جمعة الشهداء وسقوط النظام
د.فيصل الحذيفي
د.فيصل الحذيفي

بكل أسى وحزن عميق نـتوجه بأحر التعازي لكل اليمنيين الأحرار ولأسر الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، فكل شهيد سقط في ميادين التغيير والاعتصامات السلمية هو شهيد افتدى بروحه ودمه كل اليمن بحثا عن الحرية والكرامة المنتهكة وعن مستقبل أفضل لبلاد احتكرتها أسرة حاكمة بثوب جمهوري أبت إلا أن تستملك الشعب والوطن ومن فيه وكل ما فيه. وأنا باسم اليمنيين الأحرار ووفاء للشهداء وذويهم اقترح وأطالب بعدم دفن الشهداء قبل رحيل الرئيس وعائلته ومحاكمتهم.

أولا: جمعة الإجرام في حق الشعب

إنها جمعة السقوط لنظام الإجرام والقتل، إن هذا النظام الساقط بحكم الأمر الواقع إن كان له من منجزات طيلة 33 عاما فإنما ذلك يبدوا جليا بالتوزيع العادل للقتل، لقد سقط في ظل هذا النظام الفاشل على امتداد حكمه (1978- 2011) أكثر من تسعين ألف قتيل بحروب تخص الكرسي، لقد كان أبناء عدن يرفعون أصواتهم غضبا ويتساءلون لماذا القتل لأبناء عدن وليس لأبناء الشمال، إن هذا النظام الإجرامي أثبت انه يمارس العدل في توزيع القتل في كل المحافظات فاطمئنوا يا أبناء عدن فكلنا بالهم قتلى، وكأن جزارا شرها يتسلى بأرواح اليمنيين ودمائهم على شاشة لوحة العاب البلايستيشن.

لقد كان اليمنيون صابرون ومتسامحون مع حكامهم بالرغم من تفشي سلوك الظلم والاستبداد الجائر وكان الشعب بالرغم من هذا البلاء الذين يحمدون الله على الابتلاء به مستعد للعفو عنهم، ولكنهم وقد أوغلوا في إراقة دم الشباب العزل المسالمين فإن سقوطهم في وحل الإجرام كفيل بمحاكمتهم وملاحقتهم قضائيا دون انتقام.

رسالة وتنبيه إلى كل اليمنيين: إن عدسات الكاميرا ينبغي أن ترصد من يرفع صور المجرم الفاسد في حق الشعب ومن يهتف بحياته بدلا من حياة الشعب، وأن تسجل حديث المغفلين والبلاطجة والمستفيدين في وسائل الإعلام وفي الساحات العامة وأن ترصد العدسات من يحمل الهراوات والسلاح في وجه أبناء الشعب في الميادين العامة وعلى الصامتين والمترقبين والمتخاذلين أن يحددوا موقفهم اليوم وليس غدا، فلن يكون أيا منهم في منأى عن المساءلة. إننا في مرحلة من لم يتطهر من دنس الانتماء إلى الحزب الفاشستي النازي فهو شريك في كل الجرائم إما بفعله أو قوله أو سكوته. وعلى الجميع التخلص من صورالقاتل المعلقة أمام الناظرين .

إن الشعب المعتصم سلميا بكل مواطنيه وفئاته في ميادين يمنية عدة هو أقوى من الدبابات والصواريخ والرصاص الحي، إن البقاء في السلطة لن يكون ممكنا إلا إذا توفر الرضا والقبول، وحتى الحاكم المستبد لا يستمر في حكمه إلا إذا توفر له شيء من الرضا والصمت الشعبي ولو كرها، لكن ما إن تتحرك الشعوب وترفع صوتها فعلى الطغاة أن يرحلوا دون تلكؤ، وان غضبة الشعوب تـُسقط أقوى الطغاة واعتي الحكام جبروتا.

إن حالة الطوارئ المعلنة اليوم - من السذاجة مناقشة شرعيتها من عدمه - فلن تضيف شيئا ولن تمنع الثورة من الوصول إلى أهدافها، فالثورة المصرية قامت في ظل حالة الطوارئ التي أعلنت منذ ثلاثين عاما وسقط النظام المصري في مزبلة التاريخ وكل رموزه اليوم في ذات السجون التي وضعوا فيها خصومهم السياسيين قبل ذاك .

إن مطلب الشعب اليمني مختصر في رحيل النظام وليس غير الرحيل، وعلى السفاح أن يستجيب للشعب، وعليه أن يختار لنفسه طريقة الرحيل فهذه مشكلة تخصه هو ولا تعني الشعب بشيء، ولن يكون بعيدا عن المساءلة القضائية، اليمن اليوم بدون دولة وبدون رئيس ومن يمارس الحكم هو رئيس عصابة إرهابية، لقد تحول إلى مجرم حرب منذ أول شهيد سقط في ميادين الاحتجاجات السلمية وهو اليوم في خانة الملاحقين شعبيا ثم قضائيا وعن قريب.

نحن نحمل الشرفاء من أبناء القوات المسلحة والأمن المخولة في حماية الوطن والمواطنين مسؤولية حماية المدنيين العزل، وعليهم أن يتوجهوا لوضع أيديهم على المطارات منعا لأي هروب للقتلة وتهريب للأموال، وعليهم أن يضعوا أيديهم على كل مؤسسات الدولة الحساسة، أو أن ينضموا إلى الثوار، وان لم يقوموا بواجبهم فان الشعب بكل فئاته سيتولى سلميا محاصرة هذه المؤسسات ومنع الإضرار بها وعدم خضوعها للحاكم ساقط الشرعية وعصابته الإجرامية.

ثانيا: مواقف مخزية:

يتساءل البعض بكل براءة جراء مجزرة جمعة السقوط، لماذا المعتصمون ضد علي عبد الله فاسد هم من يسببون إزعاجا للسكان وأصحاب المحلات بينما في الطرف الآخر المتظاهرون المؤيدون له لا يشتكي منهم السكان وأصحاب المحلات والمنازل في ميدان التحرير، لماذا الاعتداءات تتم فقط للمعتصمين ضد الرئيس فقط بينما بالطرف الأخر امن واستقرار وأموال اليمن توزع عليهم غدقا ، كل الذين يصلون بتجمعات الطرف الآخر لا يعبدون الله بل يعبدوا علي عبد الله صالح بثلاثة ألف ريال، وإلا فان الحضور في صف المجرمين اشتراك في الجريمة.

وفي المؤتمر الصحفي لعلي عبد الله فاسد يجزم على أن المعتصمين بأيديهم سلاح ويجزم انه لا سلاح مع رجال الأمن البواسل وهنا نتساءل أيضا لماذا كل الضحايا من القتلى والجرحى من المعتصمين وليس من رجال الأمن أ ن أرباب المنازل المتضررين؟؟!!!!!!!!!

طيب يا جماعة هذا الرجل يكذب بشكل مستفز ويستخف بعقولنا ، أليس من وظيفة رجال الأمن والجيش الدفاع عن المواطنين ؟ لماذا لا يقوموا بواجبهم لحماية الطرفين ؟ لقد قلنا مرارا وتكرارا أن الأمن والجيش ليسا مؤسستين وطنيتين لحماية البلاد والعباد بشكلها الحالي بل هما مؤسستان عائليتان تحميان الفرد المستبد فهو الوطن وهو الدولة وهو السلطة وما عدا ذلك فهم عبيد في خدمته، ولذلك فهو يتساءل مستنكرا: كيف يتجرأ العبيد في مطالبته في الرحيل فقد زل في أحد خطاباته قائلا :« يرحل من يرحل ؟ هم يرحلوا».

نحن مستعدون للرحيل أيها الحاكم الفاشل: فقط نطلب منك التوجيه لوزير داخليتك أن يصرف لكل مواطن يمني استمارة نزع الجنسية والمواطنة اليمنية لكي نحد مبررا للجوء السياسي وهكذا ترتاح منا ونرتاح منك، وأتحداك أن تفعل ذلك، إن لعنة الله علينا سببها أننا قبلنا بك رئيسا هذه المدة وصبرنا على البلاء ، فوالله لو اشتغلت عاملا في بقالة لأفلست بصاحبها فكيف بك تحكم شعبا تعداده 25 مليون نسمة.

ثالثا: مواقف مفترضة:

1- على الإخوان المسلمين في اليمن أن يعتذروا للشعب اليمني لأنهم في يوم ما دعموا حكمه وحاربوا في كل البلاد ضد الجبهة الوطنية الديمقراطية ليؤمنوا له حكما مستقرا ولأنهم اشتركوا معه في حرب 1994 ولأنهم قبلوا بالتعديل الدستوري بعد الحرب ليصفروا له العداد وكان بوسعهم معارضة ذلك.

2- وعلى محمد اليدومي أن يعتذر لأنه في عام 1999 قال للمؤتمر الشعبي العام قبل عام من انتخابات الرئاسة « مرشحنا علي عبد الله صالح فمن يا ترى يكون مرشح المؤتمر ؟» وبعد أن استقوى على الجميع قال بوقاحة منقطعة النظير: بان حزب الإصلاح كرت حارق، وهو كشف لسلوك الغدر.

3- وعلى الدكتور عبد الوهاب الديلمي أن يقدم الآن وليس غدا اعتذارا لإخواننا في الجنوب على الفتوى التي أصدرها في حرب 1994 أيا كان فحواها صوابا أو خطا، فهم والله إخواننا في العروبة والإسلام والوطن ولم يكونوا من الباغيين لننتصر عليهم.

الخلاصة : إن الطالب يلتحق في الجامعة ليتخرج بعد أريع سنوات فقط متخصصا في أحد العلوم ويصبح ذو اختصاص، بينما شخص يحكم البلاد 33 عاما ليخرج بعدها مجرم حرب وليس رئيس سابق. إنها قمة الفشل.


في السبت 19 مارس - آذار 2011 02:42:24 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=9535