مع تحضر تركيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 حزيران/يونيو المقبل، ستشهد تركيا حدثا سياسيا هو الأول من نوعه في تاريخها بعد هذه الانتخابات مباشرة.

إذ أنه بعد إجراء الانتخابات ستدخل تركيا مباشرة في نظام حكم جديد هو “النظام الرئاسي” الذي أقره الشعب التركي باستفتاء جرى في 16 نيسان/أبريل 2017.

ومن أبرز ما ينص عليه هذا النظام، إلغاء منصب رئيس الحكومة ونقل كافة صلاحيته لرئيس البلاد، وبالتالي فإن رئيس الحكومة الحالي بن علي يلدريم سيكون آخر رئيس حكومة في تاريخ تركيا منذ تأسيسها عام 1923.

ويلدرم سياسي تركي من عائلة ذات أصول كردية، يشغل منصب رئيس الحكومة منذ 22 أيار/مايو 2016 والرئيس السابق لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم.

شغل يلدريم منصب وزير النقل منذ العام 2002 وحتى العام 2013 ومن ثم تولى الوزراة مرة أخرى في الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 إلى أيار/مايو 2016، يوم جرى انتخابه رئيسا لحزب العدالة والتنمية وبالتالي رئيسا للحكومة.

يلدريم من مواليد أرزينجان، شمال شرقي تركيا، عام 1955، متخصص في الهندسة والملاحة البحرية، أشرف على العديد من مشاريع البنى التحتية والنقل البحري.

ليلدريم 6 أخوة، فقد والدته عندما كان في 16 من العمر، انتقل إلى إسطنبول حيث أنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة “بيري ريس” عام 1970، ثم أتم المرحلة الثانوية في ثانوية “قاسم باشا” عام 1973، وتزوج من المدرّسة سميحة يلدرم عام 1975، ولديه 3 أولاد (بولنت، أرقم، بشرى).

أدى يلدريم الخدمة العسكرية عامي 1980 و1981.

درس العمارة البحرية وهندسة المحيطات في جامعة إسطنبول التقنية، وحصل عام 1991 على درجة الدكتوراة التخصصية من المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وبعد تخرجه عمل مديرا عاما لشركة إسطنبول للعبارات السريعة من عام 1994 حتى عام 2000.

أصبح عضوا في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية عن إسطنبول ثم نائبًا عن مسقط رأسه أرزنجان، ثم نائبًا عن إزمير، ترشح لمنصب رئاسة بلدية إزمير عام 2014 لكنه حل في المرتبة الثانية.

وتغير وجه المدينة بمشاريع اقترحها يلدريم، مثل القطار السريع وتقوية البنية التحتية والانترنت وخدمات الخطوط الجوية التركية والطرق السريعة.

واستطاعت هذه المشاريع الصناعية والصحية والتعليمية التي أنجزها أن تفتح مدينة إزمير لحزب العدالة والتنمية.

أنجز يلدريم في فترته الوزارية 24 ألفا و280 كيلومترا من الطرق الرابطة بين الولايات التركية.

خلال توليه وزارة النقل أنجز الكثير من المشاريع أهمها القطار فائق السرعة بين أنقرة وأسكيشهير، وأنقرة وقونيا، وأسكيشهير وإسطنبول، إلى جانب مشروع مرمراي ونفق أوراسيا (القطار السريع تحت مضيق البوسفور)، وجسر السلطان سليم الأول، وجسر خليج إزميت الواصل بين إسطنبول وإزمير، وتقدر قيمة المشاريع التي أنجزها بأكثر من 85 مليار دولار أمريكي.