معركة مؤجلة بين هادي والامارات تبدأ في تعز (المحافظ والسعودية في مأزق والمتمرد ابو العباس يستعد لتفجير الوضع مجددا والناصريون خونه)

الإثنين 30 إبريل-نيسان 2018 الساعة 02 مساءً / مأرب برس-تقرير-خاص
عدد القراءات 10905

 

لم تمر سوى ساعات على اعلان اتفاق يقضي بتسليم واستلام مقار ومؤسسات حكومية للدولة في مدينة تعز وانسحاب المسلحين من داخلها 'حتى بدأت الامارات بالتحرك في محاولة كما يبدوا لافشال ذلك الاتفاق الذي وصف بانه يعزز من حضور الدولة ويسبط سلطتها.

قيادة التحالف الامارتية التي في عدن اعلنت عن تشكيل لجنة لما قالت انه "من اجل احتواء الازمة الحاصلة في تعز وحل المشكلات الامنية "

وشكلت قيادة الجيش الإماراتي التي تعمل ضمن التحالف العربي في عدن أمس الأول السبت، لجنة برئاسة نائب الأركان وعضوية قيادات المنطقة الرابعة وقيادات عسكرية وأمنية أخرى في محاولة اضفاء صفة الشرعية على عمل اللجنة كونها تضم ضباط في الجيش اليمني.

وكان من المقرر أن تصل اللجنة العسكرية، تعز صباح الأحد ، لوضع حلول ومعالجات للأوضاع الأمنية الأخيرة التي شهدتها المحافظة ' غير ان الانباء اكدت تدخل الرئيس هادي وتوقيفها في اللحظات الاخيرة.

*هادي للامارات بالمرصاد

 وجه الرئيس هادي بتوفيف عمل اللجنة التي شكلتها قيادة التحالف العربي الاماراتية برئاسة نائب الأركان وعضوية قيادات المنطقة الرابعة وقيادات عسكرية وأمنية أخرى في عدن لحل مشكلات الأحداث الأمنية التي وقعت في تعز مؤخراً.

مصادر مطلعة قالت ان الرئيس هادي عاتب قيادة التحالف بعدن لهذا التجاوز الغير مسؤول، كما انتقد بشكل لاذع قيادات هيئة الأركان والمنطقة الرابعة لتعاطيهم وتقبلهم لهكذا وضع.

وبحسب المصادر ابلغ الرئيس هادي قيادة المحافظة بتعز بعدم التعامل أو التعاطي مع أي لجان أو بنود من خارج المحافظة قد تعرض هيبة الدولة ومؤسساتها للخطر ويخل بالتوازن القائم على المؤسسات العسكرية والامنية بالمحافظة.

وحث الرئيس قيادة محافظة تعز بالعمل على المضي قدما في تثبيت ركائز الأمن وتعزيز حضور الدولة، وبسط سيطرتها في كل أرجاء المحافظة، وفق آلية تتناسب مع وضع المدينة وبما لايمس كيان الدولة ومؤسساتها.

*قيادة التحالف والمحافظ في مأزق

وضع التحرك الاخير في تعز المحافظ وقيادة التحالف العربي وتحديدا السعودية في مأزق' اذ يتوجب على محافظ تعز اتخاذ موقف صارم ومواصلة ما بدأ به وتنفيذ الاتفاق المبرم مع كتائب ابو العباس المتمردة بشكل كامل وعدم الخضوع لضغوطات الامارات ومحاولاتها خلط الاوراق في المدينة.

كما ان السعودية امام اختبار حقيقي فهل ستسمح بتكرار تجربة عدن ومحافظات جنوبية وشرقية في مدينة تعز واحلال مليشيات مسلحة تتبع ابوظبي بدلا عن مؤسسات الدولة العسكرية والامنية.

*الناصريون وخيانتهم للدولة 

موقف التنظيم الناصري هو الاغرب في الازمة الاخيرة فالحزب وان كان يؤيد تحركات المحافظ وتعزيز تواجد الدولة في تعز من خلال بياناته الرسمية الا انه يجيش ناشطيه واعلامييه لدعم ومساندة الجماعات المتمردة وعلى راسها جماعة ابو العباس التي تربطها بالناصري علاقة جيدة.

وكان لافتا ان ناشطي التنظيم الناصري هم من تداولوا خبر تشكيل التحالف لهذه اللجنة ، وتم ترويجه من قبلهم على نطاق واسع، بل واحتفوا به ، وهو ما عده ناشطون تصرف غريب من ناشطي الناصري ، حيث أن القرار في حقيقته يضعف سلطة المحافظ ، والاحتفاء به هو إضعاف للمحافظ بحسب متابعين

*ابو العباس يستعد لتفجير الوضع

يبدو ان المتمرد ابو العباس ينتظر الاشارة ممن يدعمه لتفجير الوضع مجددا في تعز بعد اشتباكات عنيفة انتهت بتكبيد كتائبه هزيمة قاسية اجبرته على الرضوخ والذهاب لتوقيع اتفاق ينقصه حتى الان التنفيذ.

وبعد 48 ساعة من توقيع الاتفاق، لازال مسلحي أبو العباس والعناصر المتطرفة مستمرين في بناء المتاريس ونصب الأسلحة استعداداً لخوض معركة أخرى، في الوقت الذي عقدت اللجنة الأمنية اجتماعاً لمناقشة آلية تسليم المؤسسات.

وفي هذا الشأن كتب الناشط عبدالعزيز سرحان، للأسف في تعز استعدادات لجوله جديده من الاقتتال ، واعتلاء لبعض العمارات المرتفعه لنصب قناصات ومدفع B10.

ويرى مراقبون، إن عدم تنفيذ قرارات اللجنة الأمنية وقبول محافظ تعز بلجنة من خارج المحافظة، يعد اضعاف شريك في اضعاف سلطته، وتمييع لقرارات استعادة المؤسسات التي اتخذها وتشجيع العناصر الإرهابية على مواصلة نهجها، بالإضافة إلى تشجيع التمرد على قرارته ورفضها.

وتساءل الناشط طارق عبدالسلام الشعيبي ، لماذا يقبل محافظ تعز تحجيم دوره من مسؤول اول في المحافظة الى مسؤول ثانوي يتم التنسيق معه في تنفيذ قرارات قد تم الاتفاق عليها في اطار المحافظة...مضيفا" تأخير تنفيذ الاتفاق ينسف هيبة السلطة المحلية في تعز ويجعل ثقة المجتمع بها على المحك .

من جهته، الناشط عبدالله صالح الدميني فقال، " الدكتور امين محمود محافظ تعز يطلق النار على قدميه حين يقبل بتجاوز قراراته و صلاحياته،" واضاف "قبوله بعدم تنفيذ قراراته ، يضعف حضوره وسلطته التنفيذية"

واعتبر الكاتب الصفحي محمد اللطيفي إن" الاتفاق الأمني هو فخ ، إذ تمر الأيام، بدون تنفيذ حقيقي لبنود الاتفاق الأمني، وما زالت الكتائب في أماكنها تقنص الجنود وتختطف المعارضين لها،وما زال المطلوبين أمنيا يمارسون الاغتيال في وضح النهار.

 وقال، إن الحديث عن استدعاء التحالف العربي، لتشكيل لجنة وساطة. يروج لهذا الاستدعاء سياسيون واعلاميون لهم أحقاد مع طرف سياسي، وسيكتون لاحقا بنتائج هذا الاستدعاء. وإذا ما صح هذا الاستدعاء ونجح التحالف في تشكيل لجنة وساطة، وإذا ما تمت هذه الأمور بتنسيق مع المحافظ، فهذا يعني أن الشكوك التي دارت حول تعيينه صحيحة.

وتابع اللطيفي على المحافظ اثبات عملي أن هذا الاستدعاء صحيح أو هو مجرد تراشق اعلامي، وهل هو مع "الداخل التعزي" حقا؟ 

وتساءل مراقبون عن مصير الحملة الأمنية التي اعلنها المحافظ، وهل استدعاء لجنة من خارج تعز، يعد إعلان بفشل الحملة الأمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية وبسط سلطة الدولة، والإعتراف بفشل وعجز السلطة المحلية في تنفيذ قرارارتها؟

وفي هذا الشأن كتب الناشط خالد الصوفي، "اثق بحنكة المحافظ بن محمود وحكمته وصدق ولائه لتعز ،فهو ماضي في انجاز بسط نفوذ الدولة "، واضاف "لن يرضخ لاي ضغط من اي جهة كانت تساهم في ابقاء حالة التوتر قائمة".

*اقرار آلية تنفيذ للاتفاق

وامس الاحد اقرت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، برئاسة المحافظ الدكتور امين محمود آلية تسلم المقار والمؤسسات الحكومية الواقعة في المربع الشرقي بحسب ما نص عليه الاتفاق-اتفاق وقع مع ابو العباس الذي يقود كتائب متمردة- كمرحلة اولى في اطار خطة السلطة المحلية لتطبيع الحياة بالمحافظة والبدء بتشكيل لجنة خاصة للنظر في تعويض وجبر الضرر لأسر الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة.

كما استعرضت اللجنة الاجراءات المتخذة في تنفيذ الاتفاق الموقع من قبل لجنة معالجة التداعيات التي حدثت مؤخرا.

وأكد المحافظ على ضرورة ان تتم عملية إخلاء المباني الحكومية والخاصة بشكل تلقائي من قبل القيادات العسكرية والعمل على تطبيع الأوضاع في المحافظة وتوحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية و حماية المجتمع المحلي والحفاظ على مصالحه وأمنه واستقراره.

في ذات السياق أجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح اتصالاً هاتفياً بمحافظ تعز الدكتور أمين محمود للاطلاع على المستجدات في المحافظة وسير عملية استكمال التحرير مع ترتيب الأوضاع الأمنية في المدينة.

وأشاد نائب الرئيس بالانتصارات التي حققها أبطال الجيش والملاحم الخالدة التي يسطرونها في سبيل تحرير المحافظة وإنهاء المعاناة التي تجرعها أبناء تعز طوال الفترة الماضية.

 مثمناً الدور الأخوي لدول تحالف دعم الشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

واستمع نائب الرئيس خلال الاتصال إلى التطورات الميدانية ومختلف القضايا المرتبطة بالمحافظة وجهود استكمال التحرير واستئناف مهام مؤسسات الدولة، مشيداً بدور قيادة المحافظة والأجهزة الأمنية والعسكرية وتعاون مختلف الأطراف لما فيه مصلحة المحافظة.

وأكد اهتمام الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ودعم الأشقاء في التحالف ودعمهم لتحرير تعز وأمنها واستقرارها باعتبارها المحافظة التي ضربت نماذج قوية في الاستبسال أمام زحف ميليشيا الحوثي الانقلابية وأمام مطامع المشروع الإيراني.

وأطلع المحافظ ،نائب الرئيس على سير العمليات العسكرية وما تحقق من انجازات ميدانية وما يتحلى به أبطال الجيش من معنويات وجاهزية قتالية وجهود تثبيت الأمن والاستقرار، معرباً عن تقدير أبناء المحافظة للاهتمام الذي توليه القيادة السياسية بقيادة فخامة رئيس الجمهورية ونائبه بقضايا وهموم تعز.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن