|
تتمتع المملكة العربية السعودية بقيادة ذات عقل استراتيجي ورؤية واعية في إدارة المتغيرات، حيث تحسن استثمار الفرص من عمق المخاطر، وفي أحلك الظروف. وقد استطاعت توظيف الاستهداف الذي طال منشآتها الاقتصادية الحيوية، إلى جانب التخاذل الأمريكي في الوفاء بالتزامات التحالف، لخلق توازنات جديدة على المستويين العسكري والاقتصادي، باتجاه قوى كبرى مثل الصين وروسيا، مع العمل على تحييد المخاطر الإيرانية، ولو بشكل مؤقت.
وفي ظل الاعتداء الصهيوني السافر على دولة قطر، وتزايد التهديدات التي تواجه منظومة الخليج العربي، نجحت المملكة في تحقيق معادلة الردع من خلال عقد تحالف عسكري استراتيجي واتفاقية دفاع مشترك مع دولة باكستان، التي تُعد من أقوى الدول الإسلامية عسكريًا وبشريًا وتقنيًا، وتمتاز بعمق جغرافي حيوي قريب من الخليج.
عندما تتوفر الإرادة السياسية، والعقل الاستراتيجي، والقدرة على الفعل الإيجابي، تتمكن الدول من حماية شعوبها، ومواجهة التحديات والمخاطر بحكمة وقوة واتزان، عبر سياسات استراتيجية فاعلة.
المملكة تتجه بخطوات مدروسة لتكون فاعلاً دولياً استراتيجياً ومؤثراً. وذلك من خلال إعادة صياغة التحالفات وخلق التوازنات وفقاً للمتغيرات الإقليمية والدولية وتحولات موازين القوى. يهدف هذا التوجه إلى خدمة مصالح المملكة والأمة العربية وتجاوز مخاتلة الحليف الأمريكي، ومواجهة المخاطر الصهيونية والإيرانية، والتصدي لمهددات الأمن القومي العربي.
يُشكّل هذا الاتفاق معادلة ردع قوية تُعزز من المنظومة الدفاعية العربية، وفي الوقت ذاته يُسهم في تحقيق الاستقرار والتوازن في شبه القارة الهندية، نظرًا لتشابك المصالح الاقتصادية العميقة بين الهند ودول الخليج. وتُعد هذه المصالح عاملًا محوريًا في تحقيق الاستقرار وضمان الأمن، انطلاقًا من منطق المصالح الاقتصادية المشتركة.
وقد جسّد سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، هذه المعادلة بجدارة، مجددًا نموذج القيادة الفاعلة، والإرادة السياسية القوية، التي تستشرف المخاطر وتحولها إلى فرص. وقد استحق عن جدارة موقع الريادة القيادية في العالمين العربي والإسلامي.
في الجمعة 19 سبتمبر-أيلول 2025 06:01:05 م
