقرير "إندبندنت" أن تبلغ قيمة سوق الاقتصاد الإسلامي أكثر من 226 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2020، خاصة أن تقارير "بينتريست يو كي" (Pinterest UK) تشير إلى أن البحث عن مصطلح "الأزياء المحتشمة" ارتفع بنسبة 500% منذ بداية عام 2019.

وأوضح تقرير عن التسوق لمتجر "جون لويس" في بريطانيا أن المتسوقات الآن يفضلن "الملابس الأطول والفضفاضة بصورة أكبر" على "الملابس الضيقة التي تحد من الحركة".

وفي هذا العام، ارتفعت مبيعات الأثواب التي يصل طولها إلى أسفل الركبة بنسبة 152%، كما زادت بنسبة 33% مبيعات السراويل التي يصل طولها إلى الكاحل.

ولا يقتصر ذلك على متجر "جون لويس"، فقد لاحظت متاجر تجزئة أخرى ازدهارا في مبيعات الملابس المحتشمة، مثل "ماركس آند سبنسر" و"آسوس"، وفقا لـ"بي بي سي".