الحوثيون والقواعد الجويّة: سيطرة جزئيّة وتعيينات جديدة

السبت 21 فبراير-شباط 2015 الساعة 12 مساءً / مأرب برس - العربي الجديد
عدد القراءات 3955
 

تزايد الجدل في اليمن أخيراً، حول مصير سلاح الجو اليمني، بعد أنباء عن نقل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ثلاث طائرات إلى محافظة صعدة، معقل الجماعة، وعن استقدام طيارين إيرانيين إلى صنعاء لمساعدة الحوثيين، عدا عن إجرائهم سلسلة تغييرات طالت قيادات الدفاع الجوي.

ويظهر أمر تكليف، حصلت "العربي الجديد"، على نسخة منه، إجراء الحوثيين تغييرات لصالحهم، بقرارات غير معلنة، طالت 10 قيادات، وتخللها تعيين كل من العمداء عبدالله الحرازي مستشاراً لقائد شؤون الدفاع الجوي، والخضر سالم علي نائباً لقائد شؤون الطيران، ويحيى الرويشان نائباً لقائد شؤون الدفاع الجوي، وعلي الضمين قائداً لقاعدة الحديدة الجويّة وقائداً للواء 67 طيران، وعمر صالح قائداً للواء الثامن طيران، وعبد الرحمن الوظري، نائباً لمدير كلية الطيران والدفاع الجوي. كما تشمل التعيينات، تعيين كل من العقيد زيد الأكوع قائداً للواء الرابع، عبد الملك أبو طالب رئيساً لأركان اللواء الثامن طيران، وعبد الولي محمد عبدالله الحوثي رئيساً لعمليات اللواء الثامن طيران، وخالد قاسم فاضل، نائباً لمدير المديرية الإدارية.

في غضون ذلك، تؤكد مصادر رسميّة وصول ثلاث طائرات من طراز سوخوي، إلى ميناء الحديدة، غربي البلاد، كجزء من صفقة عقدتها الحكومة اليمنية مع روسيا البيضاء عام 2009. وتحدثت العديد من المصادر الإعلاميّة عن نقل الطائرات إلى صعدة، معقل الحوثي، لكنّ قائد القوات الجوية، اللواء راشد الجند، نفى في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع اليمنيّة الأمر، وقال إنّ الطائرات لا تزال في الميناء، وسيتمّ نقلها إلى القاعدة الجويّة المخصّصة لها.

قاعدة الديلمي

ويقلل الصحافي المتابع لملف القوات الجوية في الجيش اليمني، سامي نعمان، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، من الأنباء التي تحدثت عن نقل طائرات إلى صعدة، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "جماعة الحوثي تسيطر على قاعدة الديلمي، القاعدة الرئيسية للقوات الجوية في صنعاء، وكذلك قاعدة الحديدة الجويّة، ولا تحتاج إلى نقلها إلى صعدة، إذ ليس هناك مطار عسكري، ويحتاج المطار المدني إلى تجهيزات إضافية ليكون استخدامه للطائرات الحربية ممكناً". ويوضح أنّ "النقاش حول مطار صعدة واستخداماته الحربيّة حالياً، على الأقل، بلا معنى، إذ لا يوجد ما يهدد نفوذهم على القواعد الجوية في صنعاء والحديدة".

وفي السياق ذاته، يؤكّد طيّار في سلاح الجو اليمني لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، أنّه "لا يمكن نقل طائرات حربيّة إلى صعدة، لعدم وجود بنية تحتيّة تستقبل الطائرات"، مشيراً إلى أنّ "الحوثيين يسيطرون على الشرطة الجوية المسؤولة عن تأمين الطائرات والمطارات العسكرية، وبواسطتها يتحكّمون بالقاعدة".

وفي موازاة التغييرات في قيادة سلاح الجو لصالح الحوثيين، يكشف مصدر لـ"العربي الجديد"، أنّ "قاعدة الحديدة تلقت أوامر من الحوثيين، بالتحرّك لقصف مسلحي القبائل، المناهضة للجماعة، في محافظة مأرب وسط البلاد، لكنّ الطيارين رفضوا الامتثال للأوامر، وطلبوا أن تصدر من قائد القوات الجويّة مباشرة".

وكانت مصادر يمنيّة سرّبت قبل أيام، وثيقة مؤرخة منتصف الشهر الماضي، حول وصول طيارين إيرانيين إلى صنعاء، تتضمن طلباً من المخابرات السوريّة إلى سفارة اليمن في دمشق، تأمين سفر طيارين إيرانيين يحملون جوازات سفر لبنانيّة، وسيصلون إلى صنعاء لـ "المساعدة".

وفي وقت لم يتسن فيه التأكّد من صحة الوثيقة من مصادر رسميّة، يشير أكثر من مصدر في القوات الجويّة لـ "العربي الجديد"، إلى أنّهم لم يلاحظوا أي وجود لطيارين إيرانيين، وإذا كان قد وصلوا، فقد نقلوا إلى أماكن غير معروفة، مؤكدين في الوقت ذاته، أن أغلبية الطيارين اليمنيين يرفضون الإذعان للحوثيين.

من جهتها، استغربت سفارة روسيا في صنعاء، ما تناولته بعض وسائل الإعلام اليمنية، من أنباء عن وصول شحنة أسلحة روسيّة إلى ميناء الحديدة، مخصّصة لأحد الأطراف السياسية في اليمن، في إشارة إلى الحوثيين.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن السفارة، يوم الثلاثاء الماضي، أنّه "لا علاقة للجانب الروسي بتوصيل مزعوم للأسلحة إلى ميناء الحديدة، مخصصة لطرف سياسي، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام يمنية"، مشدّدة على أنّ "التعاون العسكري القائم بين روسيا واليمن مرتكز بدقة على الاتفاقات الموقّعة بين البلدين الصديقين وعبر القنوات الرسميّة فقط".

القوات الجوية اليمنية

وتمتلك القوات الجويّة اليمنيّة نحو 250 قطعة جويّة، تتوزّع بين مقاتلات وطائرات نقل ومروحيات وتدريب، وأغلب هذه الطائرات روسيّة الصنع، وتتوزع في ثمانية ألوية طيران في ست قواعد جويّة، أهمها قاعدة الديلمي في صنعاء، وهي باتت بالإضافة إلى الحديدة، تحت سيطرة الحوثيين، بينما تقع القواعد الأخرى في المدن الخارجة عن سيطرة الحوثيين، وهي قاعدة العند في لحج، قرب عدن، وقاعدة الريان الجوية في حضرموت، وقاعدة طارق الجوية في تعز، وقاعدة عتق الجوية في شبوة.

ولا يتمتّع قائد القوات الجوية الجديد راشد الجند، والذي تمّ تعيينه خلفاً لمحمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفق الطيار الحربي اليمني الذي اشترط عدم ذكر اسمه، بـ "شعبية داخل ألوية الدفاع الجوي"، ويقول إنّه "لم يعمل على تمكين الطيارين من حقوقهم، وإنه استمر بنفس نهج سلفه في هذا السياق". كما يلفت إلى "فضائح فساد في صفقات الطائرات الحربية التي يتم شراؤها من الجانب اليمني، وتظهر فيها لاحقاً عيوب غير مسبوقة في عالم الطيران الحربي".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن