لهذه الأسباب.. أردوغان لاعب محترف بين أمريكا وروسيا

الإثنين 31 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2466

 

وصفت مجلة “دير شبيجل” الألمانية، في تحليل لها، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاعب بوكر محترف، في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وروسيا على بيع نظام صواريخ دفاعي جوي متطور لأنقرة.

وبحسب الكاتب الألماني “بنيامين بيدر” فإنه “على مدى عامين ، مضى الرئيس التركي “أردوغان”، قدمًا، لشراء نظام صواريخ روسي “إس 400″ لكن الآن تحاول واشنطن التفوق على موسكو في الأمتار الأخيرة”.

وامتد ثناء الصحيفة الألمانية على الرئيس التركي إلى المسئولين الأتراك، مؤكدة أن “كبار المسؤولين في الحكومة التركية يمارسون الفن الدبلوماسي هذه الأيام، للتعامل باحترافية مع طرفين في صراع دائم “روسيا والولايات المتحدة”، وبينهما أردوغان الذي يريد ترقية قوات الدفاع الجوي لبلده”، بينما يريد أردوغان أن يكسب ود الطرفين المتنازعين ويفوز بصفقتي السلاح الجوي من البلدين “الباتريوت الأمريكي وإس 400 الروسي”؛ حيث أعلنت أنقرة أنها بصدد شراء الصفقتين.

التحليل يشير إلى تحولات كبرى جرت في الموقف الأمريكي؛ حيث تخلت الإدارة الأمريكية بشكل مفاجئ عن امتناعها عن بيع منظومتها الدفاعية لتركيا ووافقت قبل أعياد الكريسماس الحالية على منح أنقرة منظمة الباتريوت، بينما وقع الروس فعلا عقدا في 2017 يقضي بتسليم تركيا نظام صواريخ إس 400 الأمر الذي أثار قلق واشنطن.

في المقابل فإن “تعاقد تركيا مع الولايات المتحدة لشراء سلاح جوي أمريكي (طائرات إف 35) تسبب في اضطراب موسكو، ولا سيما أن الرئيس الروسي “بوتين” يرفض تمامًا فحص خبراء أمريكيين لنظام الصواريخ الروسي إس 400″. وفي نهاية الأسبوع المنصرم، بدا واضحًا رفض تركيا السماح لفحص نظام S-400 الروسي من خبراء الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.

وفي إشارة لها دلالتها يرى الكاتب أن الشقاق بدأ يدب في العلاقات التركية الأمريكية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف 2016م، ما دفع تركيا إلى تحسين مستوى علاقتها مع روسيا ويبدو أن أمريكا تريد أن تستعيد قوة العلاقات مع أنقرة بصفقة الباتريوت على حساب صفقة الإس 400 الروسية.

نجاح أنقرة كذلك يأتي بعد سنوات من المفاوضات المضنية مع واشنطن دون جدوى وبمجرد التفاوض على منظومة الدفاع الروسية بدأت المواقف الأمريكية تكون أكثر مرونة.

وبحسب الكاتب، ظلت تركيا معتمدة على الحلفاء الغربيين، ففي عام 2013، على سبيل المثال، قامت هولندا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية بتركيب أنظمة وطنية في تركيا لحماية البلاد من الهجمات من سوريا.

فوز كبير لأردوغان

ووفقا ل”تيموثي آش” ، المحلل في شركة “بلو باي أسيت مانجمنت” ، فإن عرض الولايات المتحدة الأخير “فوز كبير لأردوغان”؛ لأن الولايات المتحدة تمد جيشها بأحدث التكنولوجيا، كما يقدر سعر عرض باتريوت من الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 3.5 مليار دولار، وهو عرض مغر لتركيا مقارنة بالعرض الروسي.

كما أن العرض الأمريكي لتركيا أرخص بكثير من العرض الأمريكي لبولندا، الذي قارب 5 مليارات دولار، يتعين على بولندا دفعها مقابل اقتناء صواريخ باتريوت أمريكية.

ورغم هذه المزايا الأمريكية، إضافة إلى التوافق حول سوريا، فإن الكاتب يرى أنه في حال أصبحت التجارة التركية مع الولايات المتحدة ملموسة، يمكن لأردوغان أن يتخلى من حيث المبدأ عن الصواريخ القادمة من روسيا. ومع ذلك فإن الانسحاب من العقد الروسي قد يكون مكلفا للغاية بالنسبة للرئيس التركي؛ لأن روسيا ستطلب دفع تعويضات.

ولذلك يعتقد خبراء أن أنقرة قد تسمح للأمريكيين بمشاهدة الصواريخ الروسية S-400 في الأشهر المقبلة؛ بحيث يسحب الروس أنفسهم في نهاية المطاف حماية للتكنولوجيا الخاصة بهم.