شدد الرئيس عبد ربه منصور هادي، على "ضرورة استعادة أملاك الدولة والجيش من الذين لم يُصَفُّوا عُهَدَهم من الأسلحة والمعدات حتى اليوم"، دون أن يسمي من يقصدهم.

ودعا هادي خلال استقباله، في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء امس، رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية العليا، التي تضم مسؤولين في وزارتي الداخلية والدفاع ومسؤولين أمنيين آخرين، دعا الجهات المعنية والمختصة إلى "متابعة ذلك بصورة حثيثة وسريعة تنفيذا لمخرجات (نتائج) الحوار الوطني الشامل".

وفي حين لم يشر هادي إلى الجهات التي يعنيها بحيازة أملاك الدولة والجيش، الا ان مصادر مطلعة أكدت لـ"مأرب برس": ان الرئيس هادي يعني من خلال كلامه لضرورة تسليم معسكر "ريمة حميد"، الذي لا زال تحت سيطرة الرئيس السابق علي صالح.

وبينت المصادر ان الرئيس هادي أبلغ سفراء الدول العشر بضرورة الضغط على الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتسليم معسكر ريمة حميد، والذي يحتفظ فيها بترسانة من الاسلحة، كما أنها تحوي غرفة عمليات تقف وراء عمليات الفوضى في العاصمة صنعاء.

وأكدت مصادر عسكرية لـ"مأرب برس": ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح يحتفظ بترسانة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، في معسكر ريمة حميد، مشيرة الى أن أحداث الفوضى التي حصلت الاريعاء الماضي في العاصمة صنعاء، كان مخططا له ويهدف للانقلاب على هادي.

وأوضحت المصادر ان المخطط الانقلابي كان يقوده عمار محمد عبدالله صالح من غرف عمليات ريمة حميد، مؤكدا ان عمار صالح اشرف على بناء اربعة ادوار سرية تحت الارض في معسكر ريمة حميد تضم مكاتب وغرف جرى تجهيزها كنموذج مصغر لجهاز استخبارات عائلي مجهز باحدث الاجهزة والتقنيات الحساسة التي تم السطو عليها من التجهيزات الحديثة والحساسة التي كان يملكها جهاز الامن القومي.

وقامت قوات الحرس الرئاسي وبعد توجيه شخصي من الرئيس عبد ربه منصور هادي، بمحاصرة جامع الصالح الذي بناه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لتؤكد مصادر رئاسية ان هذه الخطوة لم يقدم عليها الرئيس هادي الا بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بأن كميات من الاسلحة مخزنة في الطابق الارضي للجامع.

وتاتي عملية الاقتحام والمحاصر للجامع بعد ساعات من تأكيد الرئيس هادي على ضرورة استعادة اسلحة الجيش المنهوبة.

وقال الخبير العسكري، العميد متقاعد صالح الأصبحي، إن "عدداً من قادة الألوية العسكرية الذين لهم ارتباط بالنظام السابق (نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح) لم يسلموا ما في عهدهم من الذخائر والأسلحة والمعدات العسكرية، خلال فترة الاستلام والتسليم التي جرت في عامي 2011 و2012 بعد قرارات هيكلة الجيش"، إثر الإطاحة بصالح.

وأضاف الأصبحي، في اتصال مع وكالة الأناضول، أن "مناطق محيطة بصنعاء، بينها مناطق سنحان وبني مطر ومعسكر ريمة حميد الذي كان تابعاً للقوات الخاصة، لازالت مليئة بالأسلحة التي استحوذ عليها قادة الألوية ولم يسلموها للدولة.. هذه المناطق لم تصل إليها الدولة حتى الآن، وكل المشاكل تنطلق منها".