الدور المطلوب من مجلس التضامن الوطني
محمد مصطفى العمراني
محمد مصطفى العمراني

الحديث عن دور الشيخ مجلس التضامن الوطني برئاسة الشيخ حسين الأحمر في الحياة السياسية اليوم سيقودنا إلى الحديث عن ثنائية القبيلة والدولة في اليمن ودور القبيلة في دعم الدولة أو مواجهتها لندخل شعاب متاهة أجدني مضطراً للابتعاد عنها ومنحازاً لانطباعات ومشاعر بسطاء عن " الكينج" الملك حسين هكذا يسميه كثيرون من أبناء منطقته وغيرها.

اليوم ومجلس التضامن الوطني ينعقد في دورته الاعتيادية أتذكر ما قاله أحد هؤلاء المعجبين بالملك حسين كان سائق التاكسي الذي حدثني ذات مساء عن مشكلته التي قام الشيخ الشاب بحلها يدعو له بحرارة تغني عن ألف مقال حينها علمت أنه لم يصبح ملكاً متوجاً بحب الناس من فراغ.

من ينكر دور حسين الأحمر الذي أصبح رقماً صعباً ولاعباً أساسياً في المعادلة السياسية اليوم يتخلى عن مصداقيته وإنصافه لصالح عقدة تجاه كل ما يصدر عن أبناء القبائل أو لصالح طرف آخر لا يرى في " الملك حسين" إلا منافس وضع كرسي الرئاسة نصب عينية. 

· ما نؤمله من مجلس التضامن

نحن نرى في مجلس التضامن الوطني برئاسة الشيخ حسين الأحمر بما يملكه من ثقل قبلي ومشروع سياسي أنه يشكل رافداً مهماً لحراك سياسي يتبلور ويجب جمع تياراته للعمل كفريق واحد على إيقاف عجلة التدهور في البلد الذي أجمع أحبابه وأعدائه على أنه في وضع يصعب على الكافر ولا يحسد عليه والدور المطلوب من مجلس التضامن أن ينخرط مع الجماهير للنضال السلمي من أجل نيل الحقوق والحريات والاصطفاف والوطني مع كافة القوى السياسية للخروج من نفق الأزمات الراهنة من أجل مصلحة البلد ووقف تدهوره. 

· تشخيص مشاكل البلاد

من حضر دورة المجلس وأستمع إلى كلمة الشيخ حسين الأحمر سيدرك مدى الرقي الذي وصل إليه هذا الخطاب إلى تجاوز طموحات أبناء المشايخ في إثبات الذات إلى حمل هموم البلد ومشاكلها وأهمها إقصاء كافة الأطراف السياسية والإنفراد بالسلطة" والتي " نتجت عنها جميع المشاكل" وأدت إلى " تكاثر الأزمات"، وعلى رأسها الأزمة في الجنوب وأزمة صعده التي راح ضحيتها الآلاف من القتلى من أبناء القوات المسلحة وأبناء اليمن عموما " في أزمة صعده.

وحين قال الشيخ حسين الأحمر عن مشكلة صعده إنه " ضحى فيها اليمن دون أن يعلم الكثير من اليمنيين ماهية أسباب المشكلة ولماذا انفجرت وكيف كل سنة تبدأ الحرب وتنتهي دون أن يعرف اليمنيون ودون أن تحسم الفتنة ودون أن تحل المشكلة"، فإنه حمل بخطابه هذا نبض الشارع ووضع يده على الجرح الذي أجمع أبناء اليمن في رغبتهم في شفائه شفاء تام وعدم تكرر نزيفه من جديد من خلال حرب سابعة تستنزف فيها الدماء والأموال والثروات دون نتيجة ودون معرفة أي طرف سياسي أو مدني عن أسباب المشكلة التي تبدأ دون علم أي أحد تبدأ بتلفون وتنتهي باتصال تلفوني

· معالجة فتنة صعدة جذرياً

وأقترب الشيخ حسين الأحمر في خطابه من مناطق كانت ولا زالت حتى اليوم حساسة ولا يجرؤ أحداً على الاقتراب منها وهي قضايا الجيش وحقوق المحاربين التي لم تعطى لهم أو لأسرهم، وقال إن " هؤلاء الشهداء لهم حق على الدولة وعلى الجميع"، ولم يكتف بهذا بل طالب باسم مجلس التضامن الدولة والحكومة بـ"إنصاف الجرحى والقتلى وإنهاء فتنة صعده إنهاء جذريا"، داعيا أعضاء مجلس شورى التضامن بالوقوف على جانب أبناء محافظة صعدة والتعاون معهم

· حضور قضايا الحراك

ولم تغب قضايا الحراك عن دورة مجلس التضامن الوطني بل

أخذت مشكلة الجنوب بمظالمه وحراكه حيزاً كبيراً ونصيبا وافراً من خطاب رئيس مجلس التضامن الوطني، بدأها بالحديث عن " الخطر العظيم" الذي يواجه الوحدة اليمنية، جراء أخطاء السلطة داعيا إلى تصحيح مسار الوحدة، معتبرا ما سماه بقمع السلطات وانتهاكات للحريات ولحقوق الناس وحبس الناس دون حق بأنها تزيد النار والفرقة والإنفصال وتولد الحقد والكراهية بين أبناء اليمن".

· عن غياب الحوار بين السلطة والمعارضة

لقد شخص خطاب الشيخ حسين الأحمر في دورة مجلس التضامن الوطني مشاكل البلاد وأهمها في الوقت الراهن غياب الحوار بين الأطراف السياسية ودعا القيادة السياسية للأخذ بزمام المبادرة ودعوة كافة أطياف العمل السياسي إلى حوار وطني جاد تحت قبة البرلمان، وتشارك فيه كل القوى، و ليس داخل وزارة الدفاع، مقترحا إشراف دولي على الحوار لعدم وجود المصداقية بين السلطة والمعارضة، وليس إشراف دولة عربية أو إشراف الجامعة العربية.

Amrany22@hotmail.com

 
في السبت 17 إبريل-نيسان 2010 08:12:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=6909