الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
أشار المصور وأستاذ العمارة البريطاني البروفيسور تريفور مارتساند إلى أن إطلاقه اسم "بعين التناسب" على معرضه للصور الفوتوغرافية المقام بمتحف برلين للفنون الإسلامية بالعاصمة الألمانية برلين يهدف للفت الأنظار لبراعة البنائين والمعماريين اليمنيين القدماء والمعاصرين، وقدرتهم على إبداع نماذج فريدة للعمارة اعتمادا على النظرة الدقيقة المتناسبة من دون اعتماد على أي وسائل تقنية.
وقال مارتساند للجزيرة نت إن الحرب المدمرة المستمرة باليمن منذ عام 2015 أفقدت هذا البلد الذي وصف لعقود قريبة خلت بـ"السعيد" أيّ قدرة على التناسب، وتهدد بإفناء إرثه الحضاري العريق وأنماط فريدة من العمارة اشتهر بها.
ولفت إلى أنه أغرم باليمن وتردد عليه كثيرا منذ الثمانينيات وأنجز فيه تدريبا تطبيقيا استمر 13 شهرا مع معلمي البناء والعمارة الأثرية.
ومن بين أكثر من عشرة آلاف صورة التقطها لليمن، يعكس مارتساند في أربعين صورة يقدمها بالمعرض البرليني -الذي افتتح مساء الخميس الماضي بحضور واسع لنخبة المجتمع الألماني- تنوع فسيفساء العمارة اليمنية العائدة إلى 3000 عام، في صنعاءالقديمة وتعز وصعدة والحديدة وكوكبان وشبام التي توصف بـ"شيكاغو الصحراء" بسبب مبانيها التاريخية السامقة.
وينقل زائرو المعرض نظراتهم بصور المعماري البريطاني بين الحصون المشيدة فوق الصخور وأبراج قمم الجبال و"ناطحات السحاب" في شبام والمباني المزخرفة بالطين والأحجار في صنعاء القديمة، والمآذن والقباب والمعالم الأثرية والمواد المستخدمة بالبناء.
وأوضح المصور أن معرضه يريد لفت أنظار عامة المواطنين والمثقفين والنخب في ألمانيا إلى أهمية العمارة التاريخية اليمنية، وما تحمله من رسائل من الماضي يمكن التعلم منها بالحاضر، والتحذير مما يتهدد هذا الإرث الإنساني من أخطار محدقة.
غونتر غراس واليمن
ويبدي المثقفون ومحبو الآثار والتاريخ في ألمانيا اهتماما خاصا باليمن، واكتسب هذا الاهتمام زخما كبيرا بزيارة عميد الأدباء والشعراء الألمان المعاصرين غونتر غراس لهذا البلد عام 2002، وبعد عودته عبّر غراس الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1999 عن انبهاره ببلاد سبأ قائلا "عدت من اليمن سعيدا بمشاهدة المناظر الرائعة والأراضي قليلة السكان والوديان الخصبة وبقايا الحضارة والآثار العريقة".
لكن دراسة للمعهد الألماني للآثار أشارت إلى أن ما أثار انبهار غونتر غراس باليمن لم يبق منه الكثير بتأثير الحرب التي يخوضها التحالف العربي بقيادةالسعودية منذ ثلاث سنوات بهذا البلد العربي الأكثر فقرا.
وحسب هذه الدراسة، فقد أتت صواريخ وقنابل التحالف على 65 معلما أثريا تاريخيا في صنعاء القديمة، ودمرت معظم مقتنيات متحف ذمار الذي يضم 12500 تحفة فنية وقطعة أثرية نادرة، وأغلقت كافة متاحف البلد المضطرب.
ونوه معهد الآثار الألماني إلى أن تقديمه قائمة بإحداثيات المواقع الأثرية والمباني المعبرة عن العمارة اليمنية إلى التحالف العربي لم يحمِ أيا من هذه المواقع
وذكرت البروفيسورة يوتا فرانكا نائبة مدير معرض برلين للفنون الإسلامية إلى أن الحرب دمرت كثير من المباني الأثرية والنماذج المعمارية المتفردة بصنعاء القديمة، وأوضحت أن معظم ما دمر جرى ترميمه في الثمانينيات بمساعدة معهد الآثار الألماني ومؤسسات أخرى.
وتمنت فرانكا في تصريح للجزيرة نت أن يساهم معرض "بعين التناسب" في لفت الأنظار إلى ما تمثله الحرب من تهديد بإفناء الميراث الحضاري الإنساني والتنوع المعماري الفريد باليمن.