أوباما والأمن القومي اليمني
يحيى محمد الحاتمي
يحيى محمد الحاتمي

منذ الوهلة الاولى لسماع خبر الطرود المفخخة في طائرات شحن امريكية , عاش اليمن واليمنيون منذ الجمعة الماضية اوقاتا عصيبة وذهولا شديد مما سمع عن قصة الطرود المفخخة التي ارسلت من اليمن الى امريكا وزاد استياء الناس بعد سماع نبأ اعتقال فتاه يمنية للاشتباه فيها , ولكن هذه القصة لم تدخل عقول الناس ولا حتى ارجلهم ,,, الجميع يتابع ويرصد كل التطورات امام شاشات التلفزة وعلى المواقع الاخبارية.

والقارئ لعنواني يدرك اني أقصد جهاز الآمن القومي ولكن ما أقصده هو الامن القومي لليمن واليمنيين كافة والذي تسعى الايادي الخفية للعبث بة .

أوباما وكبش الفداء .

أضهرت استطلاعات الرأي الاسبوع الماضي تراجعا كبيرا في شعبية الرئيس أوباما قبيل اتخابات التجدبد بأيام وهو ما يهدد الرئيس أوباما بقص جناحبة إن سيطر الجمهوريون على الكونجرس , بالتالي سيقفون سد منيعا أمام سياساته وخططه .

قناة ال cnn ذكرت في آخر استطلاع لها بأن مؤيدوا الرئيس أوباما 48% ومعارضوة 45%ما يعني فقدان السيطرة .

فأمام ما يعتبره تالامريكيون فشلا ذريعا لسياسات أوباما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها أثناء حملته الانتخابية , نظرا للتركة الثقيلة التي خلفها سلفه بوش الابن ., لذا كان لازاما على الرئيس أوباما أن يبحث له عن كبش محرقة يمكنه من تجاوز الانتخابات النصفية والفوز بأغلب مقاعد الكونجرس .

وكما بات معروفا بأن أي رئيس أمريكي او صهيوني اذا ما شعر بفقدان شعبيته فما عليه سوى إحراق إي بلد عربي كي يعزز من مكانته ,, فالدماء العربية هي من تساعد الامريكيين والصهاينة في استعادة شعبيتهم وتضمن لهم الفوز بالانتخابات .

تلفت اوباما يمنة ويسرة فلم يجد الا اليمن كبش فداء يضمن له أغلبية في الكونجرس , ولأن أشد ما يخاف منه الامريكيون هو الموت , كان لابد من عمل سيناريو متقن الاخراج ينطوي على هذا الشعب المخدوع , فألارهاب هو البعبع الذي تخاف منه شعوبهم .فالموت العابر للقارات المصًدر الى الشعب الامريكي هو الوسيلة الانجع لضمان الانتخابات , واليمن هي كبش الفداء المقدم للمحرقة .

الحمائم والصقور .

يبدو أن الحمائم الذين بدأ بهم الرئيس أوباما عهده قد تحولوا الى صقور , ويبدو ان كوندليزا رايس ورامسفيلد واللوبي اليهودي وغيرهم قد عادوا للسيطرة على البيت الابيض من جديد ومشروع الشرق الاوسط الكبير جاري تنفيذه .

في اليام الماضية حذرت الخارجية الامريكية السفن من الاقتراب من جزيرة سقطرة لإحتمال وقوع عمل ارهابي .

جاء هذا التحذير في الاوقت الذي يجري فيه الترويج لجزيرة سقطرى سياحيا ويجري تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى فيها .وهو ما أعتبره محللون محاولة أمريكية للسيطرة على الممرات المائية الهامة والجزر الاستراتيجية فيها .

وهو مايبرر تواجد البوارج الامريكية في البحر الأحمر للبحث عن موطئ قدم ملائم لقواعد عسكرية امريكية بالقرب من القاعدة العسكرية الروسية , والسيطرة على أهم ممر مائي في العالم تمر منه مايقارب نصف تجا رة العالم , ومحاصرة التنيين الصيني القادم بقوة إقتصادية غزت العالم ويبدوا أن مقولة أحد السفراء الهنود (( من اراد ان يحتل الصين فعلية بإحتلال اليمن )) قد دخلت حيز التنفيذ .

فمنذ عقود وامريكا تبحث عن المواقع الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر وباب المندب والقرن الافريقي لاقامة قواعد عليها .

قبل أيام وعلى قناة cnn في مقايلة تلفزيونية مع سيناتور أمريكي ويبدو أنه من الصقور .

اتهم هذا الرجل النظام الحاكم في اليمن وباكستان باستغلال القاعدة لاستدرار الاموال من أمريكا والغرب وقال : على حكومة أوباما إيقاف دعمها لهذين البلدين وبسط يدها في اليمن وباكستان للقضاء على الارهاب .

إن مشكلة السياسة الامريكية هب العجرفة وإعتمادها على القوة , وهذه العجرفة هي من مرغت أنف أمريكا بالتراب وأغر قته في مستنقع العراق وأفغانستان .. ولم تستطع الخروج منه الى الآن .

واذا كانت بربارا بودن السفيره الامريكية السابقة في اليمن قد ضربت على الطاولة بقوة أمام الكونجرس ضد أحتلال اليمن بعد أحداث 11/9 وقالت لهم انتم لا تعرفون اليمن .

فإن على هذا السناتور المتعجرف الضرب على الطاولة ألف مرة بشأن إي قرار يمس اليمن .

وليعلم هذا المتعجرف بأن اليمن ليس العراق ولا أفغانستان , وما رأه الامريكان في العراق وأفغانستان ليس الا نزهه في اليمن .وأن إي مساس بالامن القومي لليمن ستكون له عواقب وخيمة .

عصفورين بحجر :

كما هي العادة الامريكية المعروفة والتي تسعى للاستفادة من إي حدث الى أقصى الحدود وتوظيفه لمصلحتها , فبالاضافة الى كون هذه الحادثة جاءت عشية الانتخابات التجديدية والتي بالتأكيد ستعزز من موقف أوباما وترفع رصيده .

إلا ان هناك هدف خفي , فمنذ ايام احتجت شركات الطيران البريطانية على الاجراءات الامنية المشددة التي تتبعها المطارات الامريكية من تفتيش دقيق للمسافرين ووقوفهم طوابير امام أجهزة الامن مما يعيق حركة الطيران ويتسبب في خسائر باهضة لهذا القطاع . وبهذا تكون الادارة الامريكية قد وجهت صفعة قوية لحليفتها الاستراتيجية بريطانيا ,, وألجمت شركات الطيران البريطانية للابد . وأجمل ما قرأت من تحليلات في هذا السياق ماجاء في موقع مأرب برس الأحد .

حنان .... كانت دعوات أمي معك .

منذ الوهلة الاولى لتصريح الرئيس بان الامن بحاصر منزل فتاة يشتبه تورطها في العملية . والجميع تلهف لمعرفة التفاصيل , وما إن أزيح الستار وعرف الناس حنان وقصتها حتى التهبت المشاعر ولهثت الشفاه بالدعاء لهذه المسكينة ,, فحتى أمي الطاعنة بالسن والامية أدركت فصول هذه المسرحية وأخذت تدعوا لهذه المسكينة والضحية ,, الجميع في وسائل المواصلات والمطاعم حديثهم عن الفتاة الجميع يدعوا لها ,, والحمدلله إستجاب الله الدعاء ,,, وخرجت حنان ,,,, ولكن نسأل الله أن يعينها للعودة الى حياتها الطبيعية .

 والسؤال المحير ... منذ متى واليمن يصدر طابعات ؟ ومنذ متى واليمنيين يراسلون كنائس يهودية ؟؟؟

كيف نقضي على الارهاب :الارهاب آفة ابتلينا بها في اليمن وبغض النظر من صنعة .. الا أن وسائل الاعلام المحلية كانت او الاجنبية ساعدت كثيرا في تضخيم القاعدة في اليمن وإعطائها أكبر من حجمها , حتى غدت الهم الذي يؤرق العالم .

وقد ساعدت العنجهية الامريكية في انتشارة , فتعامل الامريكان مع اليمن بنفس الاسلوب المتبع في باكستان والمعتمد على الصواريخ والطائرات بدون طيار لضرب الاهداف زاد الوضع سوءا وتعقيدا ,, فاليمن ليس باكستان والوضع اليمني مختلفا تماما , والاصرار الامريكي على التعامل مع اليمن بنفس الاسلوب , وضع الحكومة اليمنية في موقف حرج .

دفعت ثمنه غاليا . فالصواريخ الامريكية والطائرات بدون طيار التي ما زالت تحلق كل بوم لساعات فوق سماء عبيدة حصدت أرواح مواطنيين أبرياء من ابناء تلك القبائل ما ساعد على تأزيم الوضع وبالطبع الحكومة اليمنية هي من تتحمل التبعات .

إن دخول إسرائيل على الخط مع اليمن من خلال تصريحات رئيس وزرائها والذي أعتبلا بان إرهاب حزب الله وحماس واليمن واحد ... يجعلنا نستشعر فعلا خطرا حقيقيا ,, ونجزم بوجود مخطط خلف الستار يجري تنفيذه يستهدف اليمن واليمنيين .

فاذا اراد الامريكيون فعلا مساعدة اليمن للقضاء على الارهاب فعليهم أولا معالجة أسبابه ومن أهم أسبابة هو السياسات الامريكية الخاطئة في اليمن وعدم ادراكها لحساسية الوضع في اليمن . كما أن عليهم دعم الاقتصاد اليمني وإيجاد تنمية حقيقية في البلادومساعدة الحكومة في القضاء على البطالة ودعم التعليم في كل اليمن وعدم الاكتفاء بما تقوم به وكالة التنمية الامريكية ( كاتلست ) في شبوة ومأرب والتي تتواجد فيها المصالح الامريكية وتعميمها على كافة المحافظات .

اما إذا استمروا على عنجهيتهم فإن اليمن بكاملها ستتحول الى قاعدة .

لست من كتاب الدولة وبالتأكيد لست من مؤيديها فسياساتها الفاشلة هي من أوصلنا الى ما نحن فيه . لكن الوقت ليس بوقت الشماته او المناكفات السياسية فالخطر يحدق بالجميع , واليمن هو المستهدف أولا آخرا .

وعلى الجميع توحيد المواقف لمواجهة التحديات , فاليمن ملك لجميع اليمنيين وسنضحيي بالغالي والنفيس للدفاع عنة .


في الإثنين 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 10:43:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=8230