إلى من بقي لديه ولد في مناطق سيطرة الحوثي
علي العقيلي
علي العقيلي
 

تسعى مليشيا الحوثي الانقلابية إلى تفريغ المناطق الواقعة تحت سيطرتها من العنصر البشري الفعال، لإحكام قبضتها الحديدية على الأهالي، وضمان عدم قيام أي ثورة أو مقاومة ضدها في قادم الأيام، إزاء تطبيقها نظام الإمامة البائد الذي يستعبد الناس ويصادر حقوقهم وينهب ممتلكاتهم.

ويتضح من خلال المعارك الأخيرة عدم اكتراث الحوثي بالخسائر البشرية المهولة أوساط مقاتليه، دون تحقيق أي أهداف على الأرض، حيث يدفع بالمئات تلو المئات على موقع واحد غير مهم، ويلقون حتفهم جميعاً ويتم الدفع بغيرهم وهكذا، وكأن الهدف هو القضاء على الشباب الذين يجلبهم بالآلاف من مناطق سيطرته.

دفع بآلاف البشر في صحاري الجوف فهلك المئات منهم ومن نجا وقع بالأسر، ودفع بمثلهم إلى شعاب وجبال البيضاء ومناطق جنوب محافظة مأرب، فلقوا حتفهم ومن نجا وقع في الأسر.

خلال معارك الأشهر الماضية تأتي الصور والفيديوهات من الجبهات تظهر قتلى وأسرى بالمئات وبشكل يومي يتم أسر العشرات عناصر وقيادات الحوثي بالجملة، ولم يكترث الحوثي لذلك ما يؤكد بأن هدفه هو القضاء على المقاتلين في مناطق سيطرته لإخضاع الأسر لحكمه الجائر وضمان عدم تمردهم عليه.

لو كان الحوثي هدفه التقدم وليس الاستنزاف، لما سلك صحاري مفتوحة، وجبال متفرعة وبعيدة كل البعد عن مأرب، دون أن يحقق أي مكاسب عسكرية تستحق، مقارنة بالخسائر البشرية المهولة التي يتعرض لها.

ولو كان يشعر بأهمية من يقاتل معه لما تمسك بالخطط التي تقضي عليهم بالمئات، ولكن يصر على تنفيذها وتكرارها.

كم أسرة في مناطق سيطرة الحوثي فقدت شبابها وأصبحت تحت رحمة مشرفي المليشيا، الذين كانوا لا يجرؤون على فعل شيء في حضورهم، وبعد التخلص منهم أتيحت الفرصة للمليشيا لنهب حقوق وممتلكات تلك الأسر، دون أن تجد من يدافع عنها، ويقصر يد الظالم.

نصيحة لكل أبناء الشعب اليمني في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، حافظوا على أبنائكم فأنتم بأمس الحاجة إليكم لدفع الظلم والجور عنكم، وأنتم أحق بهم، من الحوثي وغيره، فهو لا يقاتل من أجلكم، بل ليتخلص من أبنائكم ليتسلط عليكم.

قد رأيتم ماذا كان مصير من دفع بهم إلى مأرب، هل عاد منهم من أحد؟؟!!.. وهل اكترث لمصيرهم؟؟!!.. لا يهمه من قُتل ومن تاه ومن أُسر، ولا يعلم عن مصيرهم شيء ولا يهمه ذلك.

حافظوا على أبنائكم لأنفسكم.. للدفع الظلم عنكم.. فأنتم لا زلتم اليوم تمتلكون القدرة على رفض الانصياع والتبعية والخضوع والانقياد لمليشيا مارقة لا يهمها غير سلالتها وشيعة إيران ولبنان والعراق.

لا زلتم اليوم تمتلكون القدرة على رفض أوامر وتوجيهات مشرفي المليشيا وعقال الحارات الموالين أو التابعين لها، فلا يزال لديكم بعض الأبناء، ورفضكم اليوم حفاظاً عليهم وفي ظل وجودهم أفضل من رفضكم غداً بعد خسارتهم وفي ظل غيابهم.

من لم يرفض اليوم سيرفض غداً، لكن بعد أن يخسر كل ما لديه فالمليشيا لن تتوقف عن انتهاكاتها واستعبادها للناس مالم يكن هناك رفض شعبي ومجتمعي لها.

أما بالنسبة لمأرب فنحن وأنتم أبناء شعب واحد ولكم ما لنا وعليكم ما علينا، ولم نغزوكم إلى دياركم، وقتالنا هو دفاع عن أنفسنا، ومن يغرر به الحوثي ويدفع به إلى مأرب لقتال أبنائها فلن يجد غير الموت والوبال على أطرافها.

مأرب أبعد من عين الشمس على الحوثي وعلى غيره، والحوثي يدرك جيداً، لذلك يدفع بأبنائكم في حرب يدرك خسارتها لكن هدفه الاستنزاف والقضاء على عنصر الشباب في مناطق سيطرته.

نحن نرسل لكم الغاز بسعر لا يتجاوز 2200 ريال، وهو يقوم بنهبه واحتكاره وبيعه لكم بثلاثة أضعاف ثمنه، ونحن من ينتجه ويدفع تكاليف استنتاجه.

الحوثي نهب البنك المركزي في صنعاء ونهب الدولة بأكملها وتعود عليه الاتصالات بالمليارات وميناء الحديدة يعود عليه أيضاً بالمليارات وعائدات الضرائب وغيرها، ولم يصرف راتب موظف في مناطق سيطرته، ولا يقدم لا خدمات كهرباء، ولا صحة ولا تعليم؛ بل لم يتوقف عن نهب ممتلكاتكم وإجباركم على دفع مبالغ مالية طائلة باسم ما يسمى بالمجهود الحربي وما يسمى بالخمس.

الحوثي هو عدوكم.. ينهب ثرواتكم ويقتلكم ليحكمكم.. ويدفع بأبنائكم في حرب ليست من أجلكم ولا حتى من أجل اليمن، بل من أجل إيران وأطراف دولية معادية لليمن، وما عاد عليكم وعلى اليمن من هذه الحرب غير الوبال والدمار وخسارة كل شيء.

حافظوا على أبنائكم لأنفسكم وتوقفوا عن المشاركة في معركة ليست من أجلكم ولا تعنيكم بل هي ضدكم بكل المقاييس.


في الثلاثاء 29 سبتمبر-أيلول 2020 11:38:42 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=45145