الرئيس الجزائري المستقيل يكتب رسالة ”أخيرة“.. طلب عفو الشعب ووجه ”وصية“ للرئيس القادم

الأربعاء 03 إبريل-نيسان 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 4336

وجه الرئيس الجزائري المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة رسالة الوداع إلى الشعب، يطلب فيها العفو عن كل تقصير وخطأ ارتكبه "لأنه بشر غير منزه عن الخطأ".

وافتتح بوتفليقة رسالته قائلا: "وأنا أغادر سدة الـمسؤولية وجب علي ألا أنھي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير ھذا، وغايتي منه ألا أبرح الـمشھد السياسي الوطني على تناءٍ بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قصرت في حقھم من أبناء وطني وبناته من حيث لا أدري رغم بالغ حرصي على أن أكون خادما لكل الجزائريين و الجزائريات بلا تمييز أو استثناء".

وتابع في الرسالة التي نشرها موقع قناة البلاد: "الآن و قد أنھيت عھدتي الرابعة أغادر سدة الـمسؤولية وأنا أستحضر ما تعاونا عليه بإخلاص وتفان فأضفنا لبنات إلى صرح وطننا وحققنا ما جعلنا نبلغ بعض ما كنا نتوق إليه من عزة وكرامة بفضل كل من ساعدني من بناته وأبنائه البررة".

"عما قريبٍ سيكون للجزائر رئيس جديد أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتھا وأبنائھا الأباة اعتمادا على صدق إخلاصھم وأكيد عزمھم على المشاركة الجادة الحسية الـملـموسة من الآن فصاعدا في مواصلة بناء بلادھم بالتشمير عن سواعدھم وبسداد أفكارھم ويقظتھم المواطنية".

وقال بوتفليقة إن "كوني أصبحت اليوم واحدا من عامة المواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسھامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين وھي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حق التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته مدة عشرين سنة من تقدم مشھود في جميع الـمجالات".

وتابع الرئيس المستقيل قائلا: "لما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا وليس من السھل علي التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاھكم ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنھا وكلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم من أياد بيضاء ومن دلائل الـمحبة و التكريم".

"لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بھا منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني المجيد إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال وفاء لعھد شھدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، الله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا مرت أياما وسنوات كانت تارة عجاف و تارة سنوات رغدي سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم و مما لم يرضكم من أعمالي غير المعصومة من الخطأ والزلل".

وأشار إلى أنه يغادر الساحة السياسية وهو غير حزين ولا خائف على مستقبل الجزائر، بل على ثقة بأن الشعب سيواصل مع قيادته الجديدة مسيرة الإصلاح والبذل والعطاء على الوجه الذي يجلب للجزائر المزيد من الرفاه والأمن.

واختتم بوتفليقة خطابه قائلا: "كنتم خير الإخوة والأخوات وخير الأعوان وخير الرفاق، وقضيت معكم وبين ظھرانيكم أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بيتي بعد اليوم قطع وشائج المحبة والوصال بيننا ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مھب النسيان وقد كنتم وستبقون تسكنون أبدا في سويداء قلبي. أشكركم جميعا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بھا علي وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي. أطلب منكم وأنا بشر غير منزه عن الخطأ الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل".

وكان بوتفليقة استقال من منصبه وقرر إنهاء فترة ولايته الرئاسية قبل موعدها المقرر في 28 أبريل/ نيسان الجاري، بعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة استمرت عدة أسابيع، رفضا لترشحه لفترة رئاسية خامسة أو تمديد ولايته الرابعة.

وكان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قائد صالح، حث قيادة البلاد، صباح أمس الثلاثاء، على تجنب تأخير اتخاذ القرارات التي تهدف إلى حل الأزمة السياسية.