إغتيال المبحوح في صنعاء
طارق عثمان
طارق عثمان

الإنجاز الأمني الذي حققته شرطة دبي في كشف ملابسات جريمة إغتيال المبحوح بشكل أدان الموساد وأحرج إسرائيل أمام العالم شىء يدعو للفخر بهذا الجهاز الأمني العربي المتطور والذي يقف وراء نجاحه عوامل عدة لعل من أهمها أنه ليس أداة تستخدم لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، وهي صفة منعدمة تماما في أجهزتنا الامنية اليمنية التي تتعدد أشكالها وتشترك في أنها أداة بيد الساسة يسيرونها كيفما يشاؤن ،ويستغلون نجاحاتها واخفاقاتها في خدمة قائمة أهدافهم الكثيرة والتي تخلو من هدف حماية الوطن والمواطن.

قادني هذا النجاح الباهر في دبي إلى تخيل الوضع في اليمن والسيناريو الذي قد تحدث بعض فصوله أو كلها لو أن الجريمة الإسرائيلية تمت في صنعاء . ( بعد خمس دقائق من جريمة الإغتيال ستصدر وزارة الداخلية بيانا تكشف فيه تفاصيل العملية الجبانة وبعض المتهمين بها والذين اتضح من تحريات أجهزة الأمن اليمنية، انهم 20 شخصا، 12 منهم كانوا طلابا في جامعة الإيمان ، وثلاثة من الحراك الجنوبي ، واثنين حوثيين ، وثلاثة من القاعدة ، واثنين أعضاء حاليين في أحد أحزاب اللقاء المشترك.

بعد ساعة من الجريمة ستعلن الوزارة أن 11 شخصا من أفراد الخلية لقوا حتفهم في مواجهات شرسة مع أجهزة الأمن في أحد أحياء صنعاء القديمة .

كما تمكنت هذه الأجهزة الأمنية من القبض على (مقبل علي ، و فدعق فدعق ، وصالح القوطي ) أثناء محاولتهم الفرار في منطقة تبعد 50 كم عن صنعاء وان الثلاثة محتجزون الآن في الأمن القومي و التحقيقات معهم جارية لمعرفة بقية خيوط هذه الجريمة القذرة والخسيسة والتي تعبر بوضوح عن مقدار الصلف الاسرائيلي .

بعد يوم من الحادث ستنشر وزارة الداخلية إعترافات المجموعة التي تم القبض عليها وكيف تمكنت من تنفيذ جريمتها النكراء البشعة .

خلال ذلك ستتهم السلطة أحزاب اللقاء المشترك بتسهيل مهمة الخلية الإجرامية وذلك بإصرارها على إشغال الأجهزة الأمنية بتعقب الصحفيين والناشطين التابعين لهذه الأحزاب مما أدى الى تعطل طاقات كبيرة كان يمكن تسخيرها للحفاظ على أمن الوطن من أن يعبث به عملاء الموساد ..

ستنشر صحيفة 26 سبتمبر مقالا مطولا يحكي قصة أحد المشاركين في هذه الجريمة البشعة والذي ثبت انه شارك في كثير من المسيرات والمظاهرات في منطقة المسيمير ، وستتناول فيه شخصيته بالتحليل وكيف أن لديه نوازع إجرامية منذ أن شارك في حركة إقصاء قحطان الشعبي في 1969.

سفير اليمن في المملكة المتحدة سيطالب حكومتها بتسليم بعض الاطراف المعارضة التي كان لها دور في حصول بعض أفراد المجموعة على جوازات سفر بريطانية مزورة .

في برنامج ماوراء الخبر على قناة الجزيرة سيطالب عباس المساوى واحمد الصوفي دول الخليج بدعم اليمن ماديا لتتمكن من تقوية أجهزتها الأمنية التي تعتبر خط الدفاع الاول عن أمن منطقة الخليج أمام محاولة الإختراق الإسرائيلية ، وخصوصا أن الخليجيين كرماء ونحن نستحق .

وبدوره سيدعو وزير الخارجية الى مؤتمر دولي لمناقشة هذه الجريمة وتقديم معونة مالية عاجلة لليمن التي خسرت الملايين بعد هذه الجريمة التي عصفت بالإقتصاد الوطني وأدت إلى إرتفاع سعر الدولار أكثر من 25% وكذا اسعار المشتقات النفطية.

ستقوم وسائل الإعلام الرسمية ينشر بيان منسوب إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يتبنى فيه التنظيم العملية ويبرر ما فعله بأنه رد على إنحراف حماس عن الخط الجهادي .

أحد الكتاب الكبار في المؤتمر نت سيطالب الحكومة بقطع العلاقة مع حماس خصوصا بعد تذمر الناطق الرسمي في غزة من أداء الأجهزة الأمنية اليمنية التي أسهمت في عدم إدانة إسرائيل ، مطالبا الحكومة بعدم إيواء هذه الحركة والذي جعل اليمن مسرحا لأحداث تضر بدور اليمن الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب وأدى إلى تلكؤ الدول المانحة عن تقديم المساعدات الإقتصادية ..

 مجلس النواب سيصوت بالأغلبية الكاسحة على مشروع قرار يسمح بالقبض على المواطنين المشتبه في إمكانية تجنيدهم من قبل الموساد خلال العشر السنوات القادمة كخطوة إستباقية ..

ستقوم وزارة الإعلام بإيقاف إصدار صحيفة الصحوة ، والثوري ، والوحدوي ، بسبب تغطيتها غير المهنية وغير الحيادية وبما فيه إضرار بالأمن الوطني وبالثوابت الوطنية ..

صحيفة الجمهورية ستنشر قصيدة معبرة للشاعر ( هايم الغاوي ) يهاجم فيه المشترك ويتهمه بالعمالة للموساد.

ستستمر جميع أجهزة الدولة بعملها على هذا النحو ..

وبعدها بشهر ستطالعنا \" يدعوت أحرنوت \" والقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي بتحقيق شامل تكشف فيه أسرار العملية التي كان جميع منفذيها أجانب وقد غادروا اليمن بعد تنفيذ مهمتهم بنجاح ..


في الإثنين 01 مارس - آذار 2010 10:39:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=6609